في الجنوب للمأساة بقية
د.كمال البعداني
د.كمال البعداني

وأنا أتابع الأوضاع في بلادي اليمن.. تذكرت تلك الأبيات الشعرية التي قيلت في بداية السبعينات، فوجدتها تطابق الواقع إلى حد كبير جداً وخاصة في جنوب البلاد وكأنها تحاكي واقع ما يحدث هناك (في الجنوب)، فإلى أصل الحكاية والحكم لكم انتم ،،،
في عام 1972 طلب ابن الوهط المرحوم الأستاذ/ أحمد السق- وزير الدولة للشؤون الخارجية لدولة الكويت الشقيقة- معرفة أوضاع اليمن بشطريه وأحوال المتواجدين من أبناء الجنوب في الشمال، فرد عليه الشاعر المرحوم الأستاذ/ حسن علي السقاف بالقصيدة لأدناه:

أخانا الأكبر الفذ الموقر
تقبل مننا أجمل تحية
مليئة من شذى الجو المعطر
بريح الزهر ذي تسري ندية
وفيها حبنا السامي وأكثر
وآمال لنا فيكم جلية
وفي طياتها صورة ومنظر
لشطرينا على قدر المزية
من الشطر السعيد بالزرع لخضر (الشمال)
وأما الوضع وسطه هوشلية
حوى المتناقضات من كل مصدر
ولا أعجب كيف سارت مستوية
يسيروا في الهوى من غير مزقر
سلاهم، مكرم والخدع نية
سلم راكب على ظهر المكسر
وعمياهم تقود المستظية
ولكن يؤمنوا بالخير والشر
وما قد قدره رب البرية
وأما شطرنا الثاني تحرر (الجنوب)
من الأخلاق والسيرة الرضية
أزاح الستر عن وجهه وأظهر
سجوده للطريقة الماركسية
غزانا في بلدنا الحزب لحمر
وله خطة بعيدة ملتوية
هدفها تأكل اليابس والاخضر
لكي تصبح دعائمها قوية
وبالتالي يصير الشعب مضطر
وعنده للتغيير قابلية
عدن كانت تسمى أمس بندر
وأما اليوم قرية ساحلية
فلا اسم التجارة عاد يذكر
ولا وارد يصل باسم الرعية
ومن لفلف من التجار شمر
وحصل في الحديدة دامكية
وها هو اليوم نفذ ما تقرر
من التحطيم في الخطة الردية
حياة الشعب ذي أنشأ وعمر
دفنها في لحود الأرض حية
بلدنا أصبحت في عصر أقذر
وأبشع من عصور الجاهلية
ففيها اليوم منكر أي منكر
تمارسه العصابة المفترية
وكل ما مرت الأيام يكبر
وكيف الحل من شر البلية
أملنا كان في القوم المبعثر
يلم شعثه ويخلص للقضية
ويتوحد على كلمة ويثأر
يشل الحمل شلة واحدية
ولكن الطمع حرف وعصور
وخلانا ضحايا مسرحية
فمن ولي القيادة حط ينخر
على خوته ورجعهم مطية
وشل العون له والناس تنظر
كأن العون للقايد هدية
وما له و الجنوب مادام وفر
لنفسه في البنوك الأجنبية
يموت الشعب من بعده ويقبر
عسى لا عاد تبقى له بقية
فهذا ما حصل في شعب حرر
بلاده كي يعيش عيشه هنية
أذاقوه البلا من كل مصدر
وخلوه هكذا يصبح ضحية
وهذا يا أخي ما قد تحرر
من الواقع وللمأساة بقية


في الأحد 22 يوليو-تموز 2018 05:08:33 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=81052