غريفيث يلهث في الوقت بدل الضائع وغوتيريش متشجع بتماسك الهدنة

اتفاق ستوكهولم في الحديدة يدخل مرحلة الفشل ومؤشرات حكومية وعربية للحسم العسكري

2019-01-09 05:28:47 أخبار اليوم/ معاذ راجح


المليشيات رفضت حضور اجتماع باتريك والوفد الحكومي بحجة أن البيت محتل
الرئيس رفض أي جولة جديدة للمشاورات وغريفيث يوافقه الرأي
المبعوث الأممي للأحزاب: لست معنياً بإدانة الطرف المعرقل فأنا مجرد وسيط
الأمم المتحدة تعترف بفشل وهشاشة اتفاق الحديدة والأمين العام ما زال متفائل
اليماني يصارح سفراء الـ18 ورئيس الأركان يؤكد أن تحرير الحديدة بتضحيات الجيش والتحالف
أكسفام البريطانية تتهم الأمم المتحدة بتلغيم اتفاق السلام وتفخيخه بغموض «من يستلم الموانئ ممن»؟
فشل المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة في فرض وتحقيق السلام في مدينة الحديدة اليمنية، وفق الخطة الأممية التي وافقت عليها الأطراف اليمنية المشاركة في مشاورات ستوكهولم بالسويد، منتصف الشهر الماضي، وتشير الأحداث إلى وقوف الحوثيين وراء تعثر المساعي الدولية، فيما تحمل الحكومة اليمنية المبعوث الأممي مسؤولية ذلك مطالبة بكشف الطرف المعرقل، تزامن ذلك مع تعالي الأصوات المنادية بالحسم العسكري وتفويت الفرصة على المليشيات، التي تسعى للاستفادة من التهدئة لتحقيق مكاسب ميدانية وإرباك المشهد العام بقضايا ثانوية.
الحوثي يطالب بالمرتبات
المبعوث الأممي مارتن غريفيث، كان قد زار العاصمة صنعاء، يومي الأحد والإثنين الماضيين، والتقى بسيد الانقلابيين عبدالملك الحوثي، والذي وضع المبعوث الأممي –بحسب إعلام المليشيات – أمام امتحان عسير، وطالبه بـ«ضرورة تطبيق اتفاق الحديدة للانتقال منه إلى تنفيذ تهدئة في تعز، وتسليم كافة مرتبات موظفي الدولة من قبل قوى العدوان، وإنهاء المأساة الإنسانية بإنجاز كامل وشامل لصفقة الأسرى».
كما التقى غريفيث، رئيس ما يمسى بالمجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، بحضور رئيس مجلس النواب الموالي للحوثيين، يحيى الراعي، قالت المليشيات إن الاجتماعات كانت واضحة وطالبوا فيها المبعوث الأممي بكشف المعرقل.
غريفيث التقى أيضاً على هامش زيارته صنعاء، رئيس اللجنة المشتركة لوقف إطلاق النار وإعادة الانتشار/ باتريك كامييرت، والذي كان وصل صنعاء السبت قادما من الحديدة؛ لاطلاع المبعوث الأممي على آخر المستجدات الميدانية في المدينة وما اسفرت عنه اجتماعات اللجنة خلال الأيام الماضية.
غريفيث يغادر صنعاء مصدوماً
أنهى غريفيث زيارته للعاصمة صنعاء، على غير العادة، وغادرها مصدوماً، من مطالب الحوثيين وتبريراتهم حول أسباب المماطلة وعدم تنفيذ اتفاقيات الحديدة وفق الخطة الزمنية المعلنة.
تجنب المبعوث الأممي الخاص باليمن، الحديث إلى الصحفيين لدى مغادرته صنعاء، وهي المرة الأولى التي غادرها دون أن ينبت ببنت شفاه، رغم اعتياده الحديث مع الصحفيين عقب لقاءاته السابقة مع قيادات المليشيات الحوثية.
