شبوة.. منابع النفط والغاز هدف لتوسع القوات المدعومة إماراتياً وسط صمت الشرعية

2019-03-28 08:27:09 أخبار اليوم/ خاص


تشهد محافظة شبوة، توتراً غير مسبوق، إثر الدفع بقوة عسكرية ضخمة تابعة لقوات النخبة الشبوانية المدعومة من دولة الإمارات، نهاية الأسبوع المنصرم الى مشارف عتق.
وذكرت مصادر محلية أن قوة عسكرية تابعة لقوات النخبة الشبوانية المدعومة إماراتياً، مكونة من عشرات المسلحين وبرفقتهم عربات وأطقم عسكرية، بالإضافة إلى أسلحة ثقيلة ومتوسطة، وصلت إلى مشارف عتق.
ويأتي هذا التوسع الإماراتي في ظل صمت مطبق من قبل الحكومة الشرعة والمسؤولين الحكوميين، الأمر الذي يثير كثيراً من التساؤلات ويضع الكثير من علامات الاستفهام.
وأثار انتشار هذه القوة حالة من الاستنفار في أوساط قوات الجيش اليمني التابعة للمنطقة العسكرية الثالثة، مدعومة من السلطة المحلية برئاسة المحافظ محمد بن عديو.
القوات المدعومة من الإمارات تمركزت في مبنى مكتب التربية والتعليم في مدخل مدينة عتق، فيما ترابط القوات الحكومية لحماية المنشآت والمؤسسات الحكومية داخل المدينة وصولاً إلى بيحان وعسيلان.
وتأتي هذه التحركات، ضمن مساعي الإمارات لإحكام السيطرة على مصادر الثروة في شبوة، والتي يعد النفط والغاز أهمها، وتحتضن المحافظة أكبر مشروع استثماري في اليمن، المتمثل في الغاز المسال، في ميناء بلحاف على البحر العربي.
وساد التوتر مطلع الأسبوع الماضي، إثر انتشار قوات النخبة بالقرب من حقل العقلة النفطي، وأنشأت مخيماً خاصاً بها للسيطرة على قطاع نفط جنة هنت في بيحان والتوسع نحو عسيلان.
وتسيطر الإمارات على جميع مساحة سواحل محافظة شبوة والتي يبلغ طولها (300) كيلومتر، وتوجد في تلك السواحل منشأتان إحداهما نفطية، والأخرى- وهي الأهم- غازية، حيث سيطرت سيطرة كاملة على ميناء الغاز التابع لشركة الغاز توتال الفرنسية مطلع العام 2016م الواقع في سواحل بلحاف واتخذت منه مقراً لها، وإلى اليوم تقود قواتها وتحركاتها منها، رغم المطالبات المتكررة من قبل شركة توتال للإماراتيين بإفراغ المنشأة.
وتشهد معظم محافظة شبوة، انقطاع التيار الكهربائي، لليوم الثالث على التوالي، بعد توقف محطة كهرباء عتق عن العمل، ما أثار موجة سخط في أوساط السكان في ظل ارتفاع درجة حرارة الجو.
ومنذ تعيين محمد بن عديو، محافظاً لشبوة أواخر نوفمبر العام الماضي، خاض حرباً ضد الفساد وأصدر مذكرة توقيف بالعديد من المسؤولين، بتهمة اختلاس أموال، بالإضافة الى كبح جماح القوات المدعومة من الإمارات ومنع تدخلها في إدارة شؤون المحافظة.
وهو الأمر الذي أثار حفيظة الإمارات، فعملت على تحريك أدواتها بهدف إعاقة المحافظ عن أداء عمله، وشرعت في التوسع نحو باقي المديريات لاستكمال السيطرة على كافة جغرافيا وثروات شبوة.
وفي السياق يشير أحد القادة العسكريين في المحافظة إلى أن تقاسم السيطرة على منطقة العقلة النفطية بين قوات الجيش الوطني- الذي تدعمه المملكة العربية السعودية ممثلا باللواء 21 ميكا بقيادة العميد/ جحدل العولقي- وقوات تابعة للنخبة الشبوانية المدعومة إماراتيا، والتي تمتد من عاصمة محافظة شبوة عتق إلى منطقة خشم رميد، بينما يتواجد اللواء في مقر الشركة النفطية وتأمين خط ناقلات النفط من مقر الشركة إلى عياذ.
ويشير القائد العسكري إلى إنشاء مواقع عسكرية تتبع الجيش الوطني، بينما تسعى الإمارات إلى إقامة معسكر بالقرب من شركة العقلة النفطية وهذا ما يرجح وقوع احتكاك بين القوتين قد يتطور إلى اشتباكات قد تؤثر على عمل الشركة.
وخلافاً للصمت الحكومي تجاه هذه المساعي الإماراتية، عبرت السلطة المحلية بالمحافظة عن رفضها لوجود أيِّ قوة أو تشكيلات عسكرية فيها، وتحت أي مسمى كان، خارج إطار مؤسساتها النظامية.
وأكدت- خلال اجتماع اللجنة الأمنية، قبل نحو أسبوعين، برئاسة المحافظ بن عديو- على ضرورة تعزيز يقظة الأجهزة الأمنية وتفويت الفرصة على من يسعون لتقويض الأمن والاستقرار.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد