شنت قوات الجيش الوطني المرابطة في مثلث عاهم شمال محافظة حجة صباح الأربعاء أول هجوم لها منذ بدء المواجهات في حجور بين مليشيا الحوثي وأهالي المنطقة في مديرية كشر.
وأفادت مصادر عسكرية بأن قوات الجيش هاجمت مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي الانقلابية الواقعة على حدود مديرية مستبأ غرباً، ضمن توجهات المنطقة العسكرية الخامسة لاستكمال تحرير المديرية والالتحام مع قبائل حجور في عاهم شرقاً.
وذكر المركز الإعلامي للمنطقة الخامسة نقلا عن مصدر عسكري، أن العشرات من عناصر الميليشيات سقطوا ما بين قتيل وجريح نتيجة المواجهات العنيفة التي دارت أطراف مديرية مستبأ، فيما تم أسر اثنين من مقاتلي الميليشيات.
وتقع مستبأ بين مديريتي حرض وحيران، كما تمتلك حدودا مع مديرية كُشر التي تشهد معارك شرسة بين القبائل والحوثيين في منطقة حجور.
وقالت مصادر ميدانية إن قبائل حجور أحبطت أعنف هجوم شنته المليشيا من الجهتين الشرقية والجنوبية.
وأكدت أن قبائل حجور كبدت الحوثيين خسائر بشرية ومادية كبيرة، بينما سقط ثلاثة قتلى من أبناء المنطقة، وأصيب آخرون، خلال معركة التصدي للهجوم الحوثي.
وفي سياق العدوان الحوثي شنت المليشيا قصفاً مدفعياً كثيفاً على القرى الآهلة بالسكان في منطقة العبيسة جنوب كشر، ما تسبب في موجة نزوح للسكان، وخصوصاً من قرى الهيجة والخنشوش، علماً بأن سكان قرى حجور يعانون من ظروف إنسانية صعبة بسبب الحصار الذي يفرضه الحوثيون وكذا القصف العشوائي المستمر.
وكان التحالف العربي بقيادة السعودية قد استجاب لمطالبات وجهها مشايخ وأعيان قبائل حجور بضرورة التدخل العاجل بإسنادهم بالإمكانات لمواجهة الميليشيا الانقلابية التي تستخدم مقدرات وعتاد دولة لسحق وحصار القرى في حجور.
وقامت قوات التحالف العربي بأول عملیة إنزال دعم لوجستي لإسناد قبائل حجور .
وأعلن محافظ حجة عبدالكريم السنيني، نجاح التحالف، في إنزال مواد إغاثية وطبية ودعم لوجستي للمقاومة في مديرية حجور كمرحلة أولى.
وأعرب في تصريح لصحيفة "عكاظ" عن أمله في إجلاء الجرحى عبر عملية جوية رغم عراقيل الأحوال الجوية التي تشكل عائقا كبيرا.
وقال السنيني «التقيت بعسكريين سعوديين في جيزان وناقشنا الدعم اللوجستي وتكثيف العمليات وضرورة أن يلتحم الجيش الوطني بالمقاومة بعد تحرير مديرية مستبأ،
وأضاف: نحن بحاجة إلى قوة جديدة تتكون من 3 ألوية قوامها 6 آلاف مقاتل للوصول إلى مديرية مستبأ والالتحام بالمقاومة للإحلال مكان قوات المنطقة العسكرية الخامسة التي ستتولى تنفيذ العمليات القتالية وصولا إلى مديرية حجور كونها على علم بطبيعة المنطقة وتضاريسها ولديها خبرة قتالية لإنجاح هذه العملية.
ولفت إلى أن مليشيا الحوثي فتحت 4 جبهات بهدف اقتحام مديريات قبائل حجور لكنها فشلت أمام صمود مسلحي القبائل الذين أبلوا بلاء حسنا وكبدوا الحوثي خسائر فادحة بالأرواح والمعدات وأسروا العشرات من المسلحين.
وأكد محافظ حجة أن السلطات الشرعية والتحالف العربي على تواصل دائم مع قيادات قبائل حجور من المشايخ والشخصيات القيادية، وهناك ترتيبات على أعلى مستوى.
وطالب القبائل اليمنية وقبائل حجور بالالتحام مع إخوانهم في مديرية كشر وتجاهل الخلافات ودحض الشائعات والفتن التي يحاول الحوثي زرعها في أوساطهم.
ووصف الوضع الإنساني بأنه «صعب للغاية» كونها منطقة معزولة ومحاصرة وقطعت عنها حتى المياه القادمة من المناطق الأخرى التي كانت تزود قرى ومناطق مديرية كشر.
ولفت إلى أن المراكز الصحية مدمرة والمليشيات نهبتها قبل فرارها، مشددا على ضرورة الدفع بالمزيد من الدعم الغذائي والطبي واللوجستي.