في مقدمتها لجان الوساطات ودعوات الصلح واستخدام الخونة من أبناء المنطقة..

حجور تفشل حيل الميليشيات في زعزعتهم بعد فشل الحوثيين عسكرياً

2019-02-26 08:15:21 أخبار اليوم/ تقرير خاص

 
نجحت ميليشيات الحوثي الانقلابية في تمرير حيلها المختلفة وألاعيبها المتلونة على الأحزاب السياسية والرئيس السابق وقبله الرئيس هادي وحتى المجتمع الدولي الذي لازال يجاريها في تلك الحيل طيلة السنوات الماضية، إلا أن تلك الحيل والخدع فشلت في تنفيذها مع قبائل حجور التي عرفت لغة التخاطب مع الميليشيات ممثلة بفوهات البنادق.
فمنذ بدأت حرب الحوثيين مع قبائل حجور وهي تحاول بين الحين والآخر خلخلة صفوف القبائل عبر إرسال الوساطات تلو الأخرى كلما فشلت في هجماتها، كما حاولت ولا تزال تحاول تفريق كلمة القبائل، مستخدمة كافة أساليب الترغيب والترهيب إلا أنها فشلت أمام وعي أبناء حجور..
"أخبار اليوم" تتناول- عبر هذا التقرير- كيف تمكنت قبائل حجور من وضع حد لألاعيب الميليشيات وتقول بلسان الحال يقول للميليشيات "انتهت صلاحية حيلكم"، كما أن حجور بذلك توجّه رسالة للعالم تُعرّفهم بالطريقة المناسبة للتعامل مع هذه العصابات إن كان لدى المجتمع الدولي نية لاستقرار اليمن وإنهاء معاناة شعبه... إلى التفاصيل:
صلاحية الحيل انتهت
منذ بدأت الحرب في حجور وقبلها حاولت الميليشيات شراء ولاء عدد من مشائخها عبر المال ووعود بمناصب في الدولة، تلا ذلك حملات اختطاف واستدعاء لعدد من وجهاء حجور الذين تعرضوا للتهديد والسجن وغيرها من ألوان الترهيب، إلا أن الحوثيين لم ينجحوا في إقناع القبائل بإفساح المجال أمامهم لتحويل جبال المنطقة إلى مواقع مسلحة لهم لمواجهة قوات الشرعية التي وصلت إلى مثلث عاهم مقتربة بذلك من حجور، الأمر الذي دفع الحوثيين ليضغط على حجور في استحداث مواقع لهم فيها وهو ما رفضه أبناؤها.
ولذا سعت الميليشيات لاستخدام حيلة الوساطات المتتالية، غير أنها لم تنجح، وهو ما أكده ناشطون حوثيون في مواقع التواصل الاجتماعي الذين قالوا بأن القبائل جنت على نفسها بعدم انصياعها للجان وساطاتهم - تعبيراً عن فشل حيلتهم- والتي كان آخرها الوساطة التي أرسلها زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي، إلى قبائل حجور أول أمس الأحد غير أنها فشلت هي الأخرى، ليعلن القبائل بذلك انتهاء صلاحية حيل الوساطات والصلح الذي تنادي به الميليشيات.
و المشاط يوبخ برلمانيي حجة
وفي إطار لملمة فشلها وسقوط هيبتها أمام الرأي المحلي، نقلت وكالة سبأ المسيطر عليها من الميليشيات خبراً عن لقاء رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي التابع للانقلابيين/ مهدي المشاط، أمس الاثنين مع عدد من أعضاء مجلس النواب بمحافظة حجة، لمناقشة أوضاع المحافظة جراء استمرار العدوان وتصعيده الأخير وما خلفه ذلك من آثار كارثية على مختلف المستويات - حسب ما تم نشر.
مصادر مقربة من الميليشيات أكدت بأن اللقاء ركز على مجريات الأحداث في حجور، خاصة وأن حجة لا توجد فيها أي غارات للتحالف إلا على مواقع الميليشيات في حجور، كاشفين عن تلقي أعضاء مجلس النواب توبيخاً كبيراً من المشاط خلال اللقاء، والذي كلفهم فيه بإقناع أبناء حجور بالعدول عن مواجهتهم والانصياع لهم، بالطرق المختلفة، ليشكل هذا اللقاء آخر لعبة تحاول الميليشيات تمريرها لتنفيذ أهدافها الإجرامية.
حشد غير مسبوق
وبحسب مصدر عسكري مطلع فقد حشد الحوثيون لمعركة حجور "٤ آلاف مقاتل مع عتاد من الأسلحة الثقيلة تقدر بـ ٢٠٠ طقم، و١٠ دبابات، و٢٠ مدرعة وعربة، و٣٠ من المدافع المختلفة، وعشرات المعدلات والرشاشات" وكلفت قياداتها الكبيرة بإدارة المعركة وفي مقدمتهم أبوعلي الحاكم ويوسف المداني.
