الاعتراف منطلق المصالحة
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان
علينا أن لا نراهن على جدية ما يطرحه صالح من مبادرات (المصالحة الوطنية) تجاربنا خلا 25 عاماً كافيه لنعرف نفسية وعقلية هذا الرجل، النرجسي، الأناني والفتان والهائم المتناهي بنفسه.
لا رهان على إنسان لا يعترف بأخطائه، واعتقاده بكمال الذات، ونقص الآخرين، والشعور بالفوقية، رجل يلعب على التناقضات، لا يضع للوطن أدنى اهتمام،منشغل بأوهام النجاح والقوة، والألمعية والاستعراض وحب الظهور، والتذبذب المتناقض من تجاذب وتنافر، والبطولة المزعومة، والتي تتأجج راغبة في الانبعاث والبروز من جديد كمنقذ بأي صورة على حساب دماء وأشلاء الضحايا، وهنا تكمن خطورته، في نفس مشبعة برغبة الانتصار والثار والعدوانية.
متى كان صالح صادقاً مخلصاً للقضايا الوطنية، ليس تجنياً بل تجارب وسلوكيات ملموسة، منذ وثيقة العهد والاتفاق، وقعها وأرسل أوامره مباشرة بتصفية لواء المدرعات في عمران إعلاناً للحرب عليها، وسلسلة من الأزمات، التي كان فيها صالح يضع نفسه بديلاً للوطن، ويطلب من القوى السياسية أن تتحاور، إن اتفقت أو اختلفت المرجعية صالح، وحينما اتفقت على مخرج إن هدد مشروعه ومصالحه مزق الوثائق ورماها في سلة المهملات، قائلا لبا جمال أو الإرياني رحمه الله، زادوا عليكم، وهكذا يقف حجر عسر أمام أي توافق واتفاق لمخرج للوطن والقضايا العالقة، وظل يؤجج ويرعى الأزمات حتى استفحلت، اليوم كل نتائجها تطفو للسطح بأقذر الأدوات التي نماها ورعاها لتخدمه لمثل هذا اليوم.
اليوم لوبي صالح يعمل إعلامياً وسياسياً، تسريبات وإشاعات، لتوجيه الصراع لزاوية مخطط لها بعناية، بالضروري تخدمه، بأدوات إقليمية ومحلية، لديه أموال وشركاء، وأعلام، وطائفة وقبيلة، واستراتيجيات قديمه جديدة استطاع أن يشكل بيئة تخدمه، بيئة فيها من التناقضات ما تجعله بسهولة يلعب عليها و بها.
اليوم المشكلة مش في صالح، اليوم المشكلة في من أتاح ويتيح الفرصة لصالح ليطل علينا كوديع بلباس وطني مصلح لا يناسبه.
الفشل في إدارة الأزمة والحرب والتحالفات من قبل الشرعية وقواها السياسية، لازالت تعيش تناقضاتها، بمشاريع متنافرة، وتحالفات هشة، سياسات خاطئة واستراتيجيات متناقضة، وتلك هي البيئة المثلى التي يعيش فيها عفاش، ويستطيع أن يتحرك بأريحية، ويلعب بهدوء مستقطباً أطرافاً لخدمته، من حيث يعلمون أو لا يعلمون.
عفاش في واقع المنتهي. بمجرد ما أن تعيد الشرعية ترتيب أولوياتها وسياساتها وتحالفاتها، وتستعيد سلطتها على المناطق التي تحررها، وتفرض سلطة النظام والقانون، تفرض نموذجاً يستقطب كل الناس، يخاطبهم ويلبي طموحاتهم وآمالهم، يشعرون أنه الحضن الدافئ الذي سيعالج كل ماسيهم.
اليوم المناطق التي تحت سيطرة الانقلابيين تغلي وتعيش أزمة حقيقية، وثورة تحتاج لمن يقودها ويدفع بها لتطهير اليمن من صالح وأذنابه وحلفائه، الذين يرفضون الدولة الضامنة للمواطنة والعدالة الانتقالية والنظام والقانون والحساب والعقاب والاعتراف بأخطائهم وخطاياهم، قلك مصالح وطنية.


في الإثنين 24 يوليو-تموز 2017 09:20:22 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=80197