عادت الحياة إلى مدينة تعز وعاد الهدوء والسكينة العامة لإحيائها وحواريها، وشعر المواطنين بالاطمئنان والطمأنينة مع إشراقة شمس الصباح يوم أمس، فخرج أبناء تعز للشوارع كل في عمله ووجهته، وتوجه الطلاب والطالبات لمدارسهم، لتعود الحياة إلى طبيعتها السابقة قبيل الصراع الدامي المؤسف.. عادت الحالمة المدينة الجميلة إلى طبيعتها، للأيام الهادئة، وعاد معها أبناء المدينة إلى أيامهم الطبيعية ففتحت الشوارع وعادت المحلات للفتح والبيع والشراء وخرج الناس يشترون حاجياتهم والأطفال يلعبون ويلهون، ليعود قلب الحالمة للنبض بعد موت سريري لعدة أيام هي تعز، وفي تعز تنتصر دائما إرادة الحياة على إرادة الموت، حب الحياة على رغبة الموت هذه هي تعز المدينة وهؤلاء هم التعزيون، الذين لا يستسلمون للموت ومن بين الركام تنبعث الحياة، وهنا سر تعز عادت للحياة، بعد خروج ميليشيات "ابو العباس" من المدينة وتوقفت الاشتباكات وهدأت الأمور وتغلبت رغبة الحب والسلام على الروح الشريرة لإحراق تعز، لتنجح لجنة التهدئة في إخراج المسلحين وتطبيع الحياة وإعادة الروح للجسد التعزي ولتنبض القلوب من جديد وتنفست تعز الصعداء هواءً نقيا بعد أن فتحت صفحة جديدة في حياتها وأيامها القادمات..
خرج المسلحون، فعادت تعز إلى الحياة، توقفت لعلعة الرصاص فنبضت قلوب التعزيين من جديد، هدأت أصوات المدافع فارتفعت أصوات الأطفال فرحاً وطرباً وهكذا هي تعز تمرض، لكنها لا تموت أبداً!! هي صفحة وانطوت ولتعيش تعز بسلام واطمئنان في كل أيامها القادمات..
نشاط حكومي

وشهدت المدينة- أمس- ومن الصباح الباكر حركة نشيطة ودؤوبة من قبل قيادات السلطة المحلية وذلك لتطبيع الحياة في أحياء وحواري المدينة وخاصة المناطق التي شهدت الاشتباكات وتركزت فيها خاصة في المدينة القديمة وباب الكبير وباب موسى وحي وادي المدام والجمهوري وعقبة مفرح، أهداف الزيارات بعث رسالة اطمئنان للساكنين وإشعارهم بأن يعودوا لممارسة حياتهم الطبيعية وتجاوز ما حصل وهذا ما أكد عليه وكيل أول محافظة تعز/ عبد القوي المخلافي وهو يزور هذه المناطق، إذ اطلع الوكيل المخلافي على سير العمل في أقسام شرطة الباب الكبير وباب موسى وزيارة الأسواق فيها والتجار، وثمن جهود ومواقف الأهالي في المدينة القديمة في تطبيع الحياة خلال الأعوام السابقة، والوقوف إلى جانب السلطة المحلية لبسط نفوذ الدولة وتحقيق الأمن.
ووجه وكيل المحافظة، بإصلاح باب موسى التاريخي ووعد بأن السلطة المحلية- بقيادة محافظ المحافظة الأستاذ/ نبيل شمسان- ستتولى ترميم جميع المرافق الحكومية في المدينة القديم وتوفير كافة الخدمات ومعالجة الأخطاء، مثمناً جهود إدارة أقسام المدينة القديمة وإدارة مشفى المظفر بالقيام بدورها.
وقال الدكتور المخلافي إن السلطة المحلية والأجهزة الأمنية هي ذراع المواطن والحصن الذي يحتمي به في مواجهة كل ما يهدد الأمن والاستقرار، مضيفا: " نحن خدام للمواطن في المدينة القديمة وسائر محافظة تعز "متعهدا بالمضي في حماية السكينة العامة حتى يشعر المواطن بالأمان، مثمنا الدور الوطني لأبناء المدينة القديمة في المشاركة في صفوف المقاومة والانخراط في صفوف المؤسسة الأمنية والعسكرية..
كما أشاد بالجهود التى بذلت من لجنة التهدئة في إنهاء بؤرة الصراع وتنفيذ قرارات إخلاء المدينة القديمة، خصوصاً والمدينة بشكل عام من المسلحين والتزامهم بواجباتهم الوطنية والقانونية في الحفاظ على مؤسسات الدولة والممتلكات العامة وأمن وسلامة المواطنين.
كما تفقد المخلافي، سير العمل في مستشفى المظفر، مشددا على رفع مستوى الأداء فيها من أجل خدمة الموطنين، مشيداً بصمود الأطباء والعاملين في مستشفى المظفر خلال الأربعة الأعوام الفائتة من عمر الحرب من خلال تقديمهم الخدمة الطبية للمواطنين ومعالجة جرحى الجيش الوطني بالمحافظة.
موقف سياسي!