وأفادت مصادر مطلعة أن زيارة غريفيث الأخيرة، كان من المفترض أن يناقش فيها ترتيبات الجولة الثانية من مشاورات السلام والمتفق عقدها في شهر يناير الحالي وفق اتفاق ستوكهولم بالسويد، إلا أن محاولة إنقاذ اتفاق الحديدة وتثبيت وقف إطلاق النار في المدينة، حازت الأولوية الأولى في لقاءات غريفيث بالقيادات الانقلابية.
وبحسب المصادر، فإن اللقاءات لم تثمر في اقناع المليشيات الحوثية بالتزام اتفاقات السويد وتنفيذها، وهو ما كان واضحاً في المغادرة الغامضة والغاضبة لغريفيث للعاصمة صنعاء، بشكل غير معتاد خلال زياراته السابقة.
تشريع سلطة الحوثي وفرض تفسيرهم
جاءت زيارة غريفيث لصنعاء مطلع الأسبوع كمحاولة لإنقاذ اتفاق الحديدة، إلا أن ما نشرته وسائل الإعلام حول تلك اللقاءات وما صدر عن غريفيث، تشير في مجملها إلى تماهي المبعوث الأممي مع الانقلابيين وخدمتهم، وهو ما أكده مراقبون سياسيون في وقت سابق لـ«أخبار اليوم» بقولهم: إن لقاءات واجتماعات غريفيث مع قيادة المليشيا في صنعاء، تصب في جميعها لمنح الحوثي مكاسب جديدة على حساب الحكومة الشرعية، وعلى حساب الشعب اليمني ككل.

مهمة نزع العصي الإماراتية أمام عربة "استكهولم"
بهذا عنونة قناة المسيرة تقريراً نصياً على موقعها الإلكتروني، أعده إبراهيم الوادعي، كشفت فيه طبيعة زيارة غريفيث لصنعاء، وانتقاله للقاء قيادة الشرعية في الرياض.
أوضح التقرير، المنشور يوم أمس، على نطاق واسع في الصحف والقنوات الخاضعة لسيطرة المليشيات والتابعة لها، أن غريفيث قطع الطريق على التحالف والشرعية في التلاعب بنصوص اتفاق الحديدة، حيث أعلن فور وصوله صنعاء، «بشكل واضح بأن التفاصيل بشأن اتفاق الحديدة قد جرى حسمها في استكهولم وهي ليست في محل تفسير اليوم، مؤكدا بأن حدود صلاحيات لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الأممية التي يرأسها الجنرال باتريك كاميرت، هي المضي بتطبيق بنود اتفاق السويد حول وقف إطلاق النار في الحديدة على الأرض».
مضيفاً: «قطع غريفث الجدل الذي حاولت قوى العدوان والمرتزقة إشاعته حول من يتسلم مهام إدارة مدينة الحديدة، وأكد أن الاتفاق تم في السويد على أن تتسلم السلطة المحلية القائمة حاليا إدارة المدينة، مزيلا بذلك أهم عصي المماطلة التي درجت على تسويقها قوى العدوان لعرقلة اتفاق الحديدة».
أشار تقرير المليشيات إلى تنفيذ الاتفاق والذي كان مقرراً أن «تكون المرحلة الأولى من الاتفاق قد أنجزت وتشمل إعادة الطرفين للانتشار من ميناء الحديدة وحول المدينة»، موضحا أن ما قام به الحوثيون من مسرحية استلام وتسليم لميناء الحديدة لقوات خفر السواحل (تابعة للحوثيين) هو تأكيد على مضي المليشيات «بخيار السلام وحقن دماء اليمنيين» مؤكداً أنها (أي المليشيات) قد «نفذت الجزء الذي يخصها من إعادة الانتشار فيما يتصل بميناء الحديدة، والذي جرى تسليمه بحضور رئيس لجنة وقف إطلاق النار باتريك كاميرت إلى قوات خفر السواحل، بينما لا تزال قوى العدوان تماطل فيما يخصها من إعادة انتشار لقواتها في أطراف مدينة الحديدة، وتذهب بدلا من ذلك إلى وضع العصي في الدواليب، تشمل المطالبة بتغييرات جوهرية ضمن اتفاق الحديدة ، في محاولة لتحقيق ما عجزت عن إنجازه عسكريا بالخداع والحيلة».
