محور تعز
ياسين التميمي
ياسين التميمي
هذا الاسم تشكل عبر سنوات من التضحيات الجسام لرجال المقاومة في تعز الذين قاتلوا بمفردهم وحصلوا على دعم متقطع مشوب بالمن والأذى والتآمر والاتهامات الباطلة، قبل أن ينقطع عنهم هذا الدعم ويتحول موعد صرف المرتبات التي تقدمها الشرعية إلى مناسبة مثقلة بالمتاعب.
كان محور تعز هدفاً مباشرا لطرف أساسي في تحالف دعم الشرعية وهو الإمارات معظم سنوات الحرب ولا يزال، حيث تنسج قصص مترعة بالخيال عن نفوذ قادة إصلاحيين على قرارات المحور وعملياته وأهدافه العسكرية، وعن تبعية المحور لإرادة شخص واحد هو الفريق علي محسن صالح نائب رئيس الجمهورية وكأنه زعيم عصابة وليس الرجل الثاني في الدولة.
اتهامات صرفت الأنظار عن التهديدات التي تتعرض لها تعز كل اليوم وعن الكلف الباهضة التي يدفعها أنباء هذه المحافظة نتيجة استمرار الحصار والقصف على مدنهم وقراهم، وأطالت معاناتهم حتى اليوم.
انخرط المقاومون الأبطال في وحدات رسمية ضمن الجيش الوطني الذي دعمت السعودية تشكيله، لكن هذا الجيش بالنسبة لتعز لم يكن هدفاً لذاته، بل جاء في إطار مخطط يهدف إلى تذويب هوية المقاومة وفصلها عن المشروع الوطني العتيد الذي كان يبرر كل التضحيات التي قدمها ولا يزال يقدمها المقاومون حتى اليوم.
أُعيد إحياء الألوية العسكرية المندثرة مثل اللواء 22 ميكا الذي كان يتبع الحرس الجمهوري المنحل، واللواء 35 مدرع الذي كان يتبع الفرقة الأولى مدرع، وتم إنشاء لواء خامس للحرس الرئاسي، وألوية أخرى جديدة منها لواء الصعاليك وغيرها، انخرطت المقاومة في إطار هذه الألوية العسكرية، ومع تشكيل هذه الأولوية أنشئ محور تعز العسكري، الذي بات همزة الوصل بين الوحدات المقاتلة والسلطة الشرعية.
احتفظ المحور بهويته الوطنية المقاومة، وأظهر تمسكاً صارماً بالمشروع الوطني مكنه من تجاوز كل التحديات والقضاء على أخطرها خصوصاً تلك التي جاءت من جانب كتائب أبو العباس الإرهابية المدعومة من الإمارات.
محور تعز العسكري يتبع من الناحية العملياتية المنطقة العسكرية الرابعة، لكن هذه المنطقة سُلخت تماماً من الهيكلية العامة للقوات المسلحة ولم تعد تتبع وزير الدفاع أو هيئة رئاسة الأركان ووضعت عملياً تحت النفوذ المباشر للقيادة العسكرية الإماراتية التي كانت تتولى قيادة التحالف شهر يوليو/ تموز من العام المنصرم إثر إعلان أبوظبي إعادة انتشار قواتها ومن ثم سحبها أوائل العام الحالي.
لعبت قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في عهد قائدها الحالي الخائن اللواء فضل حسن دوراً سيئاً في محاصرة محور تعز ومقاومة تعز، وكان واضحاً أن مخطط الإمارات البديل هو فصل المناطق الغربية لتعز، وحرمان المحافظة من ميناء المخاء وتسليمها لقوة أخرى لا علاقة لها بتعز ولا تتبع وزارة الدفاع، تلك القوة هي حراس الجمهورية بقيادة العميد طارق عفاش.
وأقول المخطط البديل لأن المخطط الأساسي كان يقضي بإقامة “دولة أبو العباس” الإرهابية وتزويدها بكل الأسلحة والدعم المادي واللوجيستي التي يمكنها من تصفية مقاومة تعز والقضاء على نفوذ الجيش الوطني في عاصمة المحافظة، وتأمين التغطية الإعلامية الكاملة التي ظلت تقدم الجيش الوطني باعتباره مجاميع إرهابية وكتائب أبو العباس باعتبارها الجيش الوطني خصوصاً وأنها أُلحقت عملياتيا باللواء 35 مدرع الذي ينتمي معظم أفراده إلى المقاومة التي تولت عملية تحرير تعز تحت قيادة الشيخ حمود المخلافي والقادة المدرسين والمهنيين الذين يتبعون الإصلاح من الناحية التنظيمية.
يستمر أعداء المشروع الوطني حتى اليوم في المساس بقدسية الدور الوطني الذي يؤديه محور تعز قيادة وضباطاً وجنوداً، ويحاولون ربط المحور بالتجمع اليمني للإصلاح، وهذا الأمر يأتي في إطار المناكفة الرخيصة.
والثابت أن الجيش الوطني في تعز ليس في نزهة فهؤلاء هم من يقاومون خطر الحوثي، ومن يذودون عن كرامة تعز، ويجترحون بطولات مذهلة، لا تتوقف عند صد الهجمات ميلشيا الحوثي الإرهابية الطائفية وإيقاع الخسائر في صفوفها فحسب، بل أيضاً يصدون الهجمات الغادرة التي تتورط فيها جماعات إرهابية محسوبة على كتائب أبي العباس ومن يعرفون بحراس الجمهورية وهم لفيف من بقايا جيش سلم الجمهورية للإماميين على طبق من ذهب

في الأحد 12 إبريل-نيسان 2020 08:41:14 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=83399