بيان الانتقالي بخصوص الأوضاع في شبوة متناقض ويحمل المناطقية بصورة مرعبة!
د. عادل دشيلة
د. عادل دشيلة


بيان المجلس الانتقالي بخصوص تطورات الأوضاع في محافظة شبوة فيه العديد من المغالطات والتناقضات، كما لا يخلو من العنصرية والمناطقية البغيضة!
أولاً، يقول المجلس الانتقالي :"إنه يجدد التزامه باستمرار الشراكة مع الأشقاء في دول التحالف العربي في محاربة المشروع الإيراني في المنطقة المتمثل في ميليشيات الحوثي، وكذا مشاركته في مكافحة الإرهاب الذي ينشط تحت مظلة الحكومة اليمنية وهو ما أكده العدوان المستمر على محافظة شبوة، حيث تدفقت الجماعات الإرهابية المسلحة بقيادة جماعة الإخوان المسلمين لإعادة احتلال المحافظة."... استغرب من هذا التصريح، فما هي الصفة القانونية التي يحملها هذا المجلس الانتقالي حتى يقول إنه شريك مع التحالف العربي؟ ثم ألم يعلم أن من يموله أصدر بيانًا قبل الفجر اليوم يؤكد فيه التزام بلاده بوحدة اليمن وسلامة أراضيه ولا يعترف سِوى بشرعية عبد ربه منصور هادي، ثم إذا كان التحالف العربي لا يعترف إلا بشرعية هادي وقواته التي هي إرهابية بحسب تعبير الانتقالي، معنى ذلك أن التحالف العربي نفسه إرهابي!
ثانيًا، دعا المجلس الانتقالي "قوات المقاومة الجنوبية التي تقاتل المليشيات الحوثية خارج حدود الجنوب إلى اتخاذ موقف واضح مما يحدث من عدوان يتمثل في تدفق القوات الشمالية تحت غطاء الحكومة اليمنية إلى الجنوب لإسقاطه من جديد، حيث لم يعد مقبولاً محاولة تحرير مناطق شمالية في ظل استمرارهم في توجيه حربهم على الجنوب."
وهنا المغالطة الكبرى، حيث أن أبناء المناطق الجنوبية الذين يقاتلون الحوثي هم يقاتلون تحت شرعية الرئيس هادي ولا يوجد جبهة مخصصة للمجلس الانتقالي الجنوبي.. كما أن هذا المجلس الانفصالي لم يكن شريكًا حقيقيًا في مواجهة الحوثي بل إنه كان وما يزال ينتظر أن يسلم له الحوثي الجنوب على طبق من ذهب. بالنسبة للمقاومة في ساحل تهامة وألوية العمالقة فهي مشكلة من التيار السلفي وتدين بالولاء المطلق للرئيس هادي. إذن، أين هي القوات التي يتحدث عنها المجلس الانفصالي؟
ثالثًا، حمّل المجلس الانفصالي المتمرد، الحكومة اليمنية المسؤولية الكاملة عن استهداف قوات النخبة الشبوانية" وكأن هذه الحكومة ليست الممثل الشرعي للشعب اليمني ولها الحق المطلق في تثبيت الأمن والاستقرار باستخدام القوة ضد التشكيلات المسلحة الخارجة عن القانون، بما في ذلك المجاميع المسلحة التابعة للمجلس الانفصالي المتمرد المدعوم إماراتيًا.
بالإضافة إلى ذلك، اتهم المجلس الانتقالي قوات الحكومة اليمنية بالإرهابية وكأن العصابات التابعة له هي التي تواجه الإرهاب ولم يعرف المجلس الانتقالي أن أغلب عناصره من قادة الصف الأول للقاعدة وعلى رأسهم المدعو هاني بن بريك.
ثم دعا المجلس المتمرد " المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح مما يجري، ودعم القوات الجنوبية في حربها ضد تلك الجماعات التي تستهدف الأمن الإقليمي والملاحة البحرية."... لا أعرف كيف يُفكر من كتب هذا البيان للمجلس الانتقالي وهو يعرف أن المجتمع الدولي يدعم الحكومة اليمنية في مواجهة الإرهاب ولا يعترف سِوى بهذه الحكومة ويدعو لتمكينها من القيام بواجباتها في المناطق الجنوبية.
ختامًا، على المجلس الانتقالي أن يعترف بأن مليشياته عبارة عن مجموعة من الأبرياء رمت بهم نوائب الدهر والفقر والحاجة إلى أحضان هذه العصابة من أجل الحصول على لقمة العيش. استغل المتمردون الدعم الإماراتي غير الشرعي وقاموا بتوزيعه لبعض المجاميع المسلحة وكانوا يعتقدوا ومن وراءهم الإمارات بأن انتصارهم في عدن سيمكنهم من السيطرة على المحافظات الجنوبية وهو ما لم يحدث.. لقد انكسرت مليشيات المجلس الانتقالي عند أول مواجهة حقيقية أمام الجيش اليمني الشرعي وهذا دليل واضح أن المليشيات لا تمتلك القوة ولا الحاضنة الشعبية لو لم يكن هناك ممول خارجي والحال ينطبق على مليشيات الانقلاب الحوثية المدعومة إيرانيًا وإماراتيًا.


في الثلاثاء 27 أغسطس-آب 2019 06:22:05 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=82828