صنعاء.. أكوام القمامة وشبح الكوليرا
عصام محمد الأحمدي
عصام محمد الأحمدي
تُعتبر صحة البيئية من الركائز الأساسية للصحة العامة وبدونها يصبح الإنسان عرضة لمختلف الأمراض والأوبئة ومما لا شك فيه بأن قطاع النظافة من القطاعات الهامة والحيوية في أي بلد وبدونه لا يمكن الحديث عن نظام او دولة.
وبالنظر إلى حال العاصمة صنعاء هذه الأيام يدرك الشخص حجم الكارثة التي حلت على البلد وما أفرزته الحرب من تدهور عام في مختلف القطاعات وتوقف الكثير من الخدمات الأساسية حتى وصل الأمر إلى عدم صرف رواتب عمال النظافة التي بالإمكان توفيرها من عائدات أمانة العاصمة لوحدها مما نتج عنه ردة فعل غاضبة تمثلت في إضراب عمال النظافة عن العمل ليتركوا شوارع العاصمة ساحة مفتوحة لأكوام القمامة والنفايات حيث ترافق هذا مع انتشار مخيف لمرض الكوليرا في أمانة العاصمة وبعض المحافظات نتج عنه وفاة عدد من الأشخاص بينما يرقد عشرات المصابين في المشافي في ظل إرتفاع معدل الإصابة بالمرض وزيادة إحتمال إنتشاره خصوصاً مع موسم الأمطار وتراكم القمامة.
ليس هذا فحسب فالخدمات الصحية في أسوأ حالاتها والمستشفيات تشكوا نقص الإمكانيات اللازمة لمواجهة الكوليرا وسط تذمر كبير من منتسبي القطاع الصحي لعدم صرف مرتباتهم مما يؤثر سلباً على جودة الخدمات الصحية في كافة المستشفيات الحكومية. 
وبهذا نكون قد وصلنا إلى أعلى درجات الفشل في إدارة الشأن العام وأصبحنا نعيش مرحلة غير مسبوقة من اللامبالاة بحياة الناس الذين أنهكتهم الحرب وقتلهم الجوع والمرض.


في الأحد 07 مايو 2017 06:27:38 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=79897