ويؤكد تقرير الحوثيين ما رآه المراقبون السياسيون في وقت سابق، في زيارة غريفيث لصنعاء، مؤكدين لـ«أخبار اليوم» أن الحكومة الشرعية تواجه مؤامرة بريطانية أممية، قد يقبلها التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات ويحاول فرضها على الشرعية عبر الضغوط والتهديد.

انعكاس خطيرة على أعمال اللجنة في الحديدة
التسريبات والتكهنات والتحليلات المتزامنة مع زيارة غريفيث لصنعاء ولقاءاته اليوم (أمس الثلاثاء) بقيادة الشرعية والأحزاب في الرياض، انعكست بشكل عملي سلبي على أعمال اللجنة المشتركة لإعادة الانتشار وتثبيت وقف إطلاق النار في الحديدة والتي يرأسها الجنرال باتريك كاميرت، حيث امتنع ممثلي المليشيات الحوثية عن حضور اجتماع اللجنة أمس الثلاثاء، المقرر فيه تسليم ممثلي المليشيات والشرعية رداً على خطة الانسحاب وإعادة الانتشار المقترحة من الأمم المتحدة، وتسليم آليات مقترحة لتنفيذ الخطة بشكل مزمن وعملي على أرض الواقع.
كان باتريك أمهل ممثلي الحوثيين والحكومة في اللجنة، نهاية ديسمبر الماضي، لتقديم الخطط والمقترحات والآلية التنفيذية لتثبيت وقف إطلاق النار، في اجتماع يوم الثلاثاء، أول أيام يناير الحالي، وبحسب مصادر «أخبار اليوم» فقد قدم كل طرف في اجتماع الثاني من يناير خطته لتثبيت وقف إطلاق النار وإجراءات آلية عمل للمراقبين، على أن يقوم الجنرال باتريك بالجمع بين خطط الأطراف والخروج بخطة واحدة الكل يلتزم بتنفيذها على الأرض.
وطالب باتريك من وفدي الشرعية والحوثيين، تقديم خطط مزمنة لإعادة الانتشار وآلية تنفيذية لها، في اجتماع اللجنة القادم، والذي انعقد أمس الثلاثاء، وتغيب الحوثيون عن حضوره.
اجتماع في منزل محتل وأرض محتلة
أقرت لجنة الأمم المتحدة سابقاً للمراقبة، بعد استتباب الأوضاع وانخراط الانقلابيين والحكومة في اجتماعات اللجنة المشتركة الأولية، بأن تكون الاجتماعات موزعة في مناطق الحوثيين والشرعية بشكل متساوي؛ وذلك لما يعزز لدى الطرفين الثقة ويعزز التواصل الإيجابي لإنجاح مهام اللجنة والفرق التي يفترض أن تنبثق عنها.
أبلغ باتريك وفدي الشرعية والحوثيين بالمقترح، وطلب من وفد الشرعية تهيئة مكان للاجتماع في مناطق سيطرة قواتها، وتم تهيئة مجمع إخوان ثابت للاجتماع، وأبلغ باتريك الحوثيين بالمكان وطالبهم بالحضور إلا أن المليشيات الحوثية وممثليها في اللجنة رفضوا الحضور إلى المكان المقرر، وطالبوا بأن تستمر الاجتماعات في مناطق سيطرتهم.
وسارعت المليشيات الحوثية أمس، لاتهام ممثلي الحكومة الشرعية بعرقلة أعمال اللجنة المشتركة ورفضهم مواصلة الاجتماعات المشتركة في مدينة الحديدة، واشتراطهم نقلها لمبنى أحد المواطنين الذي نهبته قوى التحالف في المناطق المحتلة.
جاء ذلك في تغريدات للقيادي الحوثي حسين العزي، المعين نائباً لوزير الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً في صنعاء.
قال العزي إن ممثلي الحكومة عرقلت اتفاق استوكهولم، و«اشترطت أن تكون الاجتماعات بمبنى لمواطن يمني ( أخوان ثابت) احتلته قوات أجنبية (قوات التحالف والشرعية) وثبتت في صالاته صور قادتها».
