مفاوضات السويد
محبوب علي
محبوب علي


أتفق بالمطلق مع الدبلوماسي الدولي السيد مارتن جريفيت، اختياره الموفق لعقد مفاوضات السلام بين الحكومة الشرعية والحوثيين في السويد، ذلكم لأن التوقيت للزمان والمكان لم يكن من محض الصدفة والترجل وإنما في ضوء التقييم وهدف المبتغاة، لان التوقيت في الزمان والمكان يشيان الى التفاؤل وليس للتشاؤم.
وأتفق تماماً مع رؤى سعادة السفير البريطاني الى اليمن السيد مايكل آرون انه خصص كل وقته وجهده لنقل وقائع جلسات المفاوضات بين الجانبين بشفافية وعلانية أمام الرأي العام العالمي من مقر المفاوضات في العاصمة الوديعة السويد لِستكهولم حيث مقر أنظار العالم كل عام وفي هذا التوقيت بالذات لجائزة نوبل للسلام.
يترقب اليمنيون المتعطشون الى السلام بشغف الى ما ستفضي إليه نتائج مفاوضات السويد بعد تعذر كل الجهود الدولية على مدى عامين من جعل هذه الخطوة ممكنة وقابلة للتنفيذ، وعقب فشل كل المفاوضات ابتداء من الكويت وجنيف واحد وجنيف اثنين منذ عام 2016 حتى هذه اللحظة بعد سنوات أربع من الحرب الطاحنة عقب انقلاب ميليشيات الحوثيين على السلطة عام 2014 وعلى كل مقومات الحياة والبلاد والعباد.
خطط لمفاوضات السويد أولويات إعادة الثقة وتبادل الأسرى وإطلاق سراح المعتقلين والمخفيين واعادة تشغيل مطار صنعاء وهي أولويات تضع مغتصب السلطة نداً وضداً مع طرف الشرعية المعترف بها دولياً ضمن قراراتها ومرجعياتها الثلاث.
بل خطط لمفاوضات السويد ان تكون إعادة بناء الثقة لجولات قادمة من محادثات ستكون في نهاية يناير العام المقبل 2019 وربما في مارس القادم إما في النمسا أو في إثيوبيا.
قصر جوهانسبرج الشهير في ستكهولم عاصمة السويد قبلة أنظار العالم بوجه عام وأنظار اليمنيين بوجه خاص يستعد الآن قبل تاريخ الرابع عشر من ديسمبر الحالي ليعلن جائزته المرتقبة للسلام وهو موعد الختام لمفاوضات السويد بين وفدي الحكومة الشرعية ووفد الحوثيين.
هل يستعد السيد مارتن جريفيت لكسب هذه الجولة الفريدة والنادرة ويتجاوز أسلافه ممن سبقوه في هذه المهمة وهو الذي جند في هذه المهمة لجاناً عديدة متخصصة من الحكماء والتحكيم ومن المستشارين اليمنيين وممثلي المرأة بل ورافق وفد الحوثيين بطائرتهم الكويتية الخاصة من صنعاء الى السويد رغم علمه بما يفوق عددهم عن وفد الحكومة الشرعية.
لمن يا ترى ستؤول جائزة نوبل للسلام هذه المرة واليمن في قلب الحدث في السويد؟
هل سيكسب السيد مارتن جريفيت الرهان ومعه سعادة السفير البريطاني مايكل آرون الى هذا الانتصار العظيم؟
ليس أمامهما خيار سوى الخيار الذي ارتضاه الشعب اليمني بأغلبيته وليس بأقليته وهو الخيار الذي استوثق وأودع في حرم الأمم المتحدة الموفد عنها السيد مارتن جريفيت السياسي البريطاني ذي النسب في المولد من أرض اليمن وعلى ضفاف بحر خليج عدن.
سعادة السفير الموقر مايكل آرون سفير المملكة المتحدة الى اليمن.
كنت موفقاً ورائعاً انك تضع الشفافية في نقل الحدث من السويد لتكون صنواناً وعنواناً للدبلوماسي والإعلامي في آن واحد وهو ما شجعني على مخاطبة سعادتك انك قادر على إماطة اللثام بدون عناء بين الظالم والمظلوم وبين دعاة المستقبل ودعاة الجهل.
سعادة المبعوث الأممي مارتن جريفيت
كنت موفقاً في التوقيت وفي الزمان والمكان ولعلها فرصة تاريخية تشرئب لها أعناق اليمنيين جمعاء ان تكسب الرهان في هذا التوقيت الذي يقترن مع جائزة نوبل للسلام في السويد قبل ان تطرق مواعيد لاحقة في يناير او مارس القادم لا في أية بقعة في الارض سوى هذه البقعة التي تنشر دعوة السلام بمرجعية السلام للأمم المتحدة ومرجعياتها الثلاث المعلنة والقابلة للحياة وليس للمداراة او المساومة.


في الأحد 09 ديسمبر-كانون الأول 2018 03:04:05 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=81735