اعتبر مراقبون سياسيون تصريحات رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي التي أدلى بها لقناة "روسيا اليوم"، عبارة عن مراوغة سياسية، يسعى من خلالها المجلس الانتقالي إلى حشد أي تأييد غربية في صالحه على حساب الحكومة الشرعية، مشيرين أن قول الزُبيدي بان الرئيس هادي رئيس شرعي ومعترف به، في وقت الذي يعمل المجلس الانتقالي على الأرض وبشكل يومي في المحافظات الجنوبية إلى إسقاط شرعية الرئيس والحكومة ككل.
وذكر المراقبون أن تأكيد الزُبيدي بأن المجلس الانتقالي يدعم وقف الحرب ضد مليشيا الحوثي، دون إنهاء الانقلاب وعودة الشرعية يعزز من كشف حقيقة التوجه الإماراتي والمليشيا الموالية في عدم حسم الحرب وإنهاء الانقلاب وإبقاء المحافظات الشمالية في حالة صراع مستمر بفعل استمرار سيطرة المليشيا الانقلابية، وإخضاع المحافظات الجنوبية لسيطرة المليشيا الموالية للإمارات، على أن تبقى الشرعية كسلطة شكلية باقية في الرياض وخارج اليمن. ونوه المراقبون إلى أن الزبيدي أكد حقيقة عدم توجه الإمارات في إنهاء الانقلاب، وسعيها لاستمرار الصراع في اليمن لتحقيق مكاسبها وأطماعها في اليمن، والتي تجلت من خلال السيطرة على منابع النفط والغاز وإعاقة استئناف تصدير المشتقات النفطية وكذا سيطرتها على المطارات والموانئ اليمنية والشريط الساحلي والعديد من الجزر اليمنية.
وحذر المراقبون من دعوة الزُبيدي التي دعا فيها لمواجهة حزب الإصلاح، أحد المكونات الرئيسية لقوى الحكومة الشرعية، مؤدين أن ذلك يكشف عن مواصلة المجلس الانتقالي والمليشيا الموالية للإمارات، سياسة استهداف قيادات وكوادر حزب الإصلاح وأي قوى تعارض توجهات الانتقالي الانفصالية حتى من خارج حزب الإصلاح. ودعا المراقبون الحكومة الشرعية والرئيس هادي إلى وضع حد للتوجهات الإماراتية.
وهو ذات الأمر الذي دعا إليه وزير النقل في الحكومة الشرعية، صالح الجبواني، الذي طالب بتصحيح العلاقة بين الحكومة الشرعية والإمارات أو إنهاء تواجدها في التحالف العربي.
وكان رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي قد قال: إن الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس شرعي ومعترف به.
وفي حديث لقناة روسيا اليوم قال الزُبيدي مساء الجمعة إن الروس وحينما التقى بهم ابلغوه أنهم يقفون على مسافة واحدة من كل الأطراف السياسية اليمنية وان الأولوية الحالية هي لوقف الحرب والتوصل الى تسوية سياسية يمنية شاملة.
وقال الزبيدي إن المجلس يدعم وقف الحرب وإحلال السلام بسبب ما تعانيه اليمن من ظروف صعبة وإنسانية بسبب الحرب .
ودعا الزُبيدي الى إشراك المجلس في أي مفاوضات سياسية قادمة بخصوص وضع اليمن وإنهاء الحرب.
ووجه الزبيدي انتقادات للحكومة الشرعية وقال ان حزب الإصلاح يسيطر عليها متهما الحزب بأنه يرعى الإرهاب والجماعات المسلحة .
ونفى الزبيدي أن يكون المجلس الانتقالي يدعي تمثيلاً مطلقاً لكافة الجنوبيين واعترف بأن هناك أطرافاً سياسية جنوبية أخرى على الساحة، لكنه قال إن المجلس فتح باب الحوار معها.
وقال الزبيدي إن غالبية سكان جنوب اليمن يطالبون باستقلال الجنوب عن الشمال .
وحول معارك الحديدة قال الزبيدي إن الجنوبيين والشماليين يقاتلون جنبا الى جنب عدو واحد وان الحديدة كانت على وشك السقوط لولا التدخل الدولي.
وعن الوضع الأمني قال الزبيدي، إنه يتحسن وإن القوات الأمنية التي تسيطر على الوضع هناك تسعى لإصلاحه.
وحول انعقاد مجلس النواب في عدن قال الزبيدي إن انعقاده في عدن يمكن أن يتسبب بفوضى عارمة .
ورفض الزبيدي تحديد موعد معين لاستقلال الجنوب، لكنه قال إن المجلس قام بتجهيز وثائق سياسية خاصة بهذا الوضع متى ما طلب منه ذلك.