حقيقتك عند البلاء …
أحلام القبيلي
أحلام القبيلي


الكثير من الناس للأسف يجعل من الأزمات المادية "شَمَّاعة" يعلّق عليها أخطاءه وسوء تعامله مع من حوله..
وهذا يعتبر نوعاً من النقص في الوازع الديني..
ويُشَكّل خطراً كبيراً على المظهر الأخلاقي..
فالأخلاق- بصفة عامة- هي أول ركيزة في تأسيس الإيمان الحقيقي بالله..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ِ-
"إنما بُعِثتُ لأُتَمّم مكارم الأَخلاق"
ويقول الله تعالى في كتابه الحكيم على لسان رسوله الكريم الذي بعثه رحمةً للعالمين:-
"فبما رحمةٍ من الله لِنتَ لهم ولو كُنتَ فَظاً غليظَ القلبِ لانفَضّوا مِن حولك"
فأنت أول الخاسرين بسوء أخلاقك - عندما تجد الآخرين يفرون من مجالستك، ويتجنبون الاحتكاك بك - لسوء أخلاقك..
و " شَرُّ النَّاس مَن اتَّقاهُ النَّاس مَخافةَ شَرِّة".
ثم كيف نجعل من المال خيطاً تتعلق عليه أخلاقنا، ونصبح كالريشة في مهب الريح..
يرفعنا المال، ويضعنا حيثما يريد..
وهل ستتغير أقدارنا إذا ما ساءت أخلاقنا؟..
إذا ما تحكمت الأزمات المادية في أخلاقنا تحكماً سلبياً - فهذا دليل على ضعف الإيمان في قلوبنا..
وإذا ما ساءت أخلاقنا لقلة المال في جيوبنا - فهذا يعتبر إهانة كبيرة منّا لأنفسنا..
فالأخلاق المرهونة بالمال أخلاق "رخيصة".
الأخلاق التي تُباع وتُشترى بالمال.. أخلاق لا قيمة لها في حقيقة الأمر..
المؤمن الحقّ، والمؤمن القوي - هو من تظهر أخلاقة الحسنة عند أزماته..
وإن لم تظهر تلك المحاسن عند المحن - وحل محلها سؤ الخُلُق - فإن هذا يعتبر نوعاً من الاعتراض على أقدار الله بطريقة ملتوية وغير صريحة..
وهو أيضاً نوع من "الشكوى من الله"..
ماهي إلاَّ إبتلاءات تظهر معدنك الحقيقي..
يقول تعالى:-
" ولنَبلُوَنّكُم حتى نعلَمَ المُجاهدينَ مِنكُم وَنعلَمَ الصابرينَ وَنَبلُوَ أخبارَكُم".
نبلو أخباركم - أي نكشف بواطنكم..
فماهي حقيقتك عند البلاء؟
الموالي بخيل:
يعني لا تقل: هل تريد كذا؟
هل تحتاج مساعدة؟
خدمات؟
و إذا كانت لديك القدرة على مساعدة الاخرين قدمها دون مشورة أو استئذان ساعدهم دون أن تحرجهم
و دون أن تضطرهم إلى سؤالك
الظروف صعبة.
والمتعفف لن يمد يده و لو مات جوعا.
يحكى أن فقيرا دق باب جاره وسأله حاجته.
فسارع الجار وأعطاه مسألته، ثم بكى..
سألته زوجته: لماذا تبكي وقد أعطيته ما سأل؟
قال:
لأنني لم أتلمس حاجته وأضطررته إلى ذل السؤال.
عليك مني السلام:
من الصعب أن تجد من يقف الى جوارك في أزماتك.
و من المستحيل أن تجد من يقضي لك حاجتك و يشكرك لأنك قصدته.
و أنك اخترته من بين الناس ليقدم لك خدمة.
هذا المستحيل.
هو الأستاذ والمربي الفاضل..
ناصر الوليدي فعليه مني السلام.


في الأربعاء 08 أغسطس-آب 2018 10:41:14 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=81154