تشهد العاصمة المؤقتة عدن نزاعاً على السلطة الأمنية أفقد الأجهزة التي تديرها وزارة الداخلية التحكم في المشهد الأمني..
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها وزير الداخلية/ أحمد الميسري، الأربعاء، في اللقاء التشاوري الأول لأئمة وخطباء ووعاظ محافظة عدن، الذي عقد تحت شعار دور المساجد في تنمية وعي الناس وتثقيفهم وإصلاحهم.
وتوعد الوزير الميسري بكشف قتلة رجال الدين في مدينة عدن، وقال: لسنا المتحكمون بالمشهد الأمني وهناك من ينازعنا، وهي إشارة من الرجل إلى القوات الأمنية التابعة للإمارات..
وأشار إلى أن هناك خللاَ في العلاقة بين الحكومة والتحالف العربي يجب إصلاحه.
وكشف الوزير اليمني أنه تم اعتقال خليتين أقدمت على اغتيال 11 إماما وخطيب في عدن، ولا يزالون قيد التحقيق، مشيرا إلى مواصلة العمل لاستكمال متابعة الخلايا الأخرى، ومحاسبة كل من ارتكب الجرائم ومن مولها ووقف خلفها وكشفها للرأي العام.
وأكد الميسري أن قتلة الشيخ "راوي" (أحد ابرز رجالات الدين والمقاومة)، بيد العدالة الآن بعد أن استكملت التحقيقات لدى البحث الجنائي كاملة وتم نقل الملف الى النيابة العامة، واستكملت التحقيقات حيث استغرق هذا الإجراء بصمت لمدة ستة أشهر وعدة أيام مشيرا انه سيتم اليوم الأربعاء، تسليم الملف الى المحكمة وسينال قتلة الشيخ راوي جزائهم.
وقال الميسري: من يقدم مصلحة المملكة أو الإمارات على مصلحة بلده، فهذا منافق ومنبطح ويوهم الناس بحب الوطن، مشيراً إلى أن علاقة الحكومة اليمنية مع المملكة والإمارات علاقة شراكة وعلاقة تاريخية وإن الجميع ضحى للدفاع عن أرض الحرمين وجعل بلده مسرحاً للمعركة للقضاء على المد الفارسي.
واعترف الميسري بوجود خلل في العلاقة بين حكومته وبين التحالف في المناطق المحررة مؤكداً "نسعى لتصحيحه من خلال خضوع المناطق المحررة بالكامل للسلطة الشرعية.
وأكد الميسري أن المعركة واحدة وواضحة وهي مع الحوثي قائلا: حربنا هي لاستعادة صنعاء وأن من يسعى لخلق الفتن لإشعال حروب أخرى عليه أن يتأكد أننا لن نسمح بذلك ولن نفرط في ما بنيناه واستعدناه من الصفر من مؤسسات الدولة.
وأضاف "الميسري" إن من يظن أن الحوثي قوي فهو واهم، وقد كنا قاب قوسين أو أدنى من استعادة الدولة وتحرير الحديدة لولا تدخل المجتمع الدولي بكل قوته وأبشركم انه في القريب إن شاء الله ستنتهي هذه الحرب ويعود وطننا.
وقال الوزير "سنعيد المعهد العالي للدعوة والإرشاد في العاصمة عدن وسنحل جميع مشاكل أئمة وخطباء المساجد بما أوتينا من قوة وسنتكفل بتوفير الحماية الكافية لهم فو الله إن حماية الإمام بالنسبة لي أولى من حماية الوزير وسنوفر الحماية الكاملة للمساجد من شبكات مراقبة وغرفة عمليات مشتركة بين العلماء والأمن.
وأشار الميسري "إن الجميع يمر بمرحلة صعبة ويجب تكاتف الجميع فيها وإن العلماء هم الشريحة الأكثر أهمية والأكثر مظلومية بنفس الوقت ويجب أن نظافر الجهود لاستعادة دولتنا والقضاء على مظاهر اللا دولة من مليشيات وعصابات والإتجار بالمخدرات والسلاح.
وفي ختام كلمته قال "الميسري" إن الحوثي داس على رؤوس الجميع من قبائل وأحزاب وسياسيين وعندما وصل إلى هذا المكان كسرتوا شوكته وهزمتوا مشروعه الفارسي ومن هنا من عدن كانت بداية النهاية للمشروع الرافضي المجوسي على أيديكم أنتم يا علماء وخطباء وأئمة عدن وكنتم نواة لتشكيل المقاومة الباسلة.
بدوره طالب وكيل وزارة الأوقاف “محمد مشدود” الحكومة الشرعية ووزارة الداخلية، إلى الاهتمام بأسر شهداء الأئمة والخطباء، توفير الحماية لمن تبقى من الأئمة والخطباء والدعاة، وأوضح بأن أكثر من 30 إماما وخطيب جامع تم اغتيالهم في عدن، في حين يعيش أكثر من 200 إمام وخطيب جامع مشردين خارج بلادهم.
واستنكر بيان العلماء كل صور الإرهاب والقتل الخارجة عن القانون والاعتقالات التعسفية والسجون السرية، وعملية إقصاء وتهميش ولي الأمر والحكومة في البلاد، في إشارة إلى سياسات الإمارات ضد الشرعية، وأكد العلماء وقوفهم إلى جانب القيادة السياسية لليمن.
وطالب بيان اللقاء، بتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها في الواقع بما يخدم مصالح الناس، وتفرض هيبتها وأن لا تدع مجالا للمليشيات المسلحة أو الظواهر السلبية في مدينة عدن وسائر بقية المدن اليمنية، مشددين على التحقيق في قضايا اغتيال أئمة المساجد وتأمين حياة خطباء وأئمة ودعاة مساجد عدن.
ويعد هذا التحرك الأول من نوعه للعلماء والدعاة في عدن لمواجهة السيطرة الإماراتية في عدن، وآلة الاغتيالات التي تدعمها سلطات “أبوظبي”، وموقف متقدم لدعم سلطة هادي الممنوع من العودة إلى عدن بحسب مصادر حكومية واستخباراتية.