سقوط مدو
رشاد المخلافي
رشاد المخلافي
هكذا تكشفت عورات القيادات الحزبية التقدمية ( اليسارية والقومية) فتحول معها قطاع من قواعدها إلى بيادق وادوات بيد اعداء اليمن ، للأسف أتحدث عن أحزاب كان لها حضور وازن وتاريخ نضالي ثوري تحرري ووحدوي طويل ثم من الدولة والوحدة والمجتمع المدني في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي ، كيف تحولت 180درجة! عندما تم اختراقها من قبل السلاليين وحولتها قياداتها الإنتهازية إلى دكاكين للاسترزاق والمتاجرة بمستقبل وطن ومصير شعب بأكمله ، لقد حولت القضية الوطنية المصيرية العادلة إلى شعارات زائفة ، وأصبح قطاع من هذه الأحزاب أدوات وبيادق رخيصة بيد أبوظبي والرياض لضرب سيادة اليمن ودولته الشرعية ووحدة ترابه الوطني، وتدمير نسيجه المجتمعي، والتفريط بمستقبل الأجيال القادمة مقابل مصالح شخصية وحفنة من الدراهم جعلت تلك القيادات تتهافت على بقايا موائد الخيانة.
من الواضح أن هذه النخب الحزبية التي أنفصلت عن الشعب وقضاياه المصيرية وعن قواعدها باتت لا تعبر إلا عن مصالحها الشخصية فقط ، لقد فقدت تأييد قطاع واسع من تلك القواعد، بعد أن تحولت من أحزاب مشاريع وطنية إلى أحزاب أشخاص وأحزاب مناطق وقرى ، هكذا تحولت الأحزاب الأممية والقومية إلى أدوات وبيادق بيد اعداء الشعب ففي البداية خدمت المشروع السلالي الإمامي في شمال الوطن خلال حرب صعدة (2004-2009) وشكلت الغطاء السياسي والإعلامي للحوثي وبعد الثورة السلمية العظيمة في 11فبراير التي قامت لإعادة الاعتبار للثورة اليمنية (26سبتمبر و14أكتوبر و30نوفمبر) وإعادة الاعتبار للوحدة والنظام الجمهوري، تحركت الثورة المضادة التي قادتها مليشيا الحوثي وعفاش بدعم إماراتي ودولي، وفي ذلك الوقت كان الأمميون والقوميين يبشرون بمليشيا الحوثي ويسوقوها على أنها قوى فتية ومشروع حداثي مدني!؟ منذ اسقاطها لدماج مرورا بالخمري وعمران وصنعاء ، واليوم هاهي تكرر نفس الخطيئة في إصرارها على الاصطفاف في المكان والموقع الخطأ، خدمة للمشروع القروي المناطقي الانفصالي في جنوب الوطن وفي دعمها لنفايات ومخلفات عفاش ، وتماهيها بشكل سافر مع مشاريع التشظي.
للأسف يتواصل هذا السقوط المدوي لأحزاب عريقة نتيجة تصَدٌر قيادات نفعية إنتهازية في أعلى حرم هذه الأحزاب، قيادات سعت إلى تحقيق مصالح ومكاسب شخصية على حساب قضايا الوطن المصيرية، وعلى حساب سمعة وتاريخ أحزابها النضالية الوطنية نفسها فسقطت في الوحل بشكل فاضح والتاريخ لن يرحم أحد.

في الثلاثاء 28 يوليو-تموز 2020 06:57:45 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=83604