الأسعار والمواطن
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان


من دواعي هذه الحرب اللعينة، هو الانهيار المعيشي لفئة الفقراء التي توسعت اليوم أعدادهم لينظم إليهم شرائح اجتماعية من ذوي الدخل المحدود والطبقة الوسطى.. وفي المقابل تتوسع دائرة النفوذ سياسي وعسكري وقبلي، ليزيد من عدد الفاسدين والباسطين والمتعطشين للمال الحرام و النهب والسطو على ايرادات الدولة ومصادر الدخل القومي، فتكون لوبي فساد ضخم صار مشكلة حقيقية تواجه البلد، ومعيق حقيقي أمام استقرار اقتصادي ومعيشي وتحسين أحوال الناس.
للأسف إن التحالف ساهم في كل ذلك من خلال الإغداق بالمال دون حسيب ورقيب خارج أسس ومؤسسات الدولة، لمكونات سياسية وعسكرية صارت اليوم مشكلة الدولة، بعمد أو دون عمد ساهم في تشكيل نافذين ومحتكرين للثروة والدعم والمعونات والمضاربة بالعملة، هذا الدعم الغير منظم حول كثيراً من المناضلين والسياسيين لمرتزقة وعملا وبائعين ضمائرهم للشيطان، ضاع الوطن في دهاليز هذه المعمعة،حول بعض المناضلين من ضعفاء النفوس إلى تجار وأصحاب أموال وعقارات، وصرافين، وعصابات النهب المنظم، فسادهم تجاوز حدود فساد النظام السابق الذي ثرنا لتغييره، وإذا بنا اليوم نحتاج لتغيير هذا الواقع الصعب.
مسكين هذا الشعب تاه بين كم هائل من الشائعات، وهي تنبعث كسموم في هذا الوقت العصيب من الازمة الخانقة، شائعات مغرضة ترتكز على أجندة سوداء ومدمرة وميكافيلية تنطلق لغرض خلط الاوراق، وتوجيه الناس لهدف غير وطني بأحلام وامال وطنية .
تكون وعي مجتمع يرفض شعارات الوهم التي تزيد من حجم معاناته، ويميل للأفعال التي تخفف من اوجاعه، فسقط الكثير كأوراق الخريف تداس اليوم بأقدام الخيرين، اصحاب الاعمال التي تخفف من الم الناس انها المعادن النفيسة .
لن يتحسن الاقتصاد دون دولة ضابطة ومؤسسات، مهما انخفض الريال، لن ينفع مالم يؤثر في انخفاض الاسعار وضبط السوق وتعاون الجميع سلطة ومعارضة ورجال اعمال وتجار صغار ومواطن .
شركة هائل سعيد انعم، ومبادرتها في تخفيف معاناة الناس بتخفيض اسعار السلع التي تنتجها، هذه المؤسسة الاقتصادية العريقة تحتضن في داخلها مؤسسة خيرية، هي سند منذ سنوات طويلة للفقراء والمحتاجين، وما يسمى حق هائل الرمضانية السنوية، الذي صارت كراتب سنوي لكل اسرة في محافظ عدن وتعز والحديدة وبعض المناطق الأخرى، تعين الفقراء على مواجهة فقرهم، كل هذا يعبر عن روح هذه المؤسسة الطيبة والخير الذي يسكنهم.
هائل سعيد أنعم، لا ينكر دور مدينة عدن التي احتضنت الجميع، وهو منهم وعاش وأنجب فيها أبناء هم من أخيار وشخصيات عدن اليوم، يقدمون لعدن الكثير من الخير في دعم مهرجانات التراث وتطبيع الحياة في عدن، بادلوها الوفاء بالوفاء والمعروف، منذ ما قبل الاستقلال والناس تعرف خير هائل سعيد أنعم كرجل خير قبل أن يكون مؤسسة اقتصادية، وما يقدمه لعدن، من بناء للمساجد ودعم للمؤسسات الخيرية، وعمل أسواق خيرية سنوية للتخفيض الأسعار، واليوم يساهم في وقف تدهور الحالة المعيشية لأبناء البلد ومنها عدن، لم يتبق غير دور السلطة المحلية في الرقابة على تنفيذ هذه المبادرة ومحاسبة المتلاعبين وكثر الله خيرهم.


في الأحد 25 نوفمبر-تشرين الثاني 2018 03:52:56 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=81641