وزير الخارجية الروسي يعترف بأن موسكو تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة في اليمن..

السعودية فقدت دورها في اليمن لصالح الإمارات والروس كثفوا من اتصالهم بـ "السلطة الثالثة" في عدن

2019-04-17 00:27:43 أخبار اليوم/ متابعات


قال تقرير أميركي "إن فقدان السعودية دورها القيادي في التحالف المناهض للحوثيين لصالح حلفائها الإماراتيين، الذين باتوا يلعبون الآن الدور الرئيسي في الحملات العسكرية التي تعتمد نتائجها- غالبًا- على مشاركة أبو ظبي، يعتبر أحد الأسباب التي جعلت موسكو تتواصل مع المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات".
وكشف موقع "المونيتور"- في تقرير ترجمه "يمن شباب نت"- أن شركات عسكرية روسية خاصة بدأت تنشط في جنوب اليمن، مرجحاً- بدرجة كبيرة جداً- أن تكون تلقت دعوة من قبل الإمارات التي يُعرف عنها استئجار العديد من المرتزقة الأجانب للعمل في محافظات جنوب اليمن.
ومؤخرا قام وزير الخارجية الروسي/ سيرجي لافروف، بجولة في مصر والأردن في الفترة من 5 إلى 7 أبريل/ نيسان، أثار- خلالها- مسألة الحرب في اليمن وعملية المصالحة، إضافة لقضايا أخرى مع نظيره المصري.. وفي مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية المصري/ سامح شكري، كرر لافروف دعم روسيا لاتفاق ستوكهولم بشأن اليمن.
وقال لافروف "بصورة عامة، يجري الالتزام بوقف إطلاق النار، على الرغم من حدوث خروقات عدة". واضاف "وكما هو الحال مع أي صراع آخر، يكمن الطريق الوحيد لتحقيق السلام في أن يتوصل اليمنيون أنفسهم إلى اتفاق حيث يجب على أي طرف خارجي قادر على التأثير على مختلف المجموعات المحلية أن يشجعهم على التفاوض بدلاً من إثارة العنف".
وأوضح التقرير أنه "على الرغم من أن سوريا وليبيا تحتلان مرتبة أعلى من الصراع باليمن، على سلم أولويات السياسة الخارجية الروسية، إلا أن موسكو أظهرت مؤخراً استعدادها لتكثيف العمل على المسار اليمني بهدف مساعدة أطراف النزاع على إيجاد حلول لإنهاء الحرب".
وتابع "وفي الوقت نفسه، ونظرًا لتاريخ روسيا الطويل في العلاقات مع اليمن، فإن موسكو تسعى أيضًا إلى تحقيق مصالحها الخاصة في البلاد"، ولهذا السبب ـ يؤكد التقريرـ تبقي موسكو على الاتصالات الحالية مع الأطراف المتصارعة من جهة، وتعمل على إقامة علاقات من أطراف جديدة من جهة أخرى.
وفي الآونة الأخيرة أيضاً، قام عيدروس الزبيدي، رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وهاني بن بريك، رئيس الجمعية الوطنية للمجلس، بجولة إلى موسكو بدعوة من وزارة الخارجية الروسية.
يشار إلى أن زيارة الزبيدي موسكو تزامنت مع زيارة السفير الروسي في اليمن فلاديمير ديدوشن مدينة عدن (العاصمة المؤقتة)، ومن المفترض أن تتم إعادة فتح القنصلية الروسية قريباً، حيث قد تمثل القنصلية روسيا لدى مؤسسات جنوب اليمن، وخاصة الانتقالي الجنوبي، الذي يسيطر على معظم عدن والعديد من المناطق الجنوبية، ويرفض أن يكون تابعاً لحكومة الرئيس اليمني/ عبد ربه منصور هادي.
ولهذا السبب، يرجع التقرير مسألة إقامة موسكو علاقات تامة مع الانتقالي الجنوبي الذي بدأ يلعب تدريجياً دور "السلطة الثالثة"، نظراً للدعم الإماراتي.
وعلاوة على ذلك ـ يؤكد تقرير "المونيتور"- بأن علاقات موسكو التاريخية مع جنوب اليمن، والتي تعود إلى الحقبة السوفيتية، لعبت دورًا مهمًا في الحوار الروسي مع الانتقالي الجنوبي. مشيراً إلى تلقي عدد من المسؤولين رفيعي المستوى في الانتقالي الجنوبي للدراسة في مؤسسات تابعة للاتحاد السوفياتي.
ولفت التقرير "بأن روسيا لاتزال تحافظ على علاقات وثيقة بحكومة هادي، حيث تم تدشين المرحلة الجديدة من هذه الشراكة، مع زيارة وزير الخارجية اليمني/ عبد الملك المخلافي لروسيا في يناير 2018".
