معلمين عدن .. من النضال للتقاعد دون نفقة
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان
هل يتذكر جيلنا , وتعلم الأجيال المتعاقبة , الدور الريادي لعدن في التنوير والتعليم والتحضر لليمن عامه والجنوب اليمني خاصة , حيث كانت عدن نورا أشع بضيائه ارض الجنوب فأنار عقول أجيالا وأجيال , وانتشر نورها أكثر بعد الاستقلال , تجند أبنائها كمعلمين جابوا الصحاري والجبال بين القرى والأودية والشعاب وفي خيام البدو والرحل , نشروا التعليم , وأناروا العقول , في كل ربوع ارض الجنوب اليمني .
من الستينات وبقرار جمهوري فرض واجب الخدمة الوطنية والعسكرية معا في الريف كمعلمين أو كجنود لعبوا دورا مهما في نشر التعليم والتحضر والمدنية واحترام النظام والقانون , والتخلص من الإرث العصبوي القبلي وما رافقته من سلوكيات متخلفة وجهل وفقر ثقافي وفكري وروحي , تجند على ضوء هذا القرار وبقناعة وطنية بحثه دون فرض كل أبناء عدن ولحج وأبين وحضرموت كخدمة وطنية للتدريس في الريف والجزر والصحاري والبراري والجبال , في أوضاع معيشية صعبة , وحياة ريفية فقيرة من مقومات الحياة , لكن المهمة كانت أعظم تتطلب التضحية وتحمل الصعاب , كل أبناء عدن ولحج وأبين وحضرموت بمختلف جذورهم وامتداداتهم , كانوا عند مستوى المسئولية , وقدموا التضحيات والفداء في حرب المرتزقة لاستهداف المعلمين في مناطق الحدود , وما أكثر الحوادث , قتل من زملائي في سبعينات القرن المنصرم خمسة في منطقة مودية ولودر بسلاح غدر مرتزقة ذلك الزمن لتخويفنا من الاستمرار في أداء دورنا في التعليم , مما زادنا عزيمة وإصرار في مواصلة العمل لتنوير عقول المجتمعات المتخلفة وقشع ألظلمه ونشر نور العلم , والحمد لله اليوم نتلمس نتائج هذه الجهود ,فلا مجال للمزايدة على عدن .
هذه الكوكبة اليوم في وضع لا تحسد علية , مناضلين فنوا شبابهم واحرقوا أرواحهم ليضيئون عقول المجتمع , هم اليوم في قعر الظلم والقهر والحرمان لحقوقهم ومستحقاتهم , متقاعدون دون تسويات أو تصحيح لأوضاعهم , إهمال لا مبالاة اطلهم منذ عشر سنوات , حرمهم من حقهم في التسويات والعلاوات واستعادة الاستقطاعات الغير قانونية من ضرائب وغيرها , لا نعلم أين تذهب ولأي بند أو أي جيب , وهم متقاعدون مع وقف التنفيذ والنفقة .
المظلومين كثر في واقعنا اليوم , ومنهم تعيينات 2011م من معلمين فاقدي الحق والمساواة بزملائهم المعينين بعدهم بسنوات , ظلما ومظالم , يتحملها القائمين على حال التربية والخدمة المدنية والحكومة والسلطة المحلية , ظلما وجب تصحيحه لتستقيم العدالة , ويعكس نموذج المستقبل المنشود , ظلما لا يحتاج سوى جزءا بسيط من الأموال التي تهدر في غير محلها , في فساد انتفخت بسببه كروش البعض وتورمت خدودهم , وصاروا دببه نهمين جشعين معكرين صفو الحياة والعدالة , معروفين بسمائهم , يبثون سموم الفرقة والمزايدة , وهم أمام هذه الفئة المظلومة من مناضلي التربية والتعليم والثقافة والتنوير صفر على الشمال .
قضيتنا ليست للمساومة ولا للاستغلال السياسي , لسنا عربة يجرها مكون سياسي ليستخدمها ضد أخر , يشير بها كورقة ضغط , نحن أصحاب حق , ولن نفرط بحقوقنا ومستحقاتنا طال الزمن أو قصر , وظلمنا نقطة سوداء في جبين القائمين والمسئولين , كانوا في مقدورهم حلها ولازالوا قادرين , لا يعفى من المسئولية الأولين ولا القائمين كلهم شركاء في ظلمنا .
ننتظر ضمائر تصحوا , وعقول تستفيق , و وطنية تبرز على السطح , و وفاء يتفوق على الأنانية , لينصف المظلومين على هذه الأرض منهم المتقاعدين التربويين وتعيينات 2011م , وان ماتت فيكم الوطنية وفقدتم إنسانيتكم ونامت ضمائركم فلا خير فيكم للوطن ولن نستجدي منكم الإنصاف , والله شديد العقاب بالظالمين .


في الأربعاء 20 سبتمبر-أيلول 2017 06:55:35 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=80491