أبدى عدد من وجهاء وتربويين وسياسيين محافظة حجة، أسفهم من تعاطي التحالف العربي والشرعية مع ما يتعرض له قبائل حجور من حملات مسعورة من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية، دون مبرر سوى أنهم يدافعون عن منطقتهم من تحويلها إلى ساحة حرب تدمرهم .
وعبر أبناء المحافظة -في استطلاع مع "أخبار اليوم"- عن مخاوفهم من التعاطي غير الجاد مع الانقلابيين، لاستعادة الشرعية من قبل التحالف العربي الذي أوشك على الدخول في العام الخامس من الحرب، مع ميليشيات يعرفون حجمها الحقيقي الضعيف، لافتين إلى أن أمد الحرب إن أمتد أكثر، فإن مآلاتها وخيمة على التحالف والشرعية معاً ... إلى التفاصيل :
حجور .. عصية
عُرفت قبائل حجور على مر التاريخ بأنها عصية على من يريد تطويعها بالقوة، وبالمقابل فإنها سهلة الانقياد للدولة والنظام والتعامل العادل، وترفض أي تواجد للعصابات أياً كان اسمها "بهذه الكلمات اختصر السياسي والناشط "ن.ع.خ" وصفه لأبناء حجور الأوفياء .
ويضيف، بأن حجور مثلت رمزاً للنظام الجمهوري الصامد في وجه كل المؤامرات، مشيراً في الوقت ذاته بأن ميليشيات الحوثي التي سيطرت على عدد من المحافظات وفي مقدمتها العاصمة صنعاء، لم تتمكن حتى الآن من الدخول أو السيطرة على حجور رغم استخدامها كافة أساليب والترغيب والترهيب مع أبنائها .

تذمر وسخط

ومنذ بدأت الميليشيات حملاتها المسعورة ضد قبائل حجور قبل أسبوعين، وقفت قوات التحالف العربي والشرعية اليمنية موقف المتخاذل، حتى أول أمس الثلاثاء، الذي شهد تدخلات خجولة لطيران التحالف بقصفه تعزيزات للحوثيين بعدة غارات في الجهة الشرقية من حجور فقط .
و إزاء هذه المواقف عبر الشيخ "ع.ه" بمركز المحافظة، عن سخطه ومعه كل الأحرار في حجة من هذا الخذلان المتعمد من قبل التحالف والشرعية، لقبائل حجور التي تواجه عصابات الحوثي الانقلابية التي يقول التحالف إنه يحاربها .
معتبراً ذلك التعاطي المخزي من الشرعية والتحالف تواطؤاً مع الميليشيات في إذلال القبائل وإخضاع من تبقى من الأحرار تحت سلطتهم الهمجية.

اللعبة تتكشف
التربوي والقيادي المؤتمري بمديرية المحابشة "ل.م.ن" بدوره اعتبر ما يجري في حجور وتحركات الشرعية والتحالف العربي معها، يكشف أن هناك مؤامرة كبيرة تحاك ضد أبناء الشعب اليمني قاطبة، والتي للأسف الشديد ينفذها التحالف العربي بإدراك منه أو بدون، والتي تهدف إلى جعل اليمن في حالة ألا استقرار .
لافتاً إلى أن ذلك سيخلق بيئة خصبة لانتشار الجماعات الإرهابية، التي لن يتوقف خطرها على اليمن، وإنما سيمتد إلى الإقليم والعالم .

خيبة أمل
فيما عبر المواطن "ز.ع.ر" بمديرية كشر، عن خيبة أمله في التحالف العربي والشرعية معاً، بعد أن كانوا علقوا آمالهم فيهم بعد الله، في عودة السكينة والاستقرار إليهم بعد أن عبثت الميليشيات بمختلف جوانب حياتهم .
مشيراً إلى أنهم طيلة السنوات الماضية كلما سمعوا عن أي تقدم لقوات الجيش الوطني في حرض أو ميدي أو حيران، استبشروا خيراً بسرعة انقشاع الغمة عنهم، إلا أنهم سرعان ما يفقدوا الأمل بتراجع أو توقفهم عن التقدم، رغم أن الميليشيات الحوثية لا تمتلك القوة التي تمكنها من صد قوات الشرعية ومن خلفها التحالف العربي .

