استغربت مصادر سياسية من استمرار ممثلي وفد الحكومة في لجنة ملف المختطفين والمعتقلين وأسرى الحوثيين، في المفاوضات العبثية، حسب وصف المصادر، الجارية في العاصمة الأردنية.
ودعت المصادر السياسية في حديثها لـ "أخبار اليوم" من ممثلي الحكومة في هذه المفاوضات، الانسحاب فوراً منها بعد أن ثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن مليشيا الحوثي غير جادة في الامتثال لما تم الاتفاق عليه في السويد في ملف المختطفين والمعتقلين، وأنها تستخدم هذا الملف الإنساني للتكسب السياسي والحضور الدولي بعد أن كانت قد انحسر نشاطها في مناطق سيطرتها.
وأشارت المصادر إلى أن مليشيا الحوثي تستهتر بهذا الملف الإنساني، من خلال المراوغة والمماطلة في تحقيق أي تقدم، واستخفت بممثلي الشرعية، وذهبت لتحويل المباحثات في هذا الملف إلى مناقشة تبادل جثث القتلى، بدلاً عن إنهاء معاناة آلاف الأحياء المختطفين والمحتجزين في سجون مليشيا الانقلاب الحوثية. مستغلة ضعف أداء وفد الشرعية وعدم جدية الأمم المتحدة في إبداء أي موقف حازم.
وفي السياق قالت الحكومة، يوم الجمعة، إنه تم الاتفاق على تبادل جثامين الأسرى مع مليشيا الحوثي، بدءا من اليوم ولمدة شهر.
وقال يحيى الحاسر، عضو وفد الشرعية، إن التنفيذ سيتم على عدة مراحل لافتا إلى أن المرحلة الأولى ستكون الجثث في الثلاجات، والثانية: حصر الجثث في المقابر التي ليست على خطوط التماس، والثالثة: انتشال الجثث في المقابر البعيدة عن خطوط التماس.
وأضاف إن المرحلة الرابعة تخص المقابر القريبة من خطوط التماس، وهي المرحلة الأخطر، لافتا إلى أن المباحثات لم تفشل كما أشيع وفقا لقناة العربية السعودية.
وتواصلت لليوم الرابع في العاصمة الأردنية عمان، اجتماعات لجنة اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين في اليمن بإشراف أممي. دون إحراز أي تقدم فيما يخص المختطفين والمعتقلين الأحياء.
وكانت اللجنة عقدت اجتماعات ضمت ممثلي الحكومة الشرعية وممثلي مليشيا الحوثي على مدى الأيام الثلاثة الماضية.
وقال مكتب المبعوث الأممي مارتن غريفيثس، إن اللجنة بحثت الخطوات التي تم اتخاذها حتى الآن لتطبيق اتفاق تبادل الأسرى، مؤكدا أن الاجتماعات شهدت نقاشات إيجابية وبناءة بشأن تطبيق الاتفاق.
وكان قيادي حوثي قد توقع أن تطول المدة الزمنية للمحادثات التي تجري برعاية الأمم المتحدة بشأن تبادل الأسرى إلى عدة شهور في حال نفت الحكومة الشرعية وجود آلاف الأسرى الحوثيين.
ونقلت وكالة رويترز عن القيادي في المليشيا الانقلابية/ عبد القادر مرتضى- رئيس وفد الحوثيين- أن الحكومة لم تؤكد وجود سوى عُشر عدد الأسرى الحوثيين البالغ عددهم 7500 شخص محتجزين في الإمارات والسعودية.
وأضاف مرتضى لرويترز “في حال بقى الطرف الآخر على موقفه المتعنت في إنكار وجود الأسرى الموجودين فإن المباحثات ستستمر لأشهر.
ويأتي تصريح القيادي الحوثي ليؤكد فشل المباحثات المتعلق بملف المعتقلين والمختطفين.
وأوضح أنهم أقروا من جانبهم بوجود 3600 أسير فقط من قائمة أصلية تضم 9500 اسم قدمتها الحكومة عن المحتجزين التابعين لها مشيرا إلى أن أكثر من أربعة آلاف اسم إما زائفة أو مكررة أو لأسرى جرى الإفراج عنهم.
ولفت مرتضى أيضا إلى أن لديهم عشرات الأسرى من العسكريين السعوديين بينهم عسكريون كبار وأنهم لن يفرجوا عنهم إلا بعد الإفراج عن كل الأسرى الحوثيين.
وزعم مرتضى السعوديون مربوط مصيرهم باليمنيين ورافضين الدخول في مفاوضات مع السعوديين إلا عن الأسرى ككل.
وفي جولتي محادثات بالعاصمة الأردنية عمان، ناقش الطرفين تفاصيل عملية لتبادل الأسرى اتفقا عليها في ديسمبر كانون الأول كبادرة لبناء الثقة في أول محادثات سلام رئيسية.
وتدفع الأمم المتحدة باتجاه تبادل للسجناء واتفاق سلام بمدينة الحديدة في إطار جهود لإنهاء الحرب التي دفعت نحو 15.9 مليون شخص إلى شفا الجوع الشديد.