رئيس الجمهورية في كلمته الهامة امام مجلس النواب :

مشروع الحوثي المدمر يتآكل وعنصريتهم عزلتهم عن الشهب ومن تبقّى معهم تحت الإكراه..

2019-04-14 02:09:00 أخبار اليوم سيئون


أكد فخامة الرئيس/ عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية- "أن أهم دلالة من دلالات انعقاد مجلس النواب في هذا اليوم المجيد هي توحد كافة اليمنيين، بكل أحزابهم واتجاهاتهم وأطيافهم على قاعدة الشرعية والثوابت الوطنية وفي مواجهة هذا المشروع المدمر"..
وقال فخامة الرئيس- في كلمته في افتتاح دورة الانعقاد الغير اعتيادية لمجلس النواب التي عقدت- أمس- بمدينة سيئون محافظة حضرموت" أن انعقاد المجلس يشير بوضوح إلى أن هذا المشروع الحوثي المدمر يتآكل يوماً بعد آخر، وأن عنصريتهم قد عزلتهم عن جموع الشعب وتياراته، ولم يعد معهم أحد إلا من كان تحت الإكراه".
ودعا فخامة الرئيس، كل البرلمانيين الذين لم يلتحقوا بهذه الجلسة إلى أن يبادروا بالانخراط مع زملائهم في هذه المؤسسة للدفاع عن وطنهم، فلا يشرفهم البقاء خارج هذه المهمة.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن الحوثيين لم يطلقوا رصاصاتهم إلا في صدور أبناء اليمن، ولم يستهدفوا سوى مؤسسات الدولة، ولم يفجّروا سوى بيوت اليمنيين ومساجدهم، ولم يتركوا شيئاً في الثقافة والأعراف والقيم اليمنية الأصيلة إلا واستهدفوها بالتخريب والتدمير.
وأكد رئيس الجمهورية، أن أهم أولويات الحكومة في الوقت الراهن يتمثل في هزيمة الانقلاب وبناء مؤسسات الدولة وتعزيز وجودها لتتمكن من أداء وظيفتها في تقديم الخدمات للمواطنين جميعا وتطبيع الحياة بشكل كامل.
فيما يلي نص كلمة فخامة الرئيس....
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد الصادق الأمين..
الأخوة/ رئيس وأعضاء مجلس النواب..
الأخ الأمين العام للبرلمان العربي..
الأخوة الضيوف من سفراء الدول الشقيقة والصديقة.
أسعد الله بالخير صباحكم ومرحباً بكم على أرضنا اليمنية الطاهرة.
اسمحوا لي أولاً أن أتقدم لشعبنا اليمني العظيم بخالص التهنئة على أول انعقاد دستوري صحيح لسلطته التشريعية المنتخبة منذ انقلاب المتمردين الحوثيين على السلطة الشرعية المنتخبة قبل أكثر من أربع سنوات.. كما أتوجه بالشكر والتقدير لكم يا ممثلي شعبنا اليمني في مجلس النواب على تغليبكم للمصلحة الوطنية العليا وتحملكم الصعاب وبذلكم لجهود كبيرة من أجل توفير النصاب وإعادة تنشيط دور هذه المؤسسة الدستورية المهمة في لحظة تاريخية نحن أحوج ما نكون إلى دورها في مواجهة آثار الانقلاب الغاشم والتمرد المسلح لجماعة الحوثي.
كما أتوجه بالشكر والتقدير لكل من بذل جهداً في تيسير انعقاد هذه الدورة الاستثنائية والتاريخية من قوى سياسية وشخصيات وطنية والشكر موصول لأشقائنا في المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان/ بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان على كل الدعم والتسهيلات التي قدموها وهذا ليس بغريب عليهم، فهم من حملوا مع السلطة الشرعية أعباء مواجهة وإسقاط الانقلاب وبذلوا الكثير من أجل تحرير اليمن واستعادة دولته المسلوبة وإسقاط سلطة الميليشيات المدعومة إيرانياً، ولا أنسى أن أتوجه لأبناء محافظة حضرموت بكل الشكر والتقدير على احتضانهم لهذا الاجتماع التاريخي، حضرموت التاريخ والثقافة والعلم والأدب حضرموت الحاضرة في روح ووجدان كل يمني والتي كانت وستظل دوماً وأبداً شوكة الميزان في مشروعنا الوطني الكبير وقلب اليمن النابض وعمقه وضميره وعنوان أصالته.
