في مثل هذا اليوم 2 أبريل 1965م ووري جثمان الزبيري الثرى
د.كمال البعداني
د.كمال البعداني


على بعد ( ميلين) من المركز (رجوزة) في برط محافظة الجوف، وتحديداً بالقرب من قرية (رهيمات) ما بين (مداجر) و(رجوزة) و(ظلام).
كان الزبيري ورفاقه خارجين من (برط) في طريقهم إلى (خمر) وكان الشهيد (الزبيري) يمشي متبخترا وهو راكب على (حمار)، بعد أن رفض ركوب (الخيل) و ركبها (القاضي) الارياني (وهو الذي أورد تفاصيل العملية في مذكراته)، كما ركب على الخيل رفيق الزبيري الأستاذ/ (أحمد النعمان)، وكان معهم كذلك مجموعة من وجهاء اليمن أمثال الشيخ (الزنداني والمقدمي والمروني والقاضي/ محمد السياغي) وغيرهم.
في ذلك المكان- وحوالي الساعة (السابعة والنصف) من صباح الخميس (١) أبريل ١٩٦٥م- هوى (الزبيري) على الأرض من على ظهر (الحمار) وهو يقول (الله، الله، الله) وكانت هذه آخر كلماته قبل أن يفارق (الحياة) بعد اختراق قلبه (الطاهر) بثلاث طلقات، اخترقت القلب الذي طالما نبض بالحب لليمن.
كان أول الواصلين إليه (القاضي) محمد أحمد السياغي وأخذ يصيح (قتل الزبيري.. مات الرجل الذي وهب حياته للشعب)، بعدها تسارع الناس وجاء (مشايخ) (ذو حسين) وأخذوا يكسرون أجهزتهم (أغماد) الجنابي.. ويقصون من لحاهم، تعبيراً عن تعيبهم من الحادث.. (وقد تم القبض على القتلة ولكنهم فروا بعد شهور قليلة). تم حمل الجثمان إلى (العنان).
في اليوم الثاني الجمعة (٢) أبريل وصلت طائرة من (صنعاء) وعليها رئيس الوزراء (الفريق) حسن العمري.. تم حمل الجثمان ومن كان معه، وفي مطار صنعاء كان قائد القوات العربية (المصرية) في اليمن على رأس المستقبلين ومعه الوزراء وكل (صنعاء) تقريبا..
تم الصلاة عليه في (الجامع) الكبير، وانطلق الموكب- الذي لم تعرف له صنعاء مثيلاً- إلى مقبرة (الشهداء) وسط البكاء من الرجال والنساء ممزوجاً بزغاريد (النساء)، ووري جثمانه هناك .
بعد الدفن وقف على قبره صديقه ورفيق دربه (أحمد النعمان ) وحاول أن يلقي كلمة تأبينية للفقيد ولكنه لم يستطع إكمالها، فقد كانت دموعه تسبق كلماته. فختمها بقوله ( إن من واريتموه إلى مقره الأخير هو الزبيري القائل:
بحثت عن هبة أحبوك يا وطني
فلم أجد لك إلا قلبي الدامي
وها هو قد أوفى وقدّم هذه الهبة بعد أن استقرت الرصاصة الغادرة في قلبه المؤمن الكبير ).. رحم الله الشهيد محمد محمود الزبيري المولود في (بستان السلطان) في العاصمة صنعاء عام (1910م)، رحم الله الزبيري من سجن وتشرد وتعذب واستشهد من أجلنا، رحل ورحل معه فكره الوطني الذي غُيّب عنا (جهلا وتجاهل)، حتى أننا لم نعد نعرف عن الزبيري إلا أنه شارع طويل في قلب العاصمة ممتد من (باب اليمن ) الى منطقة (عصر)


في الأربعاء 03 إبريل-نيسان 2019 04:02:31 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=82266