رفض الرئيس ..وخيارات السعودية
فهد سلطان
فهد سلطان
تعتبر كلمة الرئيس هادي جيدة وعادية في نفس الوقت، فهي رفض صريح للمشروع المعدل لاتفاق الرياض الذي تقدمت به السعودية مؤخرًا، وهذا هو "كل ما تملكه الشرعية من خيارات للمواجهة، وهذا هو الشيء الجيد، والعادي أنها لم تقدم جديد ولم تستعيد شيء، وكل ما تقدر عليه تثبيت الوضع عند نقطة معينة، وهذا محال في السياسة التي تعتمد على الحركة واللعب بفارق النقاط والمناورة على أكثر من ملف وهذا ما لا تجيده اليمن باستثناء التلويح من بعيد بإبعاد الإمارات من التحالف.
وكما هي العادة أن الذي يحرك هادي غالبًا هو: دافع البقاء في المنصب حين يشعر بالخطورة، تاركًا باقي الخيارات والدوافع الأخرى تتحرك من تلقاء نفسها بدون تأثير مباشر منه، وتجربة الفترة السابقة تؤكد ذلك وأكثر ولا تنفيه.
وبالنسبة للجانب السعودي، فالكلمة ذات بعدين، الأول: سيء متعلق برفض المبادرة والتعديل الجديد الذي يستند للوضع القائم حاليًا والاعتراف به وهذا ما تريد السعودية تمريره، وهذا سيجعلها ترفع من سقف الضغوط وتواصل مشوارها في التقويض عبر رسائل ربما سنشهدها في القريب العاجل، وستكون أكثر إيلامًا؛ لأن السعودية في طبيعتها لا تقبل الرفض ولا تتسامح معه وخاصة عندما يكون من جهة أقل منها ومن جهة تحتاجها أو هي في دائرة نفوذها وتأثيرها. الثاني: متعلق باستثمار الظهور للرئيس هادي، فهناك رئيس يتحرك ويمارسه مهامه على عكس ما يشاع، وهذا سيخفف من الانتقادات المحلية والدولية في هذا الجانب، مع أنها فعليًا منعته من الظهور لأكثر من مرة أوقفت كلمات مصورة في مناسبات وأعياد واكتفت بخروجها مكتوبة في المؤسسات الرسمية كوكالة سبأ وقناة اليمن.
السعودية تعرف جيدًا أن تنفيذ اتفاق الرياض بنسخته الموقعة بين الطرفين الحكومة – الانتقالي - شبه مستحيل وغير ممكن حاليًا؛ بسبب التطورات التي طرأت على المشهد في الداخل، وكانت عراب ذلك كله ويصعب تجاوز كل هذا الواقع وهي التي ماطلت في التنفيذ ونفذت منه المشروعية للانتقالي فقط، وفي نفس الوقت سوف ستصطدم مع الإمارات – التي تتقاسم معها النفوذ والمصالح – إذا ما فكرت في السير مع هدف هادي والشرعية، وهذا ما تتحاشاه تمامًا.
فيما الأمر الثالث: أن تنفيذ اتفاق الرياض – كما تتمسك به الشرعية - يقوي من سلطة هادي أكثر وهذا ما لا ترغب به أيضًا؛ كون السعودية لديها خطة مزمنة تريد أن تحسمها إلى ما قبل الانتخابات الأمريكية القادمة أو حصول أي اختراق في المشهد اليمني مستثمرة الوضع الحالي لأقصى مستوى.
خيارات السعودية في هذه الأثناء، مزيدًا من الضغوط على الشرعية، وقد توعز للانتقالي بتكثيف تحركاته أكثر في حضرموت وأبين، ما يدفع بالشرعية للاستعانة بالسعودية مجددًا، وهنا سوف تتدخل ولكن بشروطها الجديدة والقديمة في نفس الوقت، وهذا عين ما تفعله كل مرة، فهل للشرعية خيارات أخرى؟! 
منقول من صفحة الكاتب 

في الأحد 28 يونيو-حزيران 2020 08:07:17 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=83543