الإخوة رئيس وأعضاء مجلس النواب...
تنعقد دورتكم الاستثنائية هذه في لحظة تاريخية بالغة الأهمية، حيث نقف على مفترق طرق بين خيارات السلام والحرب، فبينما نبذل كل التسهيلات والدعم لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من أجل إنجاز سلام شامل وفق المرجعيات الثلاث التي اتفق عليها اليمنيون والمحيط الإقليمي والمجتمع الدولي نجد أن المليشيات الانقلابية تتعنت وتناور وتضع كل العراقيل لإفشال تلك الجهود..
وهو ما لمسه العالم بوضوح تجاه اتفاق استوكهولم الذي مرت أربعة شهور عليه ولم تنفذ منه حتى خطوة واحدة، مما يؤكد حقيقة المشروع المدمر الذي تحمله هذه الجماعة التي رهنت نفسها للخارج وباعت وطنها لمشروع التخريب الإيراني الذي استهدف المنطقة العربية وعاث فيها قتلاً وتدميراً وتشريداً.
لم يطلق الحوثيون رصاصاتهم إلا في صدور أبناء اليمن، ولم يستهدفوا سوى مؤسسات الدولة، ولم يفجّروا سوى بيوت اليمنيين ومساجدهم، ولم يتركوا شيئاً في الثقافة والأعراف والقيم اليمنية الأصيلة إلا واستهدفوها بالتخريب والتدمير.
لقد اختاروا بأنفسهم أن يكونوا أعداء لأبناء اليمن، بالرغم من أن اليمنيين مدوا اليهم يد السلام عشرات المرات، وخاطبناهم بلغة العقل والحكمة والمنطق مئات المرات، غير أنهم اختاروا طريق الشر، فدمروا كل مؤسسات الدولة واستهدفوا كل أبناء اليمن، ومؤسستكم هذه إحدى المؤسسات التي اعتدوا عليها بكل الوسائل والطرق.
ولعل أهم دلالة من دلالات انعقاد هذا المجلس في هذا اليوم المجيد هي توحد كافة اليمنيين بكل أحزابهم واتجاهاتهم وأطيافهم على قاعدة الشرعية والثوابت الوطنية وفي مواجهة هذا المشروع المدمر.
إن انعقاد المجلس يشير بوضوح إلى أن هذا المشروع الحوثي المدمر يتآكل يوماً بعد آخر، وأن عنصريتهم قد عزلتهم عن جموع الشعب وتياراته، ولم يعد معهم أحد إلا من كان تحت الإكراه.
اليوم.. يستعيد اليمنيون إحدى أهم مؤسسات دولتهم، بعد رحلة نضال طويلة، وهذا اليوم ليس سوى محطة من محطات نضال هذا الشعب الكبير في استعادة حقوقه المشروعة وعودة مؤسساته المسلوبة.
الإخوة رئيس وأعضاء مجلس النواب.
أيها الحاضرون جميعاً:-
دعوني من هنا اليوم، ومن على منصة هيئة رئاسة البرلمان اليمني، أن أوجه بعض الرسائل:-
الرسالة الأولى :-
إليكم يا أعضاء مجلس النواب.
