العقيد الكازمي يستقيل والميسري يحذّر الانتقالي: ستجدون أنفسكم في "باب اليمن"..

إشهار الائتلاف الجنوبي في قلب عدن ورفض لتفخيخ الجنوب بمليشيا خارج الدولة

2019-04-28 08:31:36 أخبار اليوم/ خاص


أعلن يوم- أمس السبت- في مدينة عدن جنوبي البلاد، إشهار مؤتمر الائتلاف الوطني الجنوبي.
وعقد الائتلاف الوطني الجنوبي، السبت، مؤتمره العام الأول في العاصمة المؤقتة عدن تحت شعار (معاً نحو الدولة الاتحادية لتحقيق الإرادة الشعبية لأبناء الجنوب) بتمثيل من القوى السياسية والمكونات والحركات الشبابية والمرأة والشخصيات السياسية الجنوبية.
والائتلاف الجنوبي هو أكبر تكتل جنوبي مؤيد للشرعية، وكان مقرراً أن يعقد مؤتمره العام الأول في العاصمة المصرية القاهرة قبل أسابيع غير أن أسبابا كثيرة حالت دون ذلك.
وكانت جهود سابقة لعقد مؤتمر الائتلاف في العاصمة المصرية القاهرة، قادها نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية/ أحمد صالح العيسي، ووزير الشباب والرياضة/ نايف البكري، غير أنها باءت بالفشل، فتقرر عقد المؤتمر في العاصمة المؤقتة عدن، وهو ما رفضته عدد من مكونات الحراك الجنوبي، على رأسها المجلس الانتقالي.
وأقر المؤتمر- الذي حضره وزير الداخلية/ أحمد الميسري- جدول أعماله ووثائقه وأدبياته وشكّل لجانه وهيئاته القيادية.. وبعد نقاش مستفيض اتخذ المؤتمر جملة من القرارات وعدداً من التوصيات.
وأكد المؤتمر أنه وقف مطولاً أمام قضية الهوية الوطنية الجنوبية باعتبارها عمق القضية الجنوبية وأساسها، مؤكداً أن محاولات العبث بالهوية الوطنية وتزييف الوعي الوطني لخلق صورة مشوهة في ذهن الجماهير بأن شعبنا في جنوب الوطن اليمني هو شعب أبتر فاقد الهوية هو تجاