دماء محروقة على نعوش المصفقين
أحمد عايض
أحمد عايض


يحلفون لكم أنهم معكم وأنهم لكم من الناصرين، فلا تصدقوهم فإنهم كاذبون، خدعوا كل حلفائهم، وطعنوا كل الأوفياء لمسيرتهم، وتخلصوا من كل الأقوياء الذين قاتلوا في صفوفهم... راجعوا التاريخ وقلبوا صفحاته.
تأملوا مصير عبدالله الرزامي- القائد العسكري الأول في صف المليشيات الحوثية- والقائد العسكري الأعلى الذي قاد الحروب الستة ضد النظام السابق، والرجل الثاني في التنظيم بعد الهالك حسين بدر الدين الحوثي، واجه الموت من أجل السيد عشرات المرات، كان يفترض أن تنتقل له قيادة "المسيرة بعد مقتل الهالك حسين" لكن هيهات له ذلك .
أين هو اليوم،وما منصبه وموقعه في طابور هذه العصابة.
إنه تحت الإقامة الجبرية في أحد أودية صعدة، ممنوع من مغادرة منزله أو قبيلته، ومحظور عليه أي مشاركة سياسية، قرر فصيل من قيادات الحوثة على تصفيته لأنه اعتراض على سياستها الجديدة، لكن تدخلاً قبيلاً حال دون ذلك خوفاً على تداعيات مقتله عليهم وليس وفاء لماضيه .
تأملوا مصير الزعيم عفاش أسخى الأسخياء نصرة للمسيرة، وأكثرهم دعماً لها بالمال والسلاح والرجال والإعلام وكل ما خطر على قلب بشر، سلم لهم البنوك والمؤسسات والمعسكرات ومخازن الأسلحة، ووهب لهم كل خفايا الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، وكشف لهم كل أسرار المؤسسات الاقتصادية والعقارية لكل رموز الدولة، كل هذا لم يشفع له عند مسيرة اللصوص، بل قابلوه بتصفية جسدية بلغت قدراً في التوحش، حتى سقى مخ دماغه ما حُمل عليه من فراش، أما دمه فقد سال حتى جف جسده،الذي لم يسلم من التشويه والإهانة.
ابحثوا اليوم عن كل المشائخ والوجهاء الذين صفقوا لهم عشية دخولهم صنعاء، ورقصوا على أنغام زوامل المسيرة، فتشوا عنهم، ستجدون أنهم فقدوا أعداداً من أبنائهم ذهبوا صرعى في صفوف من صفقوا لهم، أخذوهم من أحضانهم وغرف نومهم بالقوة والعنوة، فلم يجرؤ أحد منهم على الاعتراض أو الرفض .
ابحثوا عن تجارات كل اولئك المشائخ والوجهاء ونبشوا عن عقاراتهم واستثماراتهم ستجدون أنهم اليوم يدفعون الخمس عن يد وهم صاغرون .
ابحثوا عن كل القيادات العسكرية التي انصاعت لتوجيهات خونة الثورة والجمهورية، وتبسموا لكل دعاة الإمامة والكهانة، ووجهوا أسلحتهم في صدور الجمهوريين وأنصار الشرعية، ابحثوا عنهم فغالبتهم قد أصبحوا اليوم نعوشا مرمية في مقابر المسيرة، لم يبقى منهم سوى ذكرى الصور المهترئة.
على مجمل النتائج لهذا الطابور الخبيث نكتشف أن هذه عصابة تتشابه كلية مع ملة الكفر من اليهود والنصارى، فلن يرضوا عنك حتى تتبع ملتهم، فإذا تبعتهم فودع حريتك وكرامتك ورجولتك.
وعلى الطرف الآخر يقدمون أنفسهم للعالم أنهم مع السلام وأنهم يرغبون في الدخول في مفاوضات سياسية بأشراف أممي للخروج إلى طريق يفضي إلى إيقاف الحرب، هكذا توحي تصريحات قياداتهم فلا تصدقوهم فإنهم كاذبون .
خاضت الشرعية معهم وبإشراف دولي، سلسلة طويلة من المفاوضات والجلسات العامة والخاصة وفي عدة دول عربية وأجنبية، وخرج الجميع بعدد من الأفكار والرؤى، كانت كفيلة بتقديم بعض الحلول لإنقاذ اليمن من هذا الغرق والتيهان، لكنهم داسوا على كل ذلك، وتنكروا لكل ما التزموا به، لأنهم لا يستطيعون المضي في طريق الصدق والنزاهة، ولا يمكنهم البقاء في مربع الوفاء.
نحن نقف اليوم أمام سرطان خبيث انتشر في جسد الوطن والجمهورية، ولا يمكن علاج ذلك إلا باستئصال ذلك الورم الخبيث، وعلى الجميع أن يمضي في ذلك مهما كان الألم ومهما كانت التضحيات، ولا نامت أعين الجبناء.

 
في الخميس 26 يوليو-تموز 2018 05:28:00 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=81080