تقع على عاتقكم في المرحلة القادمة، مهام كبيرة، فإلى جانب إنجاز العديد من المهام التشريعية والرقابية التي تدعم جهود السلطة التنفيذية في استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب وبسط نفوذ الدولة على كل شبر من أرض اليمن وتحقيق السلام وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني واستكمال المسار السياسي، إلى جانب كل ذلك عليكم العمل على المستوى الإقليمي والعربي والإسلامي والدولي مع كل برلمانات العالم ومنظماته المدنية لإجلاء الحقيقة عن القضية اليمنية والتي يعود سببها لميليشيات يمنية قررت بمساعدة إيرانية مصادرة الدولة والاعتداء على الوطن وتعريض الأمن الوطني والإقليمي والسلم الدولي للخطر، ثم العمل على فضح جرائم الانقلاب وكشف الكوارث الإنسانية والاجتماعية والخدمية التي تسبب بها.
إن آمال الشعب اليمني كبيرة تجاهكم لتسهموا في طريق استعادة الدولة وتعزيز حضورها الكامل على كل الوطن وإنهاء هذا الانقلاب المشئوم.
وإني أدعو كل البرلمانيين الذين لم يلتحقوا بهذه الجلسة أن يبادروا بالانخراط مع زملائهم في هذه المؤسسة للدفاع عن وطنهم، فلا يشرفهم البقاء خارج هذه المهمة.
الرسالة الثانية :-
إلى المجتمع الدولي ورعاة السلام في بلادنا.
أنتم معنيون اكثر من أي وقت مضى أن توقفوا هذه المماطلة والرفض من قبل المليشيات الحوثية لكل جهود السلام ورفض تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
أنتم معنيون- أيضاً- بالضغط لإيقاف الحرب التي تشنها الميليشيات الحوثية على أبناء شعبنا، وإنهاء الانتهاكات التي ترتكبها هذه الميليشيات على المواطنين ورفع حالة الظلم والإرهاب التي تمارسها على اليمنيين في مناطق سيطرتها ومصادرتها لرواتبهم والمتاجرة بالمساعدات الانسانية والعبث بمصائر الناس.
جهودكم على المحك، نحن نريد السلام، ونسعى من أجل السلام، لكن هذه المليشيات لا تفهم لغة السلام، وتستغل الحالة الإنسانية التي كانت السبب في إنتاجها لممارسة الخداع وتضليل المجتمع الدولي من اجل الاستمرار في استنزاف الدولة وانهاك المجتمع.
الرسالة الثالثة:-
الى الحكومة والسلطات المحلية في المحافظات المحررة، لازالت جهودكم تحتاج إلى مضاعفة ولازالت أولوياتكم تحتاج إلى مراجعة.
إن أهم أولوياتنا في الوقت الراهن يتمثل في هزيمة الانقلاب وبناء مؤسسات الدولة وتعزيز وجودها لتتمكن من أداء وظيفتها في تقديم الخدمات للمواطنين جميعا وتطبيع الحياة بشكل كامل.
إن جهود الحكومة وجهود السلطات المحلية كبيرة ونحن نقدرها وندرك حجم الصعوبات التي تواجهها، لكننا في وضع استثنائي يحتاج إلى جهود استثنائية وأيادي قوية، وإرادة صلبة، وعقول حكيمة تتجاوز التحديات وتحشد المجتمع في طريق بناء الدولة واستقرارها.
هناك نجاحات كثيرة يمكن أن نشير إليها وعلى مختلف المجالات، لكن احتياج المجتمع من الخدمات الأساسية والضرورية والكوارث التي تعصف بالبلاد أكبر من كل الجهود وهي بحاجة إلى رجال يحملون هذا الهم بعزيمة جنود المعركة وفرسان الحرب، فالحرب ليست عسكرية فقط وكل موظف في جهاز الدولة لا يقوم بوظيفته إنما يخون هذا الوطن ويخون أبناء شعبه، ولهذا فإن العمل يجب أن يتضاعف ويتجاوز كل الصعوبات.
نحن في معركة شاملة وعلينا جميعاً أن نكون جنوداً مخلصين أوفياء لهذا الشعب الكريم، فهذا الشعب شعب عظيم وعزيز يستحق منا خدمته والتضحية من أجله.
الرسالة الرابعة :-
إلى كافة أبناء شعبنا اليمني من صعدة إلى المهرة، لا تفقدوا الأمل ولا يصيبكم الإحباط جراء ما تقوم به المليشيات الحوثية أو التعقيدات المتزايدة التي تواجهها الدولة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية.
