القبيلة كيان معطل للدولة الوطنية
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان
يحسب للتحالف العربي أنه ساعد اليمن على كسر التمدد الانقلابي وإنقاذ اليمن من براثن التخلف والإمامة وطغيان واستبداد تحالف الشر والبغي المهدد للمنطقة، امتزجت دمائنا معا في الجبهات من أجل يمن الحرية والثورة والدولة الاتحادية الضامنة للمواطنة، لتكون بردا وسلاما على المنطقة والسياج الأمين لحمايتها.
مع اختلاف شكل النظام السياسي والاجتماعي، بين دول الخليج واليمن كدولة ديمقراطية فتية ونظام جمهوري عريق، يحاول أن ينهض ليلبي طموحات وأمال أبنائه، له احتياجاته من أدوات البناء ليصل للهدف والغاية التي خرجت الجماهير من اجلها في ثورة الربيع اليمني، هي دولة المواطنة حلم وأمل الجماهير.
الحامل الرئيسي لهذه الدولة القوى الاجتماعية الحديثة الحية بكل مكوناتها واتجاهاتها السياسية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني، كأعمدة تدعم كيانها وترسخ أهدافها كالتكتلات الثقافية والفكرية والأحزاب والتنظيمات السياسية، إن أراد أخوننا في التحالف مساعدتنا في البناء عليهم دعم هذه التكوينات ومساعدتها على النهوض بالمجتمع، ودعم القوى المدنية والمرأة والمستضعفين والمهمشين، والرفع من مكانتهم في المجتمع بما يحقق العدالة الاجتماعية ويعزز النظام الديمقراطي.
علينا أن ننوه أن القبيلة كيان اجتماعي محترم، لا يمكن أن يتصدر المشهد الاجتماعي والسياسي ليكون بديلا للجماهير وأمالها وطموحاتها ويلعب دورا سياسيا،بحكم طبيعتها التركيبية على أساس العرق والنسب، والمنطق الذي يجمعها على تطابق المواقف والخضوع لسلطة الشيخ أو المشايخ ما يجعلها كيانا تحشيديا غير منضبط فكريا ولا سياسيا ولا تقبل الديمقراطية والحرية وهي ليست اختيارية.
إن الإصرار على الزج بالقبيلة في العمل السياسي سيعني أن هناك نية مبيته للاستمرار بالتعطيل لأي تحول ايجابي نحو الأفضل، لان التكتلات المناطقية والطائفية والقبلية والسلالية، تتفوق فيها الهويات الصغيرة عن الهوية الوطنية، هي مصدر صراعاتنا وتخلفنا وإعاقتنا، ولن نبني دولة بغير تكتلات سياسية (أحزاب) كأفكار ومشاريع، تذوب فيها الهويات الصغيرة لتتفوق الهوية الوطنية للجنوب.
ما نلاحظه اليوم من دعم تكتلات قبلية وطائفية على حساب التكتلات المدنية والسياسية، يشكل خطر على مستقبل الجنوب والوطن، هل يراد لنا أن نكون مجموعة من القبائل والعشائر المتناحرة، أو دعم مشيخات على حساب الوحدة الوطنية للجنوب.
نحن بدورنا نحذر من ذلك حتى لا يتحول اليمن ومنه الجنوب لكنتونات تشكل خطرا على الجزيرة والمنطقة، من يريد أن يساعدنا في عملية البناء السياسي عليه ان يستوعب طبيعة اليمن السياسية، وثقافة أبنائها، وخاصة الجنوب السباق في بناء مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية، السباق في كل تطور ونهوض، يرفض كل الوسائل التي أعاقت ويمكن أن تعيق نهضته وتطوره والولوج للمستقبل بدولة ضامنة للمواطنة بأدواتها السياسية، والله على ما أقول شهيد


في الأربعاء 09 أغسطس-آب 2017 08:50:19 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=80295