ما يقطع الله على والف
أحلام القبيلي
أحلام القبيلي
 

" يذهب الجميل ليأتي الأجمل"
ويعوضك الله بخير مما فقدت
"و عسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً"..
لكن الله لا يعوض إلا من صب..
لا يعوض إلا من شكر..
لا يعوض الله الا من ظُلم..
لا يعوض إلا من حُرم..
ظُلم في نفسه أو ماله أو عرضه..
لا يعوض الله إلا من خُذل..
لا يعوض إلا من سُلب..
" و من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه"
و لن يعوض الله المتبطرين الرافسين النعمة بإقدامهم، الذين يتعالون على نعم الله أو يستقلونها أو يرونها أقل من مستواهم..
فلا تخن قلباً أحبك و تتركه مذبوحاً على قارعة طريق الوفاء ثم تقول:
عيدي الله حبيب غيرك
ما يقطع الله على والف
وإن قد نوى القلب تغييرك
عيحبني غيرك الطارف
لا يا عزيزي "عايقطع الله على والف وعيدي الله من يجعجعك ويوجعك
من يجرعك المر ويخليك تشوف النجوم بعز الظهر وتقول ياليت اللي جرى ما كان"..
وصدق المثل اليمني القائل" مرة تستقضي لمرة ورجال يستقضي من رجال"..
فمن ترك خِلاً وفياً وتنكر له لن يعوضه الله خيراً منه، وسيكون حاله كما قال الشاعر:
ستذكرني إذا جربت غيري
و تبكي فرقتي زمناً طويلاً

و سيردد ما قاله الفرزدق:

نَدِمْتُ نَدَامَةَ الكُسَعِـيّ لما
غدت مِنّي مُطَلَّقَـةً نَـوَارُ
وَكَانَتْ جَنّتي، فَخَرَجْتُ منها
كآدم حِينَ لَجّ بِهِ الضِّـرَارُ
وَكُنْتُ كفاقئ عَيْنَيْهِ عمدا
فأصبح مَا يُضِيءُ لَهُ النّهَار
وَلا يُوفي بحبِّ نَوَارَ عِنْدِي،
وَلا كَلَفي بهَـا إلاّ انْتِحَـارُ

و من المضحك المبكي أن تجد في الناس من يفعل بأخيه ما فعله قابيل بأخيه هابيل ثم يقول سيعوضني الله أخاً خيراً منه؟!
وتجد من يتقمص دور فرعون مع زوجته آسيا ثم يقول سيعوضني الله زوجاً خيراً منها..
وتجد أيضاً من يخون صديقه و يكرر معه فعلة بروتوس مع يوليوس قيصر ثم يقول سيعوضني الله صديقاً خيراً منه"؟!
وتجد تاجراً يستورد بضاعة مغشوشة فإذا قبضت عليه الجهات المختصة وصادرت بضاعته قال العوض على الله؟!
وتجد شخصاً آمنا في سربه معافاً في جسده عنده قوت يومه ساخطاً قلقاً غير مستشعراً نعم الله عليه فإذا سلبه الله النعم و حرمه إياها قال سيعوضني الله خيراً منها؟!
"يعوضك أيه يا أهبل ياعبيط" في مثل هذه الحالات أنت ظالم و سينتقم الله منك.
"ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكان فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱلله فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوف بما كانوا يصنعون".
تذكروا
لا تبطروا النعم
ولا ترفسوها بأرجلكم
ثم تنتظروا من الله العوض.


في الأربعاء 05 سبتمبر-أيلول 2018 12:28:16 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=81247