على صعيد السياسة في المدينة وتفاعلاتها كان للأحزاب موقفها من الأحداث التي وقعت والاتفاق الذي وقّع بين الأطراف المحلية، إذ عقدت الهيئة التنفيذية لتحالف القوى السياسية المساندة للشرعية بمحافظة تعز اجتماعاً طارئاً- صباح أمس-كُرّس الاجتماع لمناقشة المستجدات والأحداث المؤسفة التي حدثت خلال الأيام الماضية في المدينة القديمة، ليخرج بالعديد من القرارات الهامة، إذ بارك تحالف القوى السياسية تنفيذ الاتفاق الذي رعته لجنة التهدئة وإنهاء الوضع، وانتقال أفراد الكتيبة الخامسة التابعة للواء 35 مدرع إلى مسرح عملياتها في منطقة الكدحة، وتحمل الأجهزة الأمنية المسؤولية الكاملة في حفظ الأمن والاستقرار وحماية الأهالي والممتلكات الخاصة والعامة في كافة المناطق والأحياء بمدينة تعز، ومتابعة المطلوبين أمنياً وإلقاء القبض عليهم وبدون استثناء.
كما يدعو التحالف إلى إنهاء أي مسميات أو تشكيلات ودمجها بالجيش الوطني، بصورة كاملة ومهنية، طبقا للأصول العسكرية في بناء القوات المسلحة الوطنية.
وتوجه تحالف القوى السياسية بالشكر الجزيل للجنة التهدئة وعلى رأسهم الشيخ/ عارف جامل ود/ عبدالحكيم عون، واللواء الركن/ عبدالكريم الصبري وكلاء المحافظة والعميد/ عدنان رزيق القميشي- رئيس عمليات المحور، قائد اللواء الخامس حرس رئاسي وبقية أعضاء اللجنة على جهودهم الطيبة والتي أثمرت بنزع فتيل العنف وحقن الدماء وتجنيب مدينة تعز المزيد من المآسي والويلات.
وتوجه تحالف القوى السياسية بالشكر الجزيل للكتيبة الخامسة التابعة للواء 35 مدرع قيادةً وأفراداً على تعاونهم وتجاوبهم في تنفيذ الاتفاق المشار إليه.. والشكر-أيضاً- موصول للحملة الأمنية قيادةً وضباطاً وأفراداً على إنجاز وإتمام الاتفاق بكل مسئولية.
كما يدعو تحالف القوى السياسية لجنة التحقيق القضائية إلى استكمال أعمالها حتى تاريخ 26 أبريل 2019م، كما يدعو إلى جبر ضرر الضحايا وتعويض المتضررين وبشكل عادل ومنصف.
ويهيب تحالف القوى السياسية بوسائل الإعلام الحزبية والمستقلة والإعلاميين والناشطين، استشعار المسؤولية، والكف عن التحريض الإعلامي والمناكفات والمكايدات، وتوحيد الطاقات والجهود لمواجهة الميليشيات الانقلابية الحوثية، ودعم استكمال عملية التحرير، وعدم استهداف المؤسسات الرسمية، المدنية والعسكرية والأمنية.
ويشكر تحالف القوى السياسية الأخ معالي نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس/ أحمد الميسري، على اهتمامه وتواصله ومتابعته المباشرة لأعمال لجنة التهدئة والذي كان له أثر طيب في إنجاح تنفيذ الاتفاق.
ويدعو تحالف القوى السياسية الأخ الأستاذ/ نبيل شمسان- محافظ المحافظة- للعودة إلى مركز المحافظة ومزاولة أعماله ومهامه من مدينة تعز.
وأدعو الله العلي القدير أن يرشد الجميع إلى سواء السبيل، وأن يحقن دماء أهلنا وإخوتنا في تعز، وأن يعم الأمن والطمأنينة والمحبة والتعايش، وأن يتحقق النصر المؤزر على الميليشيات الانقلابية ويستكمل تحرير المحافظة.
تعز بيت الحكمة!
من جهة ثانية قال رئيس الدائرة الإعلامية لإصلاح تعز الأستاذ/ أحمد عثمان: إنه بتوقيع الاتفاق- الذي تم بين السلطة المحلية بتعز وكتائب "ابو العباس" وبسرعة قياسية تم تنفيذه- أثبتت تعز بذلك أنها بيت الحكمة وستبقى كذلك.
وأضاف الكاتب أحمد عثمان: المتابع كان يرى أن المدينة احترقت وأن القتلى بالمئات وأن النار اشتغلت ولن تنطفئ وغربان السوء وجدوها فرصة لنشر أكاذيبهم ورفع نعيق الويل والثبور وتأليب العالم على تعز!!
ويضيف في منشور بصفحته بالفيس بوك: أعداء هذه المحافظة والناقمون على دورها فركوا أيديهم فرحاً بانزلاق المدينة، لكن المدينة- التي تحرص على السلم والسلام حرصها على النظام وحضور الدولة- خيبت آمالهم وبكل المقاييس وبعيداً عن التفاصيل والتحليلات والمخاوف كان الاتفاق والتنفيذ السريع عبقرياً ومحسوباً لكل تعز وأطيافها وأطرافها..
شكرا للجميع بدون استثناء وشكراً للمهندسين والمساهمين والجنود المجهولة..
ستبقى تعز لجميع أبنائها ولن تتنازل عن قيم الدولة وسيتعلم أبناؤها من أخطائهم للحفاظ على هويتهم الوطنية ومشروعهم الجمهوري ولحمتهم الاجتماعية وسينبذ من يصر على الخراب والفتنة ونشر الفوضى وتقويض الدولة بعيداً، .بعيداً، ومن شذ شذ في حمم كراهيته..