26 سبتمبر ثورة عظيمة كنا نجهل قدرها:
محمد مقبل الحميري
محمد مقبل الحميري
الذين لم يعايشوا عهد الإمامة في اليمن لم يكونوا يعرفون قدر عظمة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ١٩٦٢م الخالدة، وأنا كنت من هؤلاء الذين لم يكونوا يدركون هذه العظمة.
 لكن الأيام وتقلباتها أثبتت لنا عبر الواقع المعاش عظمتها وكشفت لنا ما كنا نجهله من قبح الإمامة ومدى إجرام السلالة الحوثية وكل من ينتسب لها. 
جزى الله الشدائد كل خير، فلولا إجرام الحوثي وأتباعه وخيانة حليفهم لثورة ٢٦ سبتمبر الخالدة ما كنا أدركنا حجم التضحيات التي قدمها أولئك العظماء أمثال علي عبد المغني والسلال والجايفي وبطل السبعين/ عبدالرقيب عبدالوهاب، والشيخ عبدالله الأحمر والفريق/ العمري ومحمد صالح فرحان والوحش، والعميد/ مجاهد أبو شوارب، والشيخ/ عبدالرحمن أحمد صبر، وعبد الغني مطهر والحاج/ علي محمد سعيد والشيخ/ أحمد علي المطري وغيرهم من الأبطال، وقبل هؤلاء جميعا تضحيات الأستاذ النعمان والقاضي الزبيري، وتشردهم وهم ينافحون الطغاة وينفخون في الجماهير روح الثورة على الجهل والتخلف والإمامة العنصرية، رغم ضعف إمكاناتهم وقلة حيلتهم إلا من نفوس كبار في جنباتهم تشبعت بحب اليمن واستعذبت التضحية من أجل أبناء وطنهم ليلحقوا بركب الأمم المتحضرة.
 واجهوا في سبيل ذلك التغريب والتجويع والتخويف والإرهاب وركبوا المخاطر والخطوب حبا في أمتهم ولله در الشهيد الزبيري القائل معبرا عن حالة تضحيتهم وجهل المجتمع لعظم هذه التضحية:
ستعلم أمتنا أننا..ركبنا الخطوب حناناً بها.
وها نحن اليوم بمناسبة الذكرى ٥٥ لثورة سبتمبر الخالدة نعايش جرائم كبرى ترتكب بحق شعبنا من قبل مخلفات الإمامة بأسلوب أحقر وأشد حقداً على المجتمع اليمني، فقد انقلبوا على إرادة الشعب المتمثلة بمخرجات الحوار الوطني الشامل، ودمروا مؤسسات الدولة وقتلوا وشردوا وأسروا معظم من لم يخضعوا لمشروعهم السلالي الذي غذي بالمشروع الفارس فأصبح أشد انحطاطا من مشروع إمامة الأمس وأكثر حقدا على بلادنا ومشروعنا العربي الإسلامي، فلا تكاد توجد بيت في اليمن إلا وفيها شهيد أو جريح، ودمروا المساجد والمدارس، وهدموا المنازل على رؤوس ساكنيها وخاصة في المحافظات التي قاومت مشروعهم بقوة أمثال تعز وعدن والبيضاء، ولولا قوة الردع في مأرب لفعلوا بها نفس الأفاعيل، ولم تسلم بقية المحافظات التي سيطروا عليها من إذلال أهلها وتشريد أحرارها وتجويع مواطنيها.
 ولكم أن تتخيلوا معي لو لم تضرب قوتهم الجوية وطيرانهم الذي تم شراؤه من قوت الشعب، كيف كانوا سيفعلون بهذه المدن عبر الطيران الحربي والبراميل الحارقة والسلاح المحرم دوليا.
أيها الإماميون السلاليون/ شكراً لكم بإظهار قبحكم والكشف عن حقدكم ومدى حقارة أنفسكم فأنتم بذلك عرفتمونا عملياً بحجم ثورة ٢٦ سبتمبر الخالدة وعظمة الرجال الذين قاموا بها وكشفتم لنا ما كنا نجهله من انحطاط أخلاقكم وما تكنه أنفسكم نحو شعبنا ومجتمعنا من حقد كانت صدوركم تخفيه، وكنا نكن لكم ودا وحبا ونقدمكم على أنفسنا ظنا منا أن فيكم خير للوطن.
والشكر أولا لله وحده الذي كشف لنا خبايا ما تكنه قلوبكم المريضة .
ولله در القائل:
ومهما تكن عند امرئ من خليقة ..
وإن خالها تخفى على الناس تعلم.
الخلود لشهداء ثورة ٢٦ سبتمبر المجيدة وكل شهداء مقاومة المشروع السلالي الحاقد، والتحية والإجلال لكل أحرار اليمن المرابطين في كل المواقع والجبهات رفضاً للإمامة الجديدة وعبيدها المنبطحين، والنصر قادم لا محالة بإرادة الله ثم بإرادة الجماهير التي إرادتها من إرادة الله.
وأختم كلامي بقول أبي الأحرار الزبيري رحمة الله عليه:
لم يبق للظالمين اليوم من وزر..
إلا أنوف ذليلات ستنحطم.
وكل عام وشعبنا اليمني حر أبي ووطننا بأمن وأمان.


في الإثنين 25 سبتمبر-أيلول 2017 04:27:00 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=80515