في تغريدته ذاتها أقر القيادي الحوثي، أن وفدهم هو الذي عرقل أعمال اللجنة ورفض لقاء الطرف الآخر في منبى مواطن يمني «نهبه جنجويد السودان والإمارات».
وأوضح أن عقد اجتماعات لجنة التنسيق في المناطق المحتلة يكشف عن نوايا مبيَّتة لإعاقة عمل اللجنة، مطالباً باستمرار عقدها في الحديدة الخاضعة لهم «في أجواء يسودها الأمن والأمان الذي تفتقده المناطق المحتلة» حسب زعمه.
وأشار العزي إلى أن وفد مليشياتهم على استعداد الاجتماع مع وفد الحكومة و «الذهاب إليهم والالتقاء بهم في فندق، أو في مبنى يملكه أحد المرتزقة (قيادات الشرعية) رغم كونها مخاطرة».
وأكد أنهم لا يمكن أن يلتقوا وأن يقبلوا الالتقاء مع الطرف الآخر في منبى «لأخ يمني استولت عليه قوات أجنبية» حسب زعمه.
الأمم المتحدة تكذب مزاعم الحوثيين
في الوقت الذي اتهم الحوثيون وفد الحكومة بعرقلة أعمال اللجنة ورفض حضورهم للاجتماع، كان الوفد الحكومي يناقش مع رئيس اللجنة الأممية باتريك ومراقبي الأمم المتحدة، مقترحاته لخطة إعادة الانتشار المحتملة في حال نفذ الحوثيون الجزء المتعلق بهم، بخصوص إعادة الانتشار وسحبوا قواتهم من الميناء والمدينة.

قدم الوفد الحكومي للجنرال باتريك، خطة الانتشار المحتملة في حال خرج الحوثيون من المدينة والموانئ وفتح ممر آمن للمساعدات الإنسانية، وقدموا ايضاً مقترحات لتفعيل آلية التنسيق وتفعيل عمل ضباط الارتباط.

الجنرال باتريك قال خلال اجتماعه بممثلي الحكومة: «إن الحوثيين يضيعون الفرصة، ولكن ما زلت متفائلاً وساعقد معهم صباح غداً الأربعاء (اليوم) اجتماعاً بشكل منفرد» حسب ما ذكر الصحفي بسيم الجناني .
انتهاء الوقت بدل الضائع
الأمم المتحدة كانت قد أعلنت بدورها دخوله اتفاق ستوكهولم حيز التنفيذ في 18 من ديسمبر الجاري/ كانون الجاري.
وينص اتفاق السويد بخصوص الحديدة، على بدء المليشيات الحوثية في عملية إعادة الانتشار والانسحاب من الموانئ الثلاثة في الحديدة، كمرحلة أولى، بعد 14 يوماً من توقيع الاتفاق (إعلان دخول الاتفاق حيز التنفيذ)، وبالنظر إلى ما تم إنجازه حتى الآن فإن اللجنة المشتركة والأممية وطرفي المشاورات لم ينفذوا المرحلة الأولى من الاتفاق رغم مرور 14 يوماً، ما يجعل الآلية المزمنة للاتفاق والمقررة في ستوكهولم، في حكم البطلان.

أنا غير معني بإدانة المعرقل
بهذه الجملة رد المبعوث الأممي مارتن غريفيث، على انتقادات واعتراضات قدمها ممثلي الأحزاب السياسية المؤيدة للشرعية، خلال اجتماعه بهم في مقر السفارة اليمنية في الرياض، أمس الثلاثاء.
انتقد ممثلي الأحزاب تغافل غريفيث إزاء الانتهاكات التي يقوم بها الحوثيون، وعدم التزامهم بما تم التوافق عليه في مشاورات السويد الشهر الماضي، وطالبوه بإدانة الطرف المعرقل وإعلانه للرأي العام الدولي والأممي، لكن غريفيث «أكد لممثلي الأحزاب اليمنية أنه غير معني بإدانة أي طرف يعيق تنفيذ اتفاقات السويد.. وأنه وسيط»، حسب ما نقل موقع عربي21 عن مصدر يمني.
ورداً على انتقاد ممثلي الأحزاب اليمنية لطرق «الحل الجزئي التي ينتهجها المبعوث الأممي»، أكد غريفيث أنه «يتفق معهم»، لكنه قال بحسب المصدر إنه «مضطر للتجزئة بناء على الوضع».
