الدكتورة ألفت الدبعي
توفيق عبدالملك فرحان
توفيق عبدالملك فرحان


أعزها وأحترمها على المستوى الشخصي..
أشعر أنها تتكلم وتكتب بحرقة ومرارة وتعبّر عن معاناة وحب لتعز..
ولكن ومن الحب ما قتل..
طلبت منها قبل سنتين- في رسالة على الخاص- ألا تمدح أحداً من القادة وألا تسكت عن خطأ أو تقصير..
ولي طلب واحد فقط يخصها كمتخصصة علم الاجتماع أن تخضع الاحداث الاجتماعية لمناهج البحث العلمي المبني على استعراض الأحداث وإخضاعها للبحث والتفريق بين الأحداث العابرة والظواهر المتفاقمة التي تحتاج إلى استئصال حتى لا يستفحل أمرها إن تأخر العلاج..
عزيزتي الدكتورة ألفت..
سبقك في نقد الرئيس هادي وعلي محسن وباسندوة وغيرهم.. صحفي سابق يحمل همك ونيتك في التغيير وسماهم الخردة تماماً كما تسميتهم أنت "الأدوات الفاسدة " ثم ما لبث أن عاد نادماً بعد الانقلاب شاعراً بالخطأ..
تذكرين كيف كانت نفسيتك يوم سقطت صنعاء..
إلا أن صنعاء حين سقطت بيد الانقلاب لم يكن الانقلابيون وحدهم السبب بل سبق ذلك لسنتين حملة تمشيط وقصف منظم طال كل الثكنات الحارسة للجمهورية من رموز وقوى ومؤسسات..
عندها دخلت جحافل الحوثي صنعاء بعدما شوهت ومزقت ودمرت كل قواها الحية..
ثم ما لبث الجميع يولولون ويصرخون بحثا عن عصى القشيبي ونظارة الجنرال العجوز وخبرته الثاقبة..
تلاشت معظم نخب اليمن وآثرت السلامة الشخصية وتماهت أخرى مع المليشيات وأصبحت جزء منها و فتحت نخب أخرى للمليشيات مقرات أحزابها وأعارتهم قياداتها..
ولم يخرج للمليشيات مسانداً العاصفة إلا الجنرال وأدواته التي تسمونها بالفاسدة...
ما لا تدركينه عزيزتي ألفت، أن التحالف عاد إلى الجنرال وأدواته في معركة التحرير بعدما عجز عن إيجاد البديل خلال ستة أشهر قبل العاصفة لف البلاد شرقها وغربها فخذل من كل من اتخذهم سندا يحمي ظهره وأولهم صالح وشبكات نفوذه.
ولو وجدوا البديل لما عادوا إلى خدمات الجنرال وحزب الإصلاح..
تذكري أيضا أن معركة الشرعية خاضها شباب تعز الحر والمستقل وإخوانهم في سائر المحافظات..
لكنهم وجدوا أنفسهم متشبعين بشعارات وفلسفات خذلهم أصحابها في أول محك فاتجهوا نحو الجنرال وتجمع الإصلاح ليس حبا فيهم بل لمصداقيتهم حين رفعوا الشعارات ولبسوا أكفانهم لتقديم التضحيات دون شعاراتهم ورؤاهم..
عزيزتي الدكتورة ألفت..
هذه الأدوات للجنرال هي التي صمدت وثبتت وضحت ولعلك عزيزتي تذكرين العجوز القديم القشيبي وزميله الشدادي والعكيمي والحسن أبكر وبحيبح وغيرهم الكثير في كل جبهات الجمهورية..
إن كانت أدوات الجنرال تقدم النفس للوطن فماذا تريدين بعد من وطنية أكثر من هذا.
عزيزتي الدكتورة ألفت..
طلقاتك لا تصيب ودائماً تخيب لأنها صادرة من يد غير متمرسة وخبرة عسكرية غائبة..
ولعل الجميع مازال يذكر سخريتك بالجيش قبل سنة ونصف كيف يحرر القصر والتشريفات قبل السلال والجعشة.؟
وهل من طريق إلى السلال والجعشة إلا بتحرير التشريفات ومدرسة محمد علي؟؟
والا كيف سيصعد جنودنا الجعشة والسلال وقناص واحد في التشريفات ومدرسة محمد على سيدمر كتيبة كاملة..
عزيزتي الدكتورة ألفت..
كنت أنتظر إدانتك لمحاولة اغتيال المدعي العام العسكري اللواء الحاضري وتعلنين أن التحقيق انتهى و لم يعد لاستكماله حاجة فماذا سنثبت بعد هذه الجريمة المشهودة من جرائم..
كنت أظنك ستخرجين مشيدة بما تحقق من إنجاز عسكري في مقبنة..
وإنجاز أمني في المدينة متمثلا بضبط أسطورة الرعب التي ضخمت غزوان..
وضبط من حاول قتل الدكتور/ محمد الشعيبي رئيس جامعة تعز وقتل مرافقه..
وضبط من قتل المواطن البريء جوار الجوازات..
لو سلكت طريقا تحسينية لكان خيراً لكِ..
ولو اقتديت بما تقدمها نساء تعز من دعم لوجستي للحرب على غرار ما تقدمه الناشطة حياة الذبحاني والدكتورة خديجة الحدابي والأستاذة أنيسة اليوسفي والأستاذة مخلص المدهش لكان خيرا لكِ..
دعي الحرب للرجال وخوضي غمار العمل الخيري والإنساني وسيعود خيركِ على الجبهات بأذن الله..


في الخميس 29 نوفمبر-تشرين الثاني 2018 05:03:00 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=81675