دعوات الإضراب عن التعليم تتعالى مجدداً في صنعاء

الحوثيون يعيقون صرف مساعدات مالية للمعلمين ويحيى الحوثي يشترط على اليونيسف

2019-01-13 07:40:26 أخبار اليوم/ خاص


يحيى الحوثي اشترط صرف المساعدة بنظر الجماعة بعد توريدها للبنك المركزي بصنعاء
طالب الحوثي إضافة الآلاف من اتباعه المعينين كمعلمين لقوائم صرف المساعدة
رفضت اليونيسف استقطاع جزء من الحوافز لمصلحة الكوادر الإدارية وموظفي وزارة التربية في صنعاء
إضراب المعلمين بشكل كلي في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين مسألة وقت إذا لم تصرف الحوافز
السعودية والإمارات قدمتا 70مليون دولار لليونيسيف لصرف حوافز للمعلمين شهرين 50دولار

بدأت الأصوات المطالبة بالإضراب عن التعليم تتعالى مرة أخرى في عموم مدارس العاصمة صنعاء، بعد انقضاء النصف الأول من العام الدراسي الحالي دون تلقيهم لأي مساعدات مالية من الأمم المتحدة أو رواتب من حكومة الأمر الواقع في صنعاء وحكومة الشرعية في عدن، والتي ما تزال منقطعة لأكثر من عامين على التوالي.
وذكرت مصادر تربوية في صنعاء، بأن عدداً من المدارس بدأت في أول يوم دراسي من النصف الثاني، بإضراب شامل مطالبة بتسليم المستحقات، وأن الطلاب عادوا إلى منازلهم بعد رفض المعلمين إعطاء الحصص المدرسية.
وقالت المصادر: إن المعلمين أكدوا بأن الدوام والعمل في هذه المرحلة يعد استعباداً وإذلالاً، خاصة وأن جماعة الحوثي تهدد المتغيبين عن الدوام المدرسي بالفصل النهائي من الدرجة الوظيفية، وفي المقابل ترفض تسليمهم مرتباتهم القانونية.
وأضافت المصادر، بأن الكوادر التربوية الواقعة في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، لم تستلم رواتبها سواء من سلطة الأمر الواقع في صنعاء (جماعة الحوثي)، أو الحكومة الشرعية في عدن، لأكثر من عامين على التوالي وسط أوضاع اقتصادية صعبة يعاني منها الكثير من المعلمين، والتي جعلت البعض منهم يلجأ إلى البحث عن أعمال حره لسد احتياجات عائلاتهم من الخدمات الضرورية للحياة.
وعود زائفه من اليونيسف والتحالف


