حلم الخلافة بعيد المدى وواجب قيام وبناء الدولة الوطنية الاتحادية...
عمار صالح التام
عمار صالح التام
 

ليس الشيعة من ينتظرون المهدي فقط ؟؟!!

بل قد وجد لدينا من ترك ميادين الجهاد، والنضال، والتربية، وتخلّى عن واجبه تجاه وطنه، وتسابقوا لمكة المكرمة انتظارا للمهدي الذي لم يأمرنا الله بانتظاره، بل أمرنا النبي- صلى الله عليه وسلم- أن نغرس فسيلة النخل إن كانت بأيدينا بعد قيام الساعة.

ولأنهم منتظرون للمهدي فقد تجاوزوا الواقع المحلي الوطني هروباً، وأنشأوا قروبات وتس، ومواقع تواصل اجتماعي، ومجالس يتبادلون فيها نصوص من قرآن وسنة ويسقطونها على الواقع، وينظرون فكرياً للخلافة الإسلامية التي هي غاية كل مسلم يؤمن بأن (هذه أمتكم أمة واحدة) ويظنون أنهم بذلك يحسنون صنعا، والحقيقة أنهم يعيشون خارج نطاق الزمن الذي نعيشه.

وآخرون مغرومون أذيالا للعلمانية والعولمة، مستوردون أسوأ ما فيهما، مصدقون كذبة الغرب علينا أن العالم أصبح قرية واحدة ولا يوجد خصوصية للأوطان والبلدان والشعوب، بينما ذلك الغرب العنصري: يحتكر الامتيازات المادية الهائلة على حساب مليارات من البشر لصالح شعوبه ومواطنيه.

هؤلاء وأولئك تجاوزوا المشروع الوطني وتركوا الشعب يعاني القهر والكبت والجوع والظلم والتخلف، ولم يكتفوا بذلك، بل شغلوا العاملين في الحقل الوطني بالتصنيف والتشكيك وأقاموا معارك عبثية حول جدلية الإسلام السياسي وسيطرته، وخطورة الغرب وغطرسته، وتخلوا عن الشعب ودولته وجمهوريته ووحدته.

وهذا يمول إقليميا ليبني مركزا للسنة بمحاربة الاعتدال والوسطية، وتماهيه مع الحركة الحوثية.

 وذاك يمول أممياً وإقليمياً لمنظمة أو مؤسسة تتعارض مع المصلحة الوطنية، أو دعم لميليشياته الطائفية والجهوية، والكل ليسوا سوى مشاريع هدم وأدوات ارتهان للخارج.

نحن كيمنيين لا نختلف على الإسلام أبدا ونحن سنة بالأصل قبل دخول الرسيين، وشعبنا متدين بمجمله منذ القدم :إلا من شذاذ كعلي البخيتي وغيره من المسوخ القلائل الذين تشربوا الانحراف والتنكر لعقيدة الشعب وهويته في محاضن السلالة الكهنوتية ومنظماتها المشبوهة الملغمة بالسلاليين منذ ثلاثين عاما، فهم يخرجون من خلف كل ستار وتحت أكثر من لافتة، وهم...هم... ليس سواهم.....

إنما يحتاجه اليمنيون اليوم هو قيام دولة وطنية تصلح حاضرهم، وتنقذ مستقبلهم، معبرة عن تاريخهم وأمجادهم.....

يجب أن نصب جهودنا ومشاعرنا وتوعيتنا وأدبنا وشعرنا وفننا وثقافتنا : نحو إقامة الدولة الوطنية الاتحادية كخطوة قبلية ومهمة قبل كيان الخلافة العربية الإسلامية العامة.

ثم أن شكل الخلافة الإسلامية القادمة لن تكون بنفس الشكل الموجود في أذهاننا، حيث يكون الخليفة هو مركز الحكم، ويدار العالم الإسلامي بحكم مركزي فهذا مستبعد تماما.

 

إذا كان المتاح لدينا اليوم في شكل الدولة هو الأقاليم والدولة الاتحادية في اليمن، فما بالكم بخلافة على مستوى العالم الإسلامي.