وبحسب المصدر، فإن غريفيث مازح ممثلي الأحزاب السياسية بالقول: «إذا كنتم تريدون حلاً عسكرياً، ما الداعي لوجودنا».
في لقاء الرئيس غريفيث يعترف بفشله
كان غريفيث قد التقى في وقت سابق أمس، بالرئيس عبدربه منصور هادي، أكد الأخير في اللقاء على استعداد حكومته بإعادة فتح الرحلات الداخلية لتخفيف معاناة المواطنين في كافة المحافظات والمطارات اليمنية بما في ذلك مطار صنعاء، كما أكد على دعمه لجهود وعمل المبعوث الأممي مارتن غريفيث، للسير نحو تحقيق أهداف وتطلعات السلام المرجوة والمرتكزة على المرجعيات الثلاث.
في اللقاء ذاته، أعترف غريفيث بفشله في تنفيذ اتفاق السويد وفق الجدول الزمني المتفق عليه، مؤكداً «إن المجتمع الدولي يراقب عن كثب الوضع في الحديدة وخطوات تنفيذ بنود اتفاق السويد، وهذا ما نقلناه مباشرة للحوثيين، وأهمية إيفاءهم بتلك الالتزامات رغم تجاوزنا لمواعيدها المزمنة».
وبحسب مصدر رئاسي، فإن الرئيس رفض أي حديث عن جولة مشاورات جديدة إذا لم ينفذ اتفاق الحديدة، وهو الرأي الذي وافق عليه غريفيث.
المصدر ذاته، أكد أن غريفيث طالب الأحزاب والرئاسة اليمنية، إعطاءه بعض الوقت لإنجاز وتنفيذ اتفاق السويد بخصوص الحديدة، وهو ما قوبل بامتعاض الرئيس وقيادات الأحزاب.
قناعة حكومية بعدم جدية الحوثيين
جاءت زيارة غرفيث ولقاءاته بقيادات الشرعية، في ظل تنامي الشعور بعدم جدية المليشيات في تحقيق السلام وتنفيذ اتفاق السويد في الحديدة، هذا ما أكده وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، أمس، خلال اجتماعه بسفراء دول الـ18 لليمن، مؤكداً لهم بذل الحكومة كل الجهود لتذليل الصعاب لنجاح وتطبيق الاتفاق على أرض الواقع، إلا أن تعنت المليشيات ومماطلتها أعاق التنفيذ حتى اليوم.
وكان رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الوطني الفريق الركن بحري/عبدالله النخي، أكد خلال تدشينه العام التدريبي الجديد في المنطقة العسكرية الأولى بسيئون، أن المليشيات الحوثية لن تنفذ الاتفاق وأن الحديدة لن تستعاد إلى بالعمل العسكري، وبجهود وتضحيات أبطال الجيش الوطني والتحالف العربي.
تأكيدات سعودية إماراتية
واتهم التحالف العربي المليشيات الحوثية بخرق الاتفاق وعدم الجديَّة في تنفيذه، جاء ذلك في تصريحات للناطق الرسمي/ تركي المالكي.
مجلس الوزراء السعودي، أكد في اجتماعه أمس، وقوف المملكة – التي تقود التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن – مع الحكومة اليمنية للوصول إلى حل سياسي وفق المرجعيات الثلاث المتفق عليها.
وندد مجلس الوزراء السعودي في بيان نشرته وكالة واس، بـ«ما تقوم به المليشيا الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران من تلكؤ والتفاف على اتفاقات ستوكهولم، واستمرار في نقض كل المواثيق والعهود في تحد صارخ وصريح للمجتمع الدولي، ومن تضليل للمنظمات الدولية من خلال نشر معلومات خاطئة وبيانات غير دقيقة حول الأزمة الإنسانية في اليمن».
الإمارات بدورها، أكدت أن التطورات في الحديدة تشير «إلى أن لا نية للحوثي باحترام التزاماته الإنسانية والسياسية في السويد»، جاء ذلك في تغريدات لوزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور/ أنور قرقاش، طالب فيه «المنظمات الغير حكومية والرأي العام الدولي أن يضغط على المعطّل الحقيقي للحل السياسي في اليمن».