و رغم تواجد كافة الكوادر التربوية لإتمام المهام الموكلة إليهم، بعد تلقيهم وعوداً سابقة من جهات مختلفة بتسليم مستحقات مالية مقابل إتمام نصف العام الدراسي والعمل على استمرارية العملية التعليمية، إلا أن الواقع يتنافى مع تلك الوعود والتصاريح المختلفة.
(هـ . ع) إحدى المعلمات في منطقة الصافية تقول -في حديث خاص لـ "أخبار اليوم"-: تلقينا في بداية العام الدراسي وعوداً من وفد زار المدرسة يتبع منظمة اليونيسيف، بأن نستمر في تسيير العملية الدراسية للطالبات والالتزام بالحضور بشكل يومي للدوام وإعطاء المنهج بشكل منتظم واستكمال طرح الامتحانات، وبالمقابل سيتم منح كل معلمة مبلغ 50$ في الشهر، والآن انقضى الترم الأول ولم نتسلم أي مستحقات.
وصرح المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، في وقت سابق بأن السعودية والإمارات أعلنتا التبرع بمبلغ 70 مليون دولار أميركي مناصفة بين البلدين، لدعم رواتب المعلمين في اليمن، وذلك بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمة اليونيسيف ما سيسهم في توفير رواتب 135 ألفاً من الكوادر التعليمية ، حد قوله.
وأكد وزير التربية والتعليم " لملس" بأن دول التحالف سلمت المنحة المالية المقدرة بـ 70مليون دولار لمنظمة اليونيسيف، وأن الحكومة أعدت الكشوفات بأسماء الموظفين بحسب المتفق عليه، لكن ليس لديهم أي سلطة في توزيع تلك الأموال.
منظمة اليونيسيف، رحبت في وقت سابق بالمنحة المالية المقدمة من دولتي الإمارات والسعودية والبالغة 70 مليون دولار والتي خصصت كرواتب للموظفين، وقالت على موقعها الرسمي: "مبلغ 70 مليون دولار أمريكي إلى اليونيسيف؛ لدعم برنامج التعليم في اليمن وتقديم مساعدات شهرية نقدية للمعلمين الذين لم يتلقوا رواتبهم في جميع أنحاء اليمن"؛ لكن وحتى اليوم يشكوا المعلمون من عدم تلقيهم لأي مبالغ مالية عبر أي جهات رسمية أو غير رسمية الأمر الذي قد يضر بالعملية التعليمية ويتسبب في إيقاف استمرارها، حيث أوضحت المديرة التنفيذية للمنظمة "هينرييتا فور" أن أكثر من 135 ألف معلم يمني، لم يتلقوا رواتبهم على مدى أكثر من عامين.
الحوثيون يحاولون السطو على مساعدات المعلمين
لم تكتفِ المليشيات الانقلابية بسرقة المعونات الغذائية المقدمة من برنامج الأغذية العالمي للمعدمين في مناطق سيطرتها، لكنها تتطلع بحسب ما أكدته - مصادر في صنعاء - إلى السطو على المساعدات النقدية التي تحاول «يونيسيف» منذ أشهر صرفها كحوافز للمعلمين اليمنيين.
واتفقت الحكومة مع المنظمة الدولية على آلية محددة لصرف الحوافز، التي يتوقع أن تكون بواقع 50 دولاراً لنحو 135 ألف معلم، فإن تعنت الحوثيين في صنعاء حال دون صرف هذه المبالغ حتى الآن.
وذكرت مصادر خاصة في صنعاء: «إن وزير الجماعة الحوثية للتربية والتعليم، يحيى الحوثي، وهو شقيق زعيم الجماعة، اشترط على «يونيسيف» أن يتم الصرف للمعلمين بنظر سلطات جماعته في صنعاء، بعد أن تورد المبالغ إلى حساب الوزارة في البنك المركزي بصنعاء».
وبحسب المصادر نفسها، طالبت الجماعة الحوثية من «يونيسيف» عدم حصر صرف الحوافز النقدية على المعلمين الرسميين الذين كانوا موجودين قبل الانقلاب في 2014، وإضافة الآلاف من أتباع الجماعة إلى قوائم الصرف، ممن دفعت بهم إلى فصول الدراسة لتعليم أفكارها الطائفية واستقطاب الطلبة إلى جبهات القتال.
يحيى الحوثي يشترط مساعدته شخصياً


واشترط شقيق زعيم الجماعة - طبقاً لمصادر تربوية - أن يتم استقطاع جزء من الحوافز الشهرية لمصلحة الكوادر الإدارية الموالية للجماعة والعاملين في الوزارة وإدارات التعليم في صنعاء، وهو ما ترفضه الحكومة الشرعية ومنظمة «يونيسيف».
وأدى عدم صرف رواتب المعلمين وبقية الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرة الجماعة خلال 26 شهراً، إلى تردي الأوضاع المعيشية لنحو 7 ملايين نسمة كان عائلوهم يعتمدون على الراتب الحكومي الشهري للإنفاق على أسرهم.
الحوثي يعيق صرف المساعدات المالية
وكان المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خيرت كابالاري، قال في تصريحات رسمية: إن المنظمة ستبدأ في ديسمبر الماضي في تنفيذ برنامج «الحوافز» الخاص بالمعلمين، والعاملين في قطاع الصحة في اليمن الذين لم يتسلموا مرتباتهم منذ نحو عامين.
وذكرت ممثلة اليونيسف في اليمن "ميرتشل ريلانيو" أن العملية التعليمية في اليمن باتت على المحك، بسبب انقطاع المرتبات على عشرات الآلاف من المعلمين العاملين في حقل التربية.
و أن أكثر من 166,443 معلماً ومعلمة في 13 محافظة يمنية بدون مرتبات منذ شهر أكتوبر ٢٠١٦، باستثناء نصف راتب حصلوا عليه خلال ثلاث مرات فقط، و أشارت إلى أن هذا العدد يمثل قرابة 73٪ من إجمالي الكادر التعليمي في اليمن.
وأوضحت أن 13,146مدرسة تمثل حوالي 78٪ من إجمالي المدارس في اليمن متضررة من توقف الرواتب، وتستوعب تلك المدارس أكثر 4,5 مليون طالب على الأقل تصل نسبتهم إلى حوالي 78٪ من إجمالي عدد طلاب المدارس في اليمن، الأمر الذي يهدد بانقطاعهم عن التعليم .
كما تبين أن ما يقارب مليون طفل يمني هم الآن خارج المدارس، وأن الذين ينتظمون في الدراسة لا يحصلون على القدر الكافي من التعليم؛ بسبب قلة الإمكانيات وعدم انتظام سير العملية التعليمية.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد