نفت مصادر محلية بمحافظة عدن، حصول الأفارقة المحتجزون لدى الأجهزة الأمنية بالمحافظة أية معونات غذائية من قبل الهلال الإماراتي.
وكانت وسائل إعلام ممولة من الإمارات أفادت بأن الهلال الأحمر الإماراتي سيقوم- صباح الثلاثاء- بتقديم الف وجبة غذائية للاجئين القادمين من أثيوبيا إلى عدن، إلا أن المصادر المحلية التي تحدثت لـ"أخبار اليوم" نفت أن يكون الأفارقة المحتجزين قد تلقوا أية وجبات غذائية من الهلال الإماراتي.
ويأتي ذلك بعد إعلان محافظ عدن/ أحمد سالم ربيع، تخلي السلطات عن مسؤوليتها تجاه الفارقة المحتجزين لديها.
جاء ذلك خلال زيارته لمبنى مكتب منظمة الهجرة الدولية بالعاصمة عدن.
والتقى المحافظ أحمد سالمين بالقائم بأعمال مدير مكتب منظمة الهجرة الدولية بعدن/ محمد جعفر محمد والمسؤولين في المنظمة.
وحمل محافظ عدن، مكتب منظمة الهجرة الدولية المسؤولية في سرعة ترتيب وتأمين أوضاعهم الغذائية والصحية والانسانية والإيوائية في معسكر اللواء الخامس الذي قد تم تخصيصه لإيوائهم ،والعمل وبشكل عاجل في إعادة ترحيلهم إلى أوطانهم باعتبار دخولهم غير شرعي والأوضاع في عدن واليمن عموما لا يحتمل مزيدا من قدوم المهاجرين غير الشرعيين.
وكان مدير أمن محافظة عدن اللواء/ شلال علي شايع، قد أبلغ رسميا مكتب منظمة الهجرة الدولية بإعلان المحتجزين من المهاجرين الغير شرعيين أضرابهم عن الطعام، مطالبين بسرعة إعادتهم إلى أوطانهم، مؤكدا بانه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة في نقل المحتجزين إلى معسكر اللواء الخامس ولن يسمح لمثل هؤلاء بالبقاء أو التجمع والتوافد إلى اي موقع داخل مدينة عدن .
وكانت الأجهزة الأمنية قد احتجزت آلاف اللاجئين الأفارقة قدموا إلى عدن في حملة أمنية ووزعتهم على أقسام الشرطة قبل أن تنقلهم إلى ملعب المنصورة, ودعت السلطات المحلية في عدن والمنظمات الدولية المعنية باللاجئين إلى توفير لهم الغذاء والماء.
وذكر مصدر أمني في عدن، أن عدد المحتجزين من الأفارقة في شرطة الشيخ عثمان ارتفع، إلى ألفين وخمسمائة فرداً، وفي شرطة القاهرة إلى 530 فردا، والمئات في أقسام أخرى بعضهم مصاب بوباء الكوليرا، لافتا إلى أن عدد الأفارقة الذين تم تجميعهم تجاوز خمسة آلاف.
وطالب المصدر الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات اللازمة لإنقاذ الأفارقة المحتجزون لدى أقسام الشرطة؛ حيث أن مركز الشرطة لا يستوعب هذه الأعداد الكبيرة وتحمل مصاريفهم من أكل وشرب.
ودعا مدير قسم شرطة الشيخ عثمان العقيد/ محمد صالح مُطيع، الجهات المختصة بالإسراع كون أن هناك 10 أشخاص حالتهم حرجة مصابين بمرض الكوليرا، ويخشى على البقية من تفشي المرض فيما بينهم، الأمر الذي يهدد أفراد مركز الشرطة أيضا.
وقال أن الشرطة نفذت حملة لضبط اللاجئين غير الشرعيين المنتشرين في شوارع المديرية منذ فجر السبت وأن مبنى الشرطة غير مهيأ أصلاً لحجز مثل هكذا عدد ضخم، لكن مع ذلك تم التعامل مع الموقف لافتاً إلى أن ما يحتاجه اللاجئون من غذاء ومشرب تم توفيره بجهود ذاتية في بادئ الأمر ولكن بصعوبة بالغة.
وذكر أنه وعلى مدار يومين ساهم أحد التجار في توفير الغذاء للمحجوزين بعد معرفته بقدر الضغط المفروض على ادارة الشرطة.
وأشار إلى أن تعليمات علياء صدرت بنقلهم من قسم الشرطة إلى ملعب نادي شباب المنصورة، حيث سيتم جمعهم هناك من كل أقسام الشرط والتي باشرت أعمال حجز اللاجئين منذ مطلع الأسبوع الجاري.
ويعاني عشرات المحتجزون أمراض أخرى غير الكوليرا فضلاً عن الإجهاد وسوء التغذية.
وتحدثت مصادر خاصة لـ"أخبار اليوم" عن انتهاكات تمارس في حق الأفارقة الذين قامت قوات الحزام بتجميعهم في حملة مستمرة منذ 3 أيام وسجنهم في أقسام شرطة ومن ثم نقلهم إلى ساحة احد الملاعب بالمدينة .
وأشارت إلى أن أقسام الشرطة فشلت في تقديم الوجبات الغذائية اليومية والرعاية الصحية.
من جهته طالب مصدر مسئول في السلطة المحلية الحكومة بتشكيل لجنة وللمنظمات الدولية بسرعة التدخل لإنقاذ حياة ما يقارب خمسة آلف أفريقي محتجز لا يجدون الرعاية الغذائية والصحية.
وتحدث المصدر المسئول عن انتهاكات فضيعة تمارس ضد المحتجزين منها الضرب العنيف ونهب مستلزماتهم الشخصية ولم يستبعد المصدر لدى حديثه للصحيفة، حدوث حالات تحرش يمارسها جنود وأفراد دون علم قيادتهم.
وكانت تقارير حقوقية دولية سابقة اتهمت أجهزة الأمن في عدن بالتحرش الجنسي ضد المهاجرين والنازحين الأفارقة خاصة الأطفال والنساء.