حتى لا نحرق "النصر"
حسين الصوفي
حسين الصوفي
الذين كانوا يسافرون إلى مأرب من طريق نهم هل لا تزال ذاكراتهم تحتفظ ببعض صور الجبال الشاهقة؟! 
فرضة نهم إلى الآن لم يستوعب الانقلابيون أنها بيد الجيش الوطني!
 هم في رعب حقيقي منذ الصدمة الأعنف التي تلقوها، فرضة نهم انتصار أسطوري في تاريخ الحروب على الجغرافيا اليمنية، كانت حكاية الانتصار في فرضة نهم أكبر من معجزة وأقرب من أسطورة!
 كم يتحسر المرء حين يجلس مع العظماء الذين ساهموا في التخطيط والتنفيذ لاستعادة فرضة نهم من أيدي الانقلابيين؛ الحسرة بسبب أمر واحد؛ بسبب أنه لم يتم توثيق كل ثانية وكل لحظة وكل موطئ قدم وكل شبر كان أبطالنا المغاوير ينجزونه بالتقدم نحو صنعاء.
 وحسرة أخرى بسبب زهدنا في الاحتفال بانتصاراتنا العظيمة، زهدنا وتواضعنا في تعظيم التضحيات وإعطائها حقها من الحكاية التي تليق بكل قطرة دم شهيد، حكاية التبجيل والامتنان، حكاية الانتصار العظيم.
نحرق انتصاراتنا حين نذكر المواقع التي أنجزها أبطالنا المغاوير مجرد "أسماء أماكن وأودية" نظلم كل مكان شاهق وكل جبل وعر، وكل واد سحيق، نظلمها حين لا نتوقف عند كل صخرة لنحكي الحكاية كما يجب دون نقصان أو سطحية!..
جبال نهم بالغة الوعورة، لكن الحديث عن الانجازات العظيمة فيها سطحية وناعمة وأقل من لمسات حرير!..
 لو تعبت أقلامنا وحروفنا عن تسطير الحكايات " حكاية الانتصار العظيم" فلا (نسلق) الانتصار العظيم بأخبار "عاجلة" تنقل الجدل من حقيقة الانتصار العظيم إلى اللوك الضعيف والهزيل!. 
إن مللنا الحديث عن "حكاية الانتصار العظيم" فجبال نهم الشاهقة تجيد الحديث بوضوح، لو فتح أحدنا كاميرته وترك لها الخيار في نقل الصورة لاستطاعت الحديث عن حكايتها بجدارة وبما يليق، تروي حكاية الانتصار العظيم بكل تفاصيله!
 جربوا أن تنقلوا كل لقطة لكل صخرة وكل أثر لقدم مر منها بطل، وستروي تفاصيل الحكاية بزواياها الكاملة! 
جبال نهم تاريخ جديد في الحروب العسكرية، تحتاج للوقوف عند كل تفاصيلها لإخراجها بشكلها الذي يليق وبما تفرضه الأمانة، أمانة الرواية رواية الحكاية "حكاية الانتصار العظيم".
 لو ندرك أهمية إنجازاتنا في جبال نهم لنقلنا تغطية خاصة من كل شبر ولتم نقل كل تضاريسها عبر تلفزيون الواقع دون اجتزاء او عجل!.
 احتفلوا بكل شبر نحرره، إفعلوا ذلك لأن الانتصارات عظيمة جدا جدا، وافعلوا أيضا احتراما وإجلالا لكل الدماء الطاهرة التي يسكبها شهداؤنا الأبرار في سبيل حريتنا واستعادة دولتنا ووطننا الذي نكاد نرى صبحه قريبا، والصباح دائما قريب.
 انتصار مبارك أيها العظماء..
انتصار مبارك جيشنا البطل.


في الإثنين 20 مارس - آذار 2017 09:08:49 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=79582