السيادة يا أحباب
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان
أحبابي وأبناء جلدتي، رفاقي في النضال الطويل أساتذتي وتلاميذي أبنائي وبناتي، في ارضي ووطني ومدينتي عدن، منذ نعومة أظافرنا على هذه الأرض ونحن نناضل من أجل السيادة، السيادة الوطنية والإنسانية، إيمانا منا بأن السيادة للأمة، والأمة مصدر السلطات، التي لا يمكن لها أن تفرط بشبر من أراضيها وذرة من ثروتها، كل ثوراتنا من أجل السيادة برغم التحديات والخذلان يظل الإنسان اليمني الأصيل والوطني الغيور في الشمال والجنوب محافظا على سيادة أرضه ووطنه وثروته وعرضه وكرامته.
ما ثرنا ضد الاستبداد إلا من أجل السيادة، ولا قاتلنا تحالف الشر الحوثي وصالح إلا من أجل السيادة، والأمور الأخرى تفاصيل في إطار السيادة، ما رفضنا الضم والإلحاق في الجنوب إلا من أجل السيادة، وما طلبنا دعم التحالف العربي إلا من أجل السيادة الوطنية والقومية، من أجل سيادة واستقلال العرب والوطن من الارتهان للمفاهيم العنصرية البغيضة التي أقعدتنا كثيرا، ووجب اليوم مواجهتها بقوة لأجل السيادة.
نختلف ونتفق في التفاصيل، لكننا لا يمكن أن نختلف في مسألة السيادة، وعند الشعور بخطورة تهديد السيادة نتفق كثيرا ونضع خلافاتنا واختلافاتنا جانبا من أجل السيادة.
تتكون تحالفات هنا وهناك، لقوى متناقضة وكانت متناحرة وحدتها السيادة، هذا هو الشعب اليمني الغيور على السيادة، الحذر من وكلاء الاستعمار الذين يظهرون على صورة حلفاء، ويتغلغلون بيننا من خلال تناقضاتنا وخلافاتنا، بانتماءات زائفة، وشعارات رنانة يراد بها باطل، حتى يسهل عليهم السيطرة على مقدراتنا، ويديرون صراعاتنا لننهك ثم ننهب ونفقد السيادة على أرضنا وثروتنا، حينها لا ينفع الندم.
اليوم تبرز مؤشرات خطيرة توحي بالمساس بالسيادة، هل توحدنا هذه المؤشرات في الجنوب على طريق وحدة الصف النضالي والكفاحي من أجل تحرير الأرض من الارتهان للخارج بكل صوره وأشكاله الذي صار اليوم يهدد سيادة الوطن.
اليوم الإنسان في أرضي جنوباً وشمالاً مهدد في كرامته وحريته وفكره وتوجهاته السياسية، وبالتالي مهددون في سيادة الأرض والإنسان والثروة، وتتشكل مكونات لتحمي تلك الأطماع، والخوف من أن يتحول الحليف لمغتصب.
لا ننكر أننا مختلفون على أشياء كثيرة وبيننا ثارات، ولازال البعض مستأثرا بالسلطة والثروة، يتوهم انه صاحب الحق الإلهي والمناطقي بالحكم، وفينا من يصارع لأجل السلطة، وفينا من لازال محتكرا مقدرات البلد ومصيرها، وفينا وفينا، من الداء وهل حان وقت البحث عن الدواء لنتعافى من كل ذلك.
هل حانت اللحظة الحاسمة، لنتخلص من كل تلك الماسي والمسببات التي أهلكتنا وأهلكت الحرث والنسل، وصرنا مصدر أطماع الضعفاء من الخبثاء في المنطقة، ونعيش واقع موحش، وحال مؤلم، يعكس عتمة المستقبل، ليس عيب التنازل والتسامح للبعض من اجل السيادة، لنصل لتقارب يحفظ لنا سيادتنا وكرامتنا جميعا في دولة المواطنة دولة اتحادية لكل إقليم فيها استقلالية وسيادة وكرامة، بل العيب أن نستمر في مخطط يفقد الوطن وأجزأ منه السيادة على الأرض والثروة والإنسان، لنتحول لشقاه مع مغتصب وإقطاعي على أرضنا، والله المستعان.
أقول كلامي هذا وأنا على الحافلة في طريقي للرحيل بإذنه تعالى إلى مهوى أفئدة المتقين ومهبط الوحي ومنطلق الرسالة إلى مكة المكرمة شرفها الله، لتأدية نسك حج بيت الله الحرام، اطلب السماح من الجميع، الصفح عن كل تقصير أو إساءة أو زلة قد تكون بدرت مني تجاه أي واحد منكم، في منشوراتي في مقالاتي، في نقدي وأطروحاتي، أنا بشر معرض للخطاء والصواب، العفو والسماح، لكل من لا أستطيع لقاءه، والتسامح منه، لن أنساكم والوطن وعدن والجنوب الحبيب في صالح دعواتي. 


في الأربعاء 16 أغسطس-آب 2017 03:15:57 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=80328