لذلك توقعي أن يسبق قيام الخلافة قيام دول قطرية بجانب تركيا وماليزيا وتونس وو... وبعد عشر سنوات إلى خمسة عشر عاما ستنشأ تحالفات واقتصادية ضخمة، وتعاون عسكري وأمني وسياسي واسع: على شكل مشاريع وتحالفات وروابط تضم بعض أو أغلب الدول الوطنية القطرية في العالم العربي والإسلامي، وستفضي المرحلة السابقة كما يبدو لاتحاد عربي إسلامي حقيقي يراعى فيه خصوصية الأقطار المختلفة، كلا على حدة شبيها بالاتحاد الأوروبي لحد كبير.

إن كارثة الهلامية والعمومية في الفكر، والرؤى، والتحليل، بما يتعلق بالعبور إلى واقع ومستقبل الخلافة الإسلامية: لا تورث سوى أماني خادعة، وانعكاسات نفسية سلبية محبطة: عند مواجهة التحديات الماثلة أمامنا، فنصاب بالإحباط، ويسود العجز، ويفشو التلاوم والتذمر، لأن المثالية المنطلقة من عواطف جياشة: محدودة الوعي، قليلة الخبرة، تورث فرحا وزهوا بنصر مرحلي صغير، كما تتسبب في أسى وحزن مهلك عند أي مصيبة أو نكسة.

من هنا يجب أن نغادر إمعية التفكير والعواطف، ونوطن أنفسنا، ونعيش واقعنا، ولا نقفز عليه.

 ينبغي أن نعيش اللحظة: من حيث الجد والاجتهاد والمثابرة والخصوصية المحلية الوطنية: في البناء والتوجيه والتنمية والنهضة.

ثم بعد ذلك لتتجاوز رؤانا وأحلامنا ونحن في ميادين العمل والبناء آماد الزمان وآفاق المكان لنرى بعد ذلك من وراء أحزاب تكالبت علينا ما وعدنا الله وسعينا له من النصر والفتح والتمكين، ونتخيل أنا نقرأ على قصور المدائن بعد سقوط إيوان كسرى وزعامة أبي جهل مجددا ( كم تركوا من جنات وعيون $ وزروع ومقام كريم $ ونعمة كانوا فاكهين $،،،).

 بعد غيابات الجب، وافتراء نسوة المدينة، وكيد امرأة العزيز، وقضبان السجن، وو حشية الجلاد، والتربع على خزائن الأرض، يقول: من أساء في حقنا (تالله لقد آثرك الله علينا وأن كنا لخاطئين).

ونتمثل بعد ذلك قول يوسف الصديق عليه السلام، وقد خضعت لنا عروش الدنيا، ودان لنا سلاطينها، نحن أو جيل يلينا عزما وإباء وإصرارا على تحقيق وعد الله تعالى لعباده الصالحين بوراثة الأرض، ونردد (يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا).

حينها سيرى فرعون الاستبداد، وهامان الارتهان، وقارون البغي، وميليشياتهم وأحزمتهم الآثمة، سيرون منا ما كانوا يحذرون.

أخيرا وعودا على بدء،، اليمن منطلقنا، وواجب الوقت أن نقيم دولتنا الوطنية الاتحادية، إذ لا خيار لدينا للعبور لمستقبل اليمن المنشود،،،،،، إلا بالعبور إلى الدولة الوطنية الاتحادية، والعبور إليها فقط..

و ما سوى ذلك أحلام وأماني وكاذبة خاطئة، لن نجد بها سوى السراب.

سنبني اليمن الاتحادي، ونشيد قلاع العز الشامخة، سنبني ماهدم اعداء اليمن والدولة: المتمثل بثالوث العداء المزمن لليمن @ الإمامة والإماميون @ الاستبداد والمستبدون @ والاستعمار والمستعمرون.......


في الخميس 02 يناير-كانون الثاني 2020 09:06:51 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=83113