وذكر التقرير بأنه في السابق، كانت آمال موسكو الأكثر تفاؤلاً بشأن اليمن تشمل الرئيس اليمني السابق/ علي عبد الله صالح- الذي كان ينظر إليه باعتباره الرقم الذي يمكن قبوله من قبل جميع الأطراف- ومع ذلك، فإن مقتله في ديسمبر 2017 على أيدي حلفائه السابقين الحوثيين، عطل خطط روسيا بخصوص المسار اليمني، مضيفا بأنه "وعلى الرغم من الحفاظ على الاتصالات مع الحوثيين، أغلقت موسكو بعثتها الدبلوماسية في صنعاء، ونأت بنفسها عن الحوثيين بشكل كبير، وبدأت تتعاون عن كثب مع هادي وأنصاره في تحالف الدول الذي تقوده السعودية".
وخلص التقرير إلى أنه، وفي هذا السياق، تثبت اتصالات روسيا مع المجلس الانتقالي الجنوبي-وهو مكون دخل في علاقات مضطربة مع هادي، وأحيانًا ما انخرط في مواجهة مسلحة مباشرة – تثبت الاتصالات الدور القيادي للإمارات في الصراع، مع الأخذ في الاعتبار أن أبو ظبي- على وجه الخصوص- سمحت للانتقالي الجنوبي بالتحول إلى مكون سياسي مرن، مكنته من بناء وتطوير خطط طموحة لإعادة بناء دولة جنوب اليمن المستقل.
وأوضح بأنه، وفي الأساس، كانت الجماعات المسلحة المرتبطة بـالانتقالي الجنوبي، جنباً إلى جنب، مع القوات الإماراتية، هي الفصائل التي حددت نتائج معركة الحديدة، مما أجبر الحوثيين على التفاوض وتقديم تنازلات في ستوكهولم لأول مرة منذ بداية النزاع.
وفي غضون ذلك، يتعين على المملكة العربية السعودية والرئيس هادي وضع رهاناتهما على الإصلاح، بالإضافة الى "جماعات سلفية متنوعة".
ويربط كاتب التقرير دعم روسيا للفصائل المنضوية تحت رعاية أبو ظبي- أيضاً- بالسياق العام للعلاقات الروسية الإماراتية، حيث أصبحت الإمارات تدريجياً الشريك الرئيس لروسيا في الشرق الأوسط..
وأضاف التقرير "كثيراً ما تجد البلدان تقاسمها المواقف ذاتها تجاه العديد من القضايا الإقليمية. فعلى سبيل المثال، أعادت الدولة الخليجية افتتاح بعثتها الدبلوماسية في دمشق مؤخرًا، وأثبتت استعدادها لاتخاذ خطوات لإعادة الشرعية إلى النظام السوري.. من جانبها، تُبرز روسيا جهودها لدعم حلفاء الإمارات العربية المتحدة بشكل مكثف مثل الجنرال خليفة حفتر في ليبيا".
ولهذا السبب- أيضا ـ يرى الكاتب استعداد روسيا للتعاون مع الانتقالي الجنوبي، الحليف الآخر لدولة الإمارات العربية المتحدة، بمثابة مؤشر آخر على هذا الاتجاه.
في الوقت نفسه، يرى التقرير بأن "عين موسكو على الأرباح التي يمكن جنيها من الانخراط في اليمن الذي يشهد- فيه الوقت الحالي- تزويد روسيا اليمن بكميات كبيرة من الحبوب، حيث يعد اليمن ضمن أكبر عشر دول مستوردة للحبوب الروسية والمنتجات المشتقة من الحبوب. ومنذ 1 يوليو 2018، حتى 29 فبراير 2019، اشترت اليمن 953.000 طن من الحبوب، بزيادة. بنسبة 19? عن نفس الفترة من 2017-2018".
وتابع التقرير "بأن مصالح روسيا في اليمن لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية التي تتجاوز صادرات الحبوب لتشمل التعاون العسكري التقني وإنتاج النفط وبناء السكك الحديدية" وأشار إلى أن روسيا ربما تستفيد من إحياء خطة بناء قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى التي كانت اقترحتها السلطات العسكرية السوفياتية منذ عقود، حيث لم تنفذ الخطة مطلقًا".
وأضاف "حالياً تعد الإمارات العربية المتحدة الفاعل الأكثر نفوذاً في الجزيرة، وهي- حقيقة-تسببت بالفعل في خلاف دبلوماسي بين الرئيس هادي وأبو ظبي".
وذكر التقرير بأن الانتقالي الجنوبي والإمارات العربية المتحدة يسيطران على أماكن أخرى يمكن فيها إنشاء قواعد عسكرية، مثل تلك السواحل ذات الأهمية الاستراتيجية في مضيق باب المندب وعدن، حيث باب المندب يعتبر ممراً للملاحة العالمية وكذلك موقع شهير للقواعد البحرية. كما أن للولايات المتحدة وفرنسا والصين والإمارات العربية المتحدة وحتى اليابان قواعد بحرية في جيبوتي المجاورة.
وبالتالي، فإنه- وفيما يتعلق بالمسار اليمني- من الأهمية بمكان بالنسبة لروسيا الحفاظ على الاتصالات مع الإمارات العربية المتحدة والانتقالي الجنوبي وتطويرها. ومن المحتمل أن الانتقالي الجنوبي لن يحتفظ فقط بسلطته الفعلية على جنوب اليمن، بل إنه سيضفي عليها الشرعية أيضًا.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد