كشفت إحدى الفتيات المعتقلات في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، عن ما تعرضت له خلال فترة اعتقالها (قبل أن يتم الإفراج عنها بعد دفع أسرتها أموالاً للحوثيين) المعاناة التي لاقتها من قبل عصابة مليشيا الجماعة.
وقالت الفتاة (نحتفظ بذكر اسمها لدواعٍ أمنية) في تصريح لوكالة "خبر"، إن عدداً من عناصر المليشيا الحوثية قاموا بالتعرض لها هي وزميلتها في شهر نوفمبر من العام الماضي في أحد شوارع العاصمة صنعاء وقاموا باختطافهما.
وأضافت، إنه تم وضع غطاء أسود على وجهها ووجه زميلتها وتم اقتيادهما إلى بدروم إحدى الفلل بصنعاء.
وقالت، إنهما كانتا تبكيان وتصرخان، وتريدان معرفة سبب اختطافهما فقام أحد عناصر الحوثي بضربها وهددها في حال لم تكف عن الصراخ.
وأضافت: عند وصولنا إلى ذلك البدروم وجدنا عشرات الفتيات البعض منهن يعانين من رضوض وكدمات، وسط سماع صراخ وتهديدات كانت قريبة منا.. وحينها عرفت أنه تم اختطافنا من قبل عناصر الحوثي.
وتابعت قائلة: عند سؤالي أين نحن؟ أخبرنني المعتقلات المتواجدات أنهن لا يعلمن شيئاً، وأن الكدمات والرضوض التي على أجسادهن هي من جراء التعذيب والضرب الذي تعرضن له أثناء التحقيق معهن.
وأشارت إلى أنه وبعد حوالى أكثر من ثلاث ساعات نزل إلى البدروم أربعة أشخاص، وقاموا برمي أكل قذر وخبز لم يعد قابلاً للأكل.. وقالوا "هذا ما معانا وتحمدين الله بندي لكن أكل!!". وقالت إن من ترفض الأكل ستموت من الجوع وستتعرض لأبشع أنواع الضرب بالهراوات والعصي الكهربائية.
وأردفت: تم استدعائي للتحقيق معي، وقاموا بوضع غطاء على وجهي كي لا أرى من يحقق معي، والذي بدأ تحقيقه بتوجيه اتهامات لي بأنني "ممن يدعون للخروج بمظاهرات وأنني على تواصل مع الخارج"، وعندما أخبرته أن هذا غير صحيح، فوجئت بقيامه بصفعي بوجهي بقوووة حتى أحسست أن فمي وأنفي سقطا من شدة الألم. وكنت أبكي وأترجاه أن يتوقف عن ضربي، ولكنه واصل الضرب حتى سقطت على الأرض.
وأشارت إلى أنها تعرضت للتهديد بالاغتصاب، وتصويرها ونشر صورها في شبكة الانترنت إن لم تعترف، منوهة أنها أكدت لهمأنها طالبة جامعية وليست مهتمة بالشأن السياسي وأن كل التهم الموجهة إليها محض افتراء.
وأكدت الفتاة أنه بعد أكثر من عشرة أيام من الضرب والتعذيب والتهديد أبلغوها بأن عليها التواصل مع أهلها وإبلاغهم بأنها معتقلة وأن عليهم دفع مبلغ مالي مقابل الإفراج عنها.
وقالت: ما تعرضت له ويتعرضن له من لا يزلن معتقلات لدى عصابة الحوثي، جرائم بحق الإنسانية جمعاء، وانتهاك لأعراض جميع قبائل اليمن، داعية كل أحرار وشرفاء اليمن إلى التحرك الفوري واتخاذ موقف جاد وحاسم بوجه هذه العصابة التي لم تراع حرمات النساء ولا المنازل.
واختتمت حديثها بالقول: تم إطلاق سراحي بعد دفع والدي أكثر من ستة ملايين ريال وكتابته تعهداً بعدم الحديث عن ما حدث مطلقاً. كما أجبروني على كتابة تعهد بعدم الحديث لأي شخص عما حدث لي وأنني سأتحمل المسؤولية في حال أبلغت أحداً بما حدث.
وكانت المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر نشرت تقريراً عن قيام المليشيا الحوثية باختطاف أكثر من 120 امرأة واقتيادهن إلى سجون سرية.