كل ذلك في محاولة منها لإخضاع حجور وكسر إرادتها غير أنها فشلت أمام بسالة القبائل، التي كبدتهم خسائر باهظة في الأرواح والعتاد، لم تكن تتوقعها، بالرغم من توقف معظم جبهات القتال التي مكنت الميليشيات من حشد مقاتليها ضد حجور، وهو ما أثار استياء أبناء حجور ومعظم القبائل القابعة تحت سيطرتهم.
خسائر باهظة للميليشيات
وضمن مساندته لقبال حجور شن طيران التحالف العربي- أمس الاثنين- غارات عدة استهدفت مواقع وتعزيزات الميليشيات وكبدتهم خسائر باهظة، وأكد مصدر ميداني بأن الغارات استهدفت تعزيزات الحوثيين في شمال المندلة من جهة شرق حجور، ودمرت عدة أطقم تحمل مسلحين وذخائر وأسلحة متنوعة، كما لقي العشرات منهم مصرعهم وجرح آخرون، يأتي ذلك وسط تواصل للمواجهات بين القبائل الحوثيين والتي لم تحقق فيها الميليشيات أي تقدم يذكر.
إنسانية أبناء حجور
وفي صورة تعكس مستوى تعامل أبناء حجور الرفيع مع جرحى الميليشيات، أظهر ناشطون صوراً لأحد جرحى الحوثيين يدعى "أبو معارك" - من أبناء الحيمتين بمحافظة صنعاء - وهو يتلقى العلاج لدى القبائل بعد أن تركه الحوثيون إثر إصابته برصاصة في رأسه.
بالمقابل فقد أقدمت الميليشيات- قبل يومين- على قتل أحد جرحى قبائل حجور غدراً، بعد أن وافقوا بالسماح له بنقله إلى صنعاء لتتلقفه عناصرهم في منتصف الطريق وتقتله مع مرافقيه، في صورة تعكس مستوى وحشيتهم وعدم التزامهم بأي أخلاق إنسانية أو أعراف قبلية.
هزيمتهم أسكتت إعلامهم
وأمام الهزائم المتتالية التي تتلقاها الميليشيات على صخرة صمود قبائل حجور، غيبت وسائل إعلام الحوثيين أحداث حجور، ونادراً ما تتناول مواداً عنها، وبحسب مراقبين محليين فإن الميليشيات تهدف بذلك التعتيم الإعلامي للتغطية على هزائمهم، وحتى لا تنتشر انتفاضة حجور بين باقي القبائل.
وتعمد الميليشيات للتضليل على عناصرها الذين تجلبهم إلى حجور بالقول "إنهم سيقاتلون العدوان في الحدود" ليجد مقاتلوهم أنفسهم في حجور، وهو ما اعترف به عدد من مقاتلي الميليشيات الذين وقعوا أسرى بين يدي القبائل منتصف فبراير الجاري.
كما أن هزائمها لم تسمح لها بإظهار أي مشهد يشير إلى أنهم انتصروا فيها، خاصة وأن القبائل قد أفشلت مطلع الأسبوع الجاري محاولة نقل مشاهد من وسط حجور بمديرية كشر من خلال قبضهم على طاقم تصوير لقناة المسيرة تسللوا إلى العبيسة والذين اعترفوا بأنهم مرسلون من مكتب زعيمهم الحوثي.
خفوت وذلة 
وبحسب شهود عيان في معظم مديريات محافظة حجة فإن عناصر الميليشيات باتت منكسرة وتعيش ذلاً لم يسبق لها أن وصلت إليه، مشيرين إلى أن مقراتهم بالمديريات أصبحت خالية من المسلحين، ومن تبقى فيها من أفراد يتخفون من أنظار المواطنين.
وكانت "أخبار اليوم" قد كشفت- في وقت سابق- توجيهات صارمة لقيادات الحوثي بالمحافظة باستنفار عناصرها بمختلف المديريات والدفع بأغلبيتهم إلى حجور، وهو ما يفسر تناقص أعداد مسلحيهم الذين كانوا يتواجدون في مختلف المناطق.
ضحايا مدنيون
وأمام آلة الحرب الغاشمة للميليشيات على القبائل، لابد لها من تبعات على المدنيين، خاصة وأن الحوثيين لا يفرقون بين محارب ومدني، بل إنها تستهدف معظم قذائفها القرى الآهلة بالنساء والأطفال.
وفي إحصائية أولية لما خلفته الميليشيات من قتل وإضرار بأبناء حجور، كشف ائتلاف المنظمات الحقوقية بمحافظة حجة عن تورط الحوثيين في مقتل وإصابة أكثر من مائة مواطن مدني معظمهم من النساء والأطفال، نتيجة الضرب المدفعي العنيف الذي تشنه الميليشيات على قرى ومحلات كشر، كما تسبب القصف المكثف على الأهالي في تشريد حوالي 900 أسرة، التي تضم آلاف الأفراد، والذين نزحوا إلى مناطق قارة ووشحة ومستبأ ويعيشون ظروفاً إنسانية غاية في السوء.
وبحسب التقرير، فقد رصد الائتلاف قرابة 60 حالة تتعلق بالخسائر والدمار في الممتلكات العامة والمنازل والمتاجر، كما أن حصار الحوثيين على المديرية فاقم من الأزمة الإنسانية، والذي حال دون دخول المواد الغذائية والأدوية والمياه لأبناء المنطقة.‎

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد