واصلت مليشيات الحوثية الانقلابية، هجماتها وقصفها العشوائي، غرب محافظة الضالع، وسط اليمن، محققة انتصارات جديدة، وسط غياب تام لطيران التحالف العربي واتهامات بخذلان الشرعية للمواطنين الذي أجبروا على النزوح بأعاد كبيرة.
وشهدت أمس، جبهة الحشاء، مواجهات عنيفة، بين المليشيات الحوثية وقوات الجيش والمقاومة في مواقع الخضراء والتباشع والزقماء.
وأفادت مصادر ميدانية، بمحاولات مستمرة للمليشيات للتقدم وقطع خط الزقماء، وقطع خط الإمداد عن مديرية الحشاء والوصول إلى أولى منطقة حجر بمديرية الضالع.
وتحدثت المصادر عن تمكن الجيش من كسر هجوم الحوثيين وطردهم من جبل المشواف بالحشاء عقب معارك عنيفة.
فيما ذكر مصدر محلي بأن المليشيات تمكنت من السيطرة على عدة قرى في مديرية الحشا بمحافظة الضالع ووصلت إلى قرب سوق الفاخر المحاذي لمدينة قعطبة.
وأكد المصدر بأن المليشيات الحوثية قصفت بالمدفعية الثقيلة والكاتيوشا المناطق السكنية في قعطبة، متسببة في نزوح عشرات الأسر وتركها منازلها بعد تعرض بعضها لأضرار كبيرة جراء القصف الحوثي.
وقالت شهود عيان إن قرى مناطق "الوحج والأعشور وبلاد اليوبي" شهدت نزوحا كثيفا، وان بعض القرى شهدت نزوحاً جماعيا بسبب المواجهات والقصف العشوائي الذي أدى إلى تساقط بعض القذائف في منازل المواطنين.
وفي جبهة بيت الشوكي لا تزال المواجهات على أشدها بين القوات المشتركة ومسلحي الحوثي الذين تسللوا إلى بيت الشرجي حيث تدور مواجهات ليلية هناك.
وأكدت مصادر عسكرية لـ«أخبار اليوم» غياب شبه تام لطيران التحالف عن اسناد ودعم القوات الحكومية والحزام الأمني بالضالع، التي تخوض منذ ايام مواجهات عنيفة مع المليشيات الحوثية.
وقالت المصادر لـ«أخبار اليوم» إن خذلانا وتواطؤا كبيرا من الشرعية والتحالف العربي، بالتزامن مع تكثيف المليشيات الحوثية هجومها مستعينة، بالمتحوثين والخونة ممن ارتموا في أحضان الجماعة الانقلابية من المشايخ والقيادات العسكرية وعلى رأسها قياد اللواء 30 مدرع السابق الصيادي.
وأشارت المصادر إلى احتشاد المليشيات بأعداد كبيرة بعد سيطرتها على العود وحمك، للهجوم على منطقة مريس وسط قصف مدفعي مستمر في خطوط المواجهة الأمامية.
وأوضحت المصادر بأن أبناء الضالع تداعوا للمشاركة في الدفاع عن مناطقهم ومعهم أبناء الجيش والمقامة، بعد خذلان وتواطؤ التحالف والشرعية، وعدم تقديمهم الأسلحة والإسناد الازم لمواجهة صواريخ ودبابات الحوثيين.
من جهته طالب مستشار الرئيس اليمني/ ياسين مكاوي، المكونات الجنوبية بتوحيد صفوفهم والعمل من أجل استعادة مؤسسات الدولة وفرض الأمن والاستقرار في مختلف المدن، محذراً من خطورة الهجوم الحوثي على مدينة الضالع الجنوبية المحررة في ظل حالة التفكك والتوهان.
وحذر مكاوي من أن الخطر الذي يشكله الانقلابيون على المناطق المحررة يعود إلى حالة التشظي بين فصائل الحراك الجنوبي السلمي المتعددة والقوى الجنوبية الأخرى وإلى غياب الإيمان الحقيقي بعدالة القضية الجنوبية، وهو ما يعتبر إشارة إلى تورط الانتقالي الجنوبي بقيادة عيدروس الزبيدي وبن بريك، فيما يحدث من زحف حوثي باتجاه المناطق المحررة، حيث ينازع المجلس الدولة شرعيتها ويتحكم بالوحدات العسكرية والأمنية الممولة من الإمارات.
وحث مستشار الرئيس الأطراف الجنوبية- بما فيها الانتقالي - على ضرورة بلورة رؤية واحدة يسوسها التوافق بالنظر للتحديات الجمة التي تواجه بلدنا تكون أولويتها التأكيد على شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي طريقاً لإنهاء الانقلاب الحوثي ووضع خطوات سياسية مدروسة تمكن الشعب من تحقيق غاياته بشكل سلس بعيداً عن الشطحات التي لن تقودنا إلا إلى المزيد من المآسي.