أسباب تواري قيادات الحوثي خلف أسماء مستعارة وكيف نقلت التكنولوجيا الإيرانية لليمن!

2019-02-26 08:01:19 أخبار اليوم/ متابعات


يتخفى المشرفون الحوثيون وراء ألقاب تساعدهم في إخفاء هوياتهم ومعلومات سكنهم وإقامتهم، ما يشير إلى أن قلقاً يساور هؤلاء المشرفين من أي محاولات انتقام مجتمعية، مستقبلاً، أو من فرض أي عقوبات أو ملاحقات دولية.
وعملت مليشيا الحوثي- منذ سيطرتها على المدن والمحافظات- على إحكام قبضتها الأمنية، وقامت على الفور بملاحقة كل من يحمل أفكاراً تتعارض مع توجه الجماعة المتمردة، أو تنتقد تصرفاتها، وعلى إثر ذلك شنت حملات اعتقال على المعارضين من الأحزاب السياسية والجماعات الدينية والصحفيين والإعلاميين والحقوقيين والأساتذة الجامعيين، وشددت الرقابة على الأحياء والحارات.
وفي السياق يعلّق الناشط والراصد الحقوقي/ محمد الأحمدي، بالقول: "لكي تكون قبضة الحوثيين الأمنية مُحكمة، فقد قاموا بتقسيم كل مدينة إلى مربعات أمنية، وتعيين مشرف معين من قبلهم على كل مربع، وبدوره يقوم المشرف بتجنيد وتعيين أفراد من سكان الحي يضمن ولاءهم ، لرصد تحركات كل أسرة".
وعمل الحوثيون- منذ الانقلاب- على إحكام القبضة الأمنية، عبر مشرفين أمنيين، رئيسيين وفرعيين، بصلاحيات تفوق صلاحيات المسؤولين الحكوميين وأجهزة الأمن الرسمية، وتظهر تلك السطوة بشكل واضح بالتدخل في كل تفاصيل الحياة اليومية للمواطنين، ما يجعل الأزمة في اليمن تتجاوز حدودها السياسية، إلى المجالات الأمنية والبوليسية.
ولعل القارئ لملازم الحوثيين ومحاضرات حسين الحوثي، يدرك أن "أدبياتهم قائمة، في أساسها، على استلهام النماذج من الحرس الثوري وحزب الله، وقد أظهر مقطع فيديو لأحد أفراد حزب الله اللبنانيين يقومون بتدريب الحوثيين على استخدام الأسلحة، وعلى القيام بالتفجير، وغيرها من العمليات الحربية والعسكرية".
وقام "حزب الله" اللبناني بنقل خبراته الأمنية للحوثيين، بالإضافة إلى تقديمها دعماً مالياً وعسكرياً ولوجستياً، عبر رحلات متبادلة و منظمة لأفراد من الحوثيين إلى إيران ولبنان.
ولأن الحوثيون أتوا من جبال وكهوف صعدة، فقد كانت خبراتهم محدودة ومعارفهم ضحلة، لكنهم ، بعد الانقلاب، فتحوا قنوات اتصال مباشرة لهم مع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، وطوروا تقنياتهم العسكرية وأدواتهم الأمنية، إضافة إلى أساليب قتالهم، فقد كشف "مركز الأبحاث البريطاني للصراع والتسلح" في تقرير له بعنوان "نقل التكنولوجيا الإيرانية إلى اليمن" عن تصنيع الحوثيين لمواد متفجرة وألغام أرضية بتقنيات إيرانية.
كما طور الحوثيين أدوات الاغتيال، فلم تعد مقتصرة على استخدام السلاح التقليدي، بل تعدته لاستخدام أدوات كيميائية سامة، وكان تقرير حديث صدر في يناير/ كانون الأول الماضي، لفريق الخبراء التابع للأمم المتحدة المعني باليمن، ألمح إلى أن الحوثيين هم المسؤولون عن اغتيال الصحفي الاستقصائي/ محمد العبسي، بمادة كيميائية مسممة، في ديسمبر 2016، إثر قيامه بالكشف عن فساد ثلاث شركات نفطية تابعة لقيادات حوثية من الصف الأول، والذي ظل اغتياله لغزاً حتى صدور التقرير الأممي.
على امتداد الطرق الرابطة بين المحافظات، تتوزع نقاط تفتيش مركزية، حيث يكون فيها التفتيش مكثفاً ودقيقاً، كنقطة "أبو هاشم" سيئة الصيت في مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء، وهي نقطة حدودية، تقع على الطريق المؤدي لمناطق سيطرة القوات الشرعية في محافظة مأرب، حيث يتم اعتقال العشرات من المسافرين بشكل يومي بشبهة السفر إلى مأرب والانضمام لسلطات الشرعية أو القتال في صفوفها، أو حتى حمل الولاء لها.
وبعد قيام الحوثيين بالسيطرة على المدن عملوا على القيام بمسح سكاني لكل مربع أمني، وجمع بيانات كل أسرة، لم يكن مسحاً رسميا من قبل وزارة التخطيط والتنمية أو الجهاز المركزي للإحصاء الخاضع لسيطرة الحوثيين، بل كان مسحاً سكانياً دقيقاً عن طريق ماسحين معينين من قبل الحوثيين.
وأكد الحقوقي محمد الأحمدي، أن "الحوثيين من أجل أن يجمعوا بيانات السكان في الأحياء، ويعرفوا انتماءاتهم الحزبية والدينية، وزعوا استمارات على كل البيوت لتعبئتها، تحت مبرر صرف اسطوانات الغاز، التي كانت قد انعدمت تماماً، ويتم صرفها ،حصراً، من قبل مسؤولين حوثيين".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد