هل ينتهي الاغتراب الحكومي ؟!
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان


وصلت الحكومة إلى عدن برئيسها دولة فخامة الدكتور/ معين عبد الملك، دون تغيير بذكر لأعضائها، الحكومة ليست أفراداً بل منظومة سياسية وإدارية، بل توافق سياسي للعمل كفريق واحد بهدف معلن وواضح، لا تستطيع أن تحدث تغييراً في عملها دون تغيير حقيقي لمنظوماتها وسياساتها، دون تقييم علمي حقيقي لأدواتها، وتفعيل جاد لمؤسساتها، وصلت الحكومة لعدن المكلومة، والناس تنتظر شيئاً جديداً يصنع تغييراً حقيقياً لأوضاعهم وأوضاع البلد، تغيير نحو الأفضل، مع التأكيد على الأفضل الممكن لتغيير حال المدينة والبلد وواقعها المؤلم، لتكون عاصمة الدولة الاتحادية الضامنة للمواطنة والحقوق والحريات.
نحن في بلد فيها الحقيقة غائبة، والشفافية معدومة، بلد أنهكته الإشاعات والصراعات، بلد تعدد المكونات والأجهزة الأمنية، والمشاريع الصغيرة التي طغت على مشروع الدولة الاتحادية الضامنة للمواطنة وحقوق وحريات الجميع،الدولة التي ستتيح مجال واسع من الحريات للشعب ليقول كلمته الفصل في أمور ومستقبل البلد، في المصير وجوهر النظام والدولة والتبادل السلمي للسلطة.
وصلت الحكومة.. خبر تتداوله المواقع، نرحب بها ونبتهل بهذا الخبر، والكثير يتساءل هل وصلت الحكومة بكل طاقمها الوزاري والإداري، لتنهي اغترابها للأبد بتوافق سياسي، ليبدأ عملها من عدن كعاصمة مؤقتة، وحسم كل التناقضات والاختلافات الجوهرية، ليعمل الجميع كفريق واحد، تحت قيادة فخامة الرئيس والشرعية.بمعنى هل تم تهيئة الظروف الموضوعية والذاتية لعدن لتكن عاصمة اليمن؟، تستطيع الحكومة إدارة البلد من خلالها، وهل ستكون عدن تحت سلطة وإدارة هذه الحكومة؟، وسيكون وزير الداخلية هو المسئول الأول عن كل شئون الأمن وأمان المدينة، بمعنى ستتوحد كل الأجهزة الأمنية تحت سلطة هذه الحكومة والدولة والشرعية، لتستقبل عدن كل أبنائها كانوا وزراء أو موظفين حكوميين أو سياسيين أو نشطاء وصحفيين أو مواطنين، تم ترحيلهم بالتهديد والاعتقالات والاغتيالات، هل سنرى كل القوى السياسية بأطيافها ومشارفها في عدن يمارسون نشاطهم السياسي بحرية وديمقراطية وفق النظام والقانون براية الدولة الاتحادية اليمنية.
هل تجاوزت الشرعية الهوة بينها وبين الأطراف الأخرى؟، وتمكن الرئيس من جمع شتات وطن وتناقضات سنوات من الصراعات، ونستطيع أن نقول إن هذه المرة سيكون للحكومة حضور حقيقي ومؤثر، لن تواجهها أي عثرات، وستتحرك بحرية دون مخاوف ومنغصات، بأمن وأمان، وستتوحد الجهود في الحرب ضد الانقلابيين، مع الاحتفاظ بالسيادة والإرادة اليمنية، باختصار هل سيفرض على الجميع الدولة كشخصية اعتبارية بنظام وقانون ؟.
الخوف أن يكون ذلك مجرد سيناريو امتصاص للضغط الشعبي الذي يتعرض له الجميع شرعية ومعارضة، لفترة وجيزة وتعود حليمة لعادتها القديمة، ونجد من يرفع شعارات طرد فلان وزعطان بمزاج سياسي ومناطقي وعنصري مقيت.
الحكومة القادرة على أن تنهض بالبلد هي حكومة التوافق السياسي، التي تضع الجميع في المسئولية كشركاء، وتلزمهم، دون ذلك مجرد ضحك على الذقون، تهدئه مؤقتة لصراع أشد ضرر لن يؤدي غير للفشل والانهيار.
حكومة لا يستطيع جزء من أعضائها التواجد في عاصمة البلد لن تقدم شيئاً يذكر لهذا البلد، ما لم أجد كل الوزراء وطواقمهم بتوجهاتهم السياسية ومناطقهم موجودون على الأرض يمارسون عملهم بحرية دون منغصات، واعتراض وعثرات، في توافق سياسي يوحد أجهزة الأمن، ويفعل نشاط أجهزة الرقابة والمحاسبة والسيادة على مؤسسات الدولة وإيراداتها، هذا إذا صلحت النفوس وحسنت النوايا، ونرتقي عن الصغائر والأنانية بقيمنا ومبادئنا ليكن الصالح العام والهم العام هو أولوياتنا والوطن أولاً.


في الأربعاء 31 أكتوبر-تشرين الأول 2018 06:02:07 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=81531