المواطن يدفع اليمن
وبحسب قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام بمديرية عبس "ن.ح.س" فإن تأخر التحالف والشرعية في حسم معركة تحرير المحافظة يدفع ثمنه المواطنون، الذين يتجرعون الجوع والتشرد والأمراض، منوهاً إلى أن خذلان قبائل حجور اليوم، يعطي رسالة سلبية لبقية القبائل في الخضوع والانصياع لسلطات الأمر الواقع الحوثية وتسلطها وقمعها اليومي .
مؤكدا بأن السنوات الأربع الماضية من الحرب قد كلفت المواطنين فاتورة باهظة لا يمكن تعويضها مهما كانت، بعد أن عرضتهم الحرب لألوان من المآسي، وسط آمال كلما رأوا أنها ستتحقق سرعان ما تتبدد .

التحالف يلعب بالنار
ويرى الشيخ والسياسي "ن.ص.خ" بمديرية خيران المحرق، بأن تعاطي التحالف العربي مع الانقلابيين ودعمه للشرعية لم يكن بالشكل المأمول، وأن التحالف بسياسته القائمة تجاه إنهاء الانقلاب نوعاً من اللعب بالنار، محذراً في الوقت ذاته من مغبة استمراره باللعب مع الميليشيات، لتنفيذ أجندة وهمية من صنع من لا يريد الاستقرار للمنطقة برمتها .
مشيراً إلى أن العقل والمنطق يقول بأن فارق العدة والعتاد وما يمتلكه التحالف من غطاء سياسي وعسكري ولوجستي مقابل ما لا تملكه الميليشيات، يؤكد بأنه بالإمكان استعادة الشرعية والقضاء على الميليشيات لا يستغرق شهراً كاملاً، متسائلاً: "لماذا إذا طالت الحرب ولايزال التحالف يعمل لإطالتها؟".
ونوه، إلى أن على التحالف أن يقدم كافة أنواع الدعم والمساندة لقبائل حجور؛ حتى تستعيد القبائل اليمنية في باقي المناطق ثقتها فيه وتوجهاته التي أعلن عنها بداية الحرب .

والشرعية تخسر شرعيتها

وكما أن التحالف يسير في الاتجاه الخاطئ يرى الناشط "ه.م.و" من مديرية شرس، بأن الشرعية اليمنية ستفقد شرعيتها المحلية والإقليمية والدولية، إذا ما ضلت تمارس سياسات التابع للتحالف لا الشريك، مبدياً استغرابه من عدم تحرك قواتها التي وصلت إلى مثلث عاهم القريب من حجور، والذي لا تفصله عنها سوى عشرين كيلو متر، لمناصرة أبناء حجور التي انتفضت ضد الميليشيات ورفضت تواجدها في المنطقة .
داعياً إلى ضرورة أن يكون هناك موقف عملي لا تصريحات رنانة، لمواجهة الميليشيات واستغلال الفرصة لتوسيع نطاق سيطرتها بمحافظة حجة والتي ستساهم بشكل أسرع في سقوط باقي مناطق المحافظة تحت سيطرة الشرعية، التي ينتظر المواطنون وصولها إليهم بفارغ الصبر لتخليصهم من ظلم وتسلط الحوثيين .

لابد من تصحيح المسار
تعاطي التحالف والشرعية مع الأحداث في كشر، أزاحت الستار أمام كثير من القضايا التي كانت محط شك أمام أبناء حجة، وفي مقدمتها تواطؤ التحالف والمجتمع الدولي مع الميليشيات الحوثية التي لا تمتلك أي حاضنة شعبية بالمحافظة كما تدعي، وإنما تفرض سلطتها بالقوة التي استمدتها من سلاح ومقدرات الدولة، ما يعني ضرورة تصحيح مسار التحالف العربي و سياسات الشرعية التابعة، بما يكفل استعادة الأمن والسكينة لليمنيين الذي سيمتد لا محالة لدول المنطقة، ما لم فالعواقب وخيمة .