أكد قرقاش في تغريداته أن «التحالف في موقف سياسي جيد جدا وهو يراقب محاولة الحوثي التلاعب بالتزامات واضحة، الحوثي يكرر ممارساته الساعية لإفشال اتفاق السويد كما أفشل الكويت وجنيف، العدوان الحوثي على اليمن وشعبه يتعرى أمام الرأي العام الدولي».
وتابع «التطبيق الكامل لالتزامات السويد أولوية، بعيدا عن التسويف والتعطيل والتلاعب، والهروب عبر المطالب والشروط الجديدة لن ينفع الحوثي هذه المرة، ومن الضروري التنفيذ الكامل للانسحاب من ميناء ومدينة الحديدة للاستمرار في المرحلة القادمة للعملية السياسية».
انتقادات للأمم المتحدة
منظمة أوكسفام الخيرية البريطانية، أكدت بدورها أن اتفاق الأمم المتحدة للسلام في الحديدة، غربي اليمن، بدأ بالانهيار، جاء ذلك في مداخلة تلفزيونية لـ رئيسة قسم السياسات والمناصرة في العاصمة اليمنية صنعاء، دينا المأمون، على قناة الجزيرة الانجليزية.
وأكدت المأمون «هناك مشكلة في الاتفاق الفعلي، وهو أمر غامض في الواقع، كان يجب على الأمم المتحدة أن توضح هذه القضايا الأساسية التي تكمن في صميم الاتفاقية: من يتسلم الميناء وممن؟».
وأوضحت أن الاتفاق غامض، وسألت: «كيف تتوقع الأمم المتحدة أن يتم تنفيذ اتفاق غامض على أرض الواقع، دون أن يوضح لمن وممن؟!»
لم يرد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، على انتقاد أوكسفام مباشرة، لكنه قال: إن زعماء الحوثيين والقادة الحكوميين لم يوافقوا على وقف إطلاق نار شامل وكامل، رغم اعترافهم بالحاجة لذلك.
اعتراف أممي بهشاشة الاتفاق
واعترف المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، بهشاشة الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة بين الأطراف اليمنية، وغموضه، مضيفاً في مداخلة على قناة الجزيرة الانجليزية: «على الرغم من موافقة الطرفين على اتفاق استكهولم، ما زال هناك نقصٌ في التفسير المشترك لتطبيق اتفاقية الحديدة».
وحث حق، الجانبين على احترام وقف إطلاق النار وإعادة نشر قواتهما وفقا للاتفاق، مضيفاً: «أي شيء أقل من ذلك الهدف يمكن أن يعرقل التقدم الهش الذي تم إحرازه لمعالجة الوضع في الحديدة».
وعلل التأخر في تنفيذ الاتفاق في الحديدة بقوله: «هذا بالطبع مدفوع بانعدام الثقة بين الأطراف وتخوفهم فيما يتعلق بتقديم تنازلات عملية، خارج إطار الحل السياسي الشامل للصراع في اليمن».
غوتيريش ما زال متشجع


قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغريك إن الأوضاع في اليمن، ولا سيما مدينة الحديدة (غرب)، معقدة للغاية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده دوغريك، أمس الثلاثاء، في المقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك.
وأوضح دوغريك أن «الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش متشجع إزاء استمرار تماسك اتفاق السويد والتزام أطراف الصراع بالاتفاق».
كما أعرب عن سروره بإعلان الكويت استعدادها لاستضافة جولة جديدة من المفاوضات بين أطراف الأزمة اليمنية.
وكشف أن المبعوث الأممي باليمن مارتن غريفيث سيقدم، اليوم الأربعاء، إحاطة لمجلس الأمن الدولي بشأن التزم أطراف الأزمة بتنفيذ اتفاق السويد.
ويأتي الاجتماع في ظل مؤشرات فشل الاتفاق وقرب انتهاء المهلة التي فرضها مجلس الأمن، والمحددة بـ21 يومًا للانسحاب وفق قراره الأخير.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد