عدن في ذكرى التحرير
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان
عامان من تحرر عدن ممن حاول أن يعزز احتلاله لهذه المدينة كسلطة استبدادية ممثله بالحوثي وصالح، عامان ولم تتحرر القوى الفاعلة فيها من الماضي لتكون جزءاً من الحاضر لتنتقل للمستقبل، عامان والشرعية والحكومة تحاول أن تبسط سلطتها كدولة وتعيد أركان مؤسساتها، رغم المحاولات لإيجاد صيغة شراكة في السلطة المحلية مع القوى السياسية التي على الأرض كالحراك بمكوناته والأحزاب السياسية، لكن يبدو أن انسداد هذه الشراكة للسبب ذاته عدم تجاوز مآسي ماضينا التي عطلت حاضرنا وأعاقت مستقبلنا .
كلنا شركاء في بناء مدينتنا التي لا تحتمل القطيعة، وما أحوجها اليوم للتوافق، لا ننسى جهود الآخرين المحافظ المقاوم نائف البكري ودوره في أشد الظروف، من ينكر دوره جاحد، ثم الشهيد البطل/ جعفر محمد سعد ابن عدن الأصيل الذي افتداها بحياته، حلم باستعادة عدن لمدنيتها وروحها الأخاذ، لازالت دموعنا لم تجف في شوق معرفة الجناة، وخيوط المؤامرة، ليأخذ العدل مجراه وتنصف عدن وينصف الشهيد وأسرة الشهيد، لكن للأسف لا شيء غير تصريحات للاستهلاك، وكان للأخوة عيدروس الزبيدي وشلال علي شائع دوراً بارزاً في محاربة الإرهاب وإرساء الأمن والأمان في عدن، الكل أصاب في جانب وأخطاء في جانب آخر، هذه سنة الحياة وطباع البشر، كل له مشروعة ورؤاه التي يجب أن نحترمها، ويجب أن تصب في الصالح العام، تجنباً لما يضر هذا الصالح وحياة الناس .
ما تحتاجه عدن هي الدولة، مؤسساتها، أركانها، أمنها وخدماتها، بعيداً عن التنافس السياسي الذي يحتاج لإصلاح الساحة السياسية وتوفير الضمانات الديمقراطية، ليقول الناس كلمتهم الفصل في صندوق انتخابي أداة الإرادة ألحقه للجماهير، مهما اختلفنا يجب أن نتفق على تطبيع وترميم الحياة في عدن وخدماتها ومتطلبات المعيشة والكرامة والعزة للناس وتجنب الفوضى والضبابية .
من الطبيعي أن تتغير المسئوليات، وأن يأتي عبد العزيز المفلحي محافظاً لعدن خلفاً لعيدروس الزبيدي، من غير الطبيعي أن لا يستلم مهامه ومبنى المحافظة وبيت المحافظ، مهما كانت الحسابات، لم أستوعب الأسباب والمبررات، ولا أشكك بالنوايا، لكني أرى بنظرة تصب في الصالح العام وعدن .
 تحية لمحافظنا عبد العزيز المفلحي، رغم الظروف كان عند مستوى التحدي،رغم التحريض والتشويه التي تعرض لها، أستطاع امتصاص كل ذلك، بقوله (أتيت لأعمل مع الجميع بكل أطيافكم واختلافاتكم لأجل عدن)، لم يشتك ولم يتذمر ولم نسمع منه أي عذر، لم يشر بسبابته لاتهام أو شتم أي مكون أو فرد أو جماعة، تجنب المهاترات ومثيري الفتن، رفض أن يكون ضمن رداءة الواقع في المعزز للقطيعة والصراعات، انهمك في العمل واجتهد، منعوه من دخول المكتب ومباشرة العمل، فأختار الشارع، يجوب بحثاً عن عمال النظافة والمشاريع الخدمية ليكون رافداً لعملهم، اجتهد وكسب حب الناس ولكل مجتهد نصيب، خلال فترة قصيرة توسعت شعبيته، وأحرقت كل الأوراق التي راهنت على فشله، ومن يحترم الناس يحترمونه .
هذا ما تحتاجه عدن، من يطبب الجراح ويلم الشمل ويعالج الشروخ والتصدعات ويردم الهوة بين المكونات السياسية والاجتماعية، يبحث عن التوافق والاتفاق، يهد كل أوكار الفتن والخصومة وأسباب ودواعي القطيعة .
مطلوب من كل الجميع دعم كل الجهود الطيبة، وكل ما يصب في خير ومصلحة عدن ونتجنب كل ما يفرقنا ويمزق نسيجنا الاجتماعي والوطني، ندعو الله أن يوفق الجميع لما فيه مصلحة عدن والجنوب والشمال معا بمبدأ لا ضرر ولا ضرار .


في الخميس 20 يوليو-تموز 2017 07:58:03 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=80182