نعلم أن الحرب قد طالت وقد عم بلاؤها كل بيت، ولكنها حرب فرضت علينا، نحن لم نكن نريد هذه الحرب، ولقد بذلنا كل وسعنا لتفاديها،، الحرب ليست خيارنا، بل هو واجبنا تجاه وطننا وشعبنا وعلينا أن نقوم بواجبنا في الدفاع عن وطننا ودولتنا وأمننا واستقرارنا، ولن نخذل شعبنا مهما كلف الأمر.
ثقوا.. سننتصر بإذن الله. وسنمضي نبني اليمن الاتحادي الجديد، وسينتهي الظلم والاستبداد، تجاوزوا أي خلافات ورصوا صفوفكم وتعاونوا فيما بينكم، و أدعو الأحزاب السياسية جميعاً إلى توحيد كلمتها وجهودها.
رسالتي الأخيرة:-
إلى الحوثيين.. أقول لكم، أما حان الوقت أن تتوقفوا عن جرائمكم؟ ألم تكفكم أربع سنوات من الدمار والقتل..؟ انظروا من حولكم إلى بلدنا المدمر بسبب نزواتكم وأطماع إيران التي ارتميتم في أحضانها، أنظروا لشعبنا المشرد وبلدنا الممزق وشبابنا المهدور، أن بلدنا هي بلدكم وأنتم يمنيون، فلا ترهنوا حاضر ومستقبل البلد لأعداء اليمن، لقد مددنا أيدينا لكم من أجل السلام ونمدها اليوم مرة أخرى، من موقع المسؤولية، فاليمن أغلى وأعز وشعبها عزيز وكريم.
ختاماً:
توجه بالتحية لكل من يبذل جهدا في سبيل الوطن، لجيشنا الوطني البطل المدافع عن وطنه وقضيته، لكل رجل امن يحرس شعبه ووطنه، لكل مسئول يقوم بواجبه، لكل موظف يؤدي دوره، لكل مواطن يساهم في بناء دولته.
والتحية والإكبار لمن هم أكرم منا جميعا، شهدائنا الذين بذلوا دماءهم الغالية رخيصة من أجل الوطن، ولكل الجرحى ولكل المعتقلين ظلماً في السجون، ولكل وطني حر يعشق تراب وطنه ويبذل من أجله كل جهد وعطاء، ومن حضرموت أقول سلام لكل يمني حر في كل مكان،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رسائل الرئيس:
إلى أعضاء مجلس النواب:
عليكم إنجاز المهام التشريعية والرقابية ودعم جهود السلطة التنفيذية لاستعادة الدولة وبسط نفوذها وإنهاء الانقلاب..
إلى المجتمع الدولي ورعاة السلام:
عليكم إيقاف مماطلة ورفض مليشيات الحوثي لكل جهود السلام والضغط عليها لتنفيذ الاتفاقات وإيقاف حربها على أبناء الشعب..
إلى الحكومة والسلطات المحلية:
ضرورة مضاعفة الجهود وتجاوز التحديات بإرادة صلبة وإيادٍ قوية وعقول حكيمة وحشد المجتمع لبناء الدولة واستقرارها.
نحن في معركة شاملة وعلينا جميعا أن نكون جنودا مخلصين أوفياء لهذا الوطن وشعبنا العظيم يستحق التضحية!
إلى أبناء الشعب:
لا تفقدوا الأمل ولا يصيبكم الإحباط.. سننتصر وسنمضي لبناء اليمن الاتحادي وسينتهي الظلم والاستبداد ولن نخذل شعبنا
إلى الانقلابيين:
أما حان الوقت لتتوقفوا عن جرائمكم ويكفيكم أربع سنوات من الدمار والقتل!
بسبب نزواتكم وأطماع ايران بلدنا مدمّر وممزق وشعبنا مشرد ولا ترهنوا حاضر ومستقبل بلادنا لأعداء اليمن

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد