العنصرية القاتلة للجنوب
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

منذ اللحظة الأولى لبروز ثقافة المناطقية في ساحة نضال الثورة الجنوبية ، حددنا موقف ضد هذه الثقافة، وسخرنا قلمنا لمهاجمة دعاتها وأفكارنا في التوعية من خطورتها، وتهديدها لقضيتنا الجنوبية وعدالتها، مقالات في عدة صحف يمنية وجنوبية وعربية.
اليوم نعاني من اوجاع هذه الثقافة ونتائجها الكارثية، لتتطور لعنصرية فجة، بأدوات رثة مناطقية طائفية جعلتنا منا مسخرة امام الاخرين.
كنت في زيارة لحضرموت الحضارة والتاريخ، و مدينة سيئون التي اشتهرت بالكرم والضيافة، واستقبال الزائر او اللاجئ وعابر السبيل، والصورة الطيبة التي يقدمونا أنفسهم للآخرين سلوكا وثقافة، بل شرع ومجتمع ومدينة ومحافظة عربية أصيلة بخصالها.
في الفندق المكتظ بالقادمين من شمال الوطن، مسافرين للعلاج والسياحة،مطار سيئون مفتوح على مصراعيه والأمور تسير بسهولة ويسر واحترام مع حفظ لكرامة الإنسان، أول ما تتعرف على احدهم، ويعرف أنك ابن عدن، يبدأ العتاب المرير، ويتكرر القول (ما عملنا بكم ؟)، حتى تعاملونا بهذه العنصرية الفجة على مداخل عدن، لزيارتها أو العبور من خلالها للسفر،نحن شعب واحد، إذا ظلمكم نظام عفاش25 سنة نحن ظلمنا 33 سنة، لا عفاش ونظامه يمثل الشمال، ولا الحوثي يمثلنا، نحن مواطنون، قدرنا مثلكم تحت هذا الظلم، هل يجوز أن نتحمل وزر هذه الجماعة الباغية والمستبدة، حتى تعاملوننا بهذه العنصرية الفجة، أحد العجزة المقعدون قال كلاماً محرج، يا أخي فين الإنسانية؟ فين المدنية والثقافة التي نعرفها على عدن، أنا كنت أعمل سائق مع يهودي في كريتر، أعرف عدن جيداً، هذه ليست عدن التي تعايش فيها اليهود والصومال والهنود مع اليمنيين والأعراق الأخرى، بكل سلاسة واحترام مع حفظ الكرامة للإنسان كانسان، ثم أضاف رهاننا على عدن وتعز المؤهلان لنهضة دولة المواطنة والحرية والعدالة والمساواة، وقال بصوت محزن، لا يا أخي لا لا لا لا يمكن أن يكون هولا تربية عدن ولا تعليم عدن، يا أخي عدن أول ما تدخلها تنسى العصبية وتندمج في مدنيتها وتسامحها، أبنائها خبرناهم متسامحين مثقفين ومتعايشين مع الجميع، هؤلاء أكيد من قبائل الجنوب التي لا تختلف عن قبائلنا، البلد واحد، والتخلف عم البلد كامل والجهل والتجهيل الذي مورس بحق الجميع الشمال والجنوب وأسف على عدن، بل أسف على اليمن، ومع السلامة وانصرف.
نحن اليوم في موقف محرج لا تستطيع أن تبرر هكذا ممارسات، اليوم على أبواب عدن يهان الإنسان، بل في داخلها إذا صادفت وحش مريض عنصري، تقع معه في مشكلة لو كانت بطاقتك من الشمال، حتى العصيان المدني، دفع ببعض المرضى يمارسون هوايتهم العنصرية بحق الناس، في مدخل المدينة الخضراء قوات ترتدي الزي العسكري وتوقف الناس بالبطاقة الشخصية، تطورت الحالة المرضية لتصل للجنوب، أنت من فين من أبين أو من لحج، يبدأ التحقيق على المزاج العنصري، يعني هولا هم الخطر الحقيقي على البلد.
خطر السكوت عليهم جريمة تتحملها الشرعية والدولة والحكومة بل النخب المثقفة والأكاديميين والمفكرين والسياسيين، العنصرية آفة اجتماعية قاتلة لا تبني وطن بل تفكك أوصاله وتشتت لحمته وتمزق نسيجه ليسهل هضمه من قبل الطامعين، تلك الأدوات هي الكلاب المسعورة التي تنهش هذا الوطن لتتغذى على ما تبقى من أشلاء وأطلال فيه لا يهما جنوب ولا شمال يهما الصرفة والمال المدنس الذي يغدق عليها من الطامعين بالوطن.


في الأحد 09 سبتمبر-أيلول 2018 11:59:01 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=81277