دواوين الزعامة
د.ياسين سعيد نعمان
د.ياسين سعيد نعمان
في المعارك المصيرية لا شيء أسوأ من التخلي عن الاستراتيجي واللهث وراء التكتيكي، وفي مستواه من السوء يعد تلميع الأفراد لتنمية الإحساس بالحاجة إلى زعامة، من أي نوع كان، سلوك لا يستند إلى قواعد المواجهة الشاملة والواعية بجسامة ما تتعرض له البلاد من مخاطر.
إن إعادة تلميع الأفراد على أي مستوى قد يخفي تخبطاً من ذلك النوع يفضي إلى الكوارث، وفي كثير من الأحيان يضيع فيه التكتيكي إلى جانب الاستراتيجي.
في اللحظة الراهنة، ومع التدهور الذي أصاب جبهة الانقلابيين، كانت الشرعية موفقة في فتح خط لتوافقات سياسية واسعة تقوم على إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة للجميع، غير أن بعض الأطراف المعنية لم تكن موفقة في عدم التقاط هذه اللحظة التاريخية والتعاطي معها بمسئولية، كما أنها لَم تكترث لحقيقة أن مركز المواجهة ،الذي لم تقرره الصدفة – ولكن قرار المقاومة منذ اليوم الأول، هو الشرعية وقيادتها.
إن ما نشهده من تخبط عند هذه الأطراف لا يجب أن يقود إلى موقف سريع منها ، فلا بد من إبقاء الباب مفتوحاً والاستماع إليها ، فلربما رأت من الموقع الذي كانت فيه ما يسلط الضوء على زوايا كانت محجوبة ، كما أن سنوات التعبئة الطويلة تحتاج إلى تفكيك بنفس طويل .
غير أن الشيء الذي لا يجب ألتعاطي معه ورفضه هو نزعة إنتاج زعامات خارج الإطار الشرعي للدولة. ففي هذه اللحظات الحاسمة المطلوب هو الموقف.. وتبقى الزعامة قضية مؤجلة إلى حين تتوفر شروطها وتفتح دواوينها.


في السبت 13 يناير-كانون الثاني 2018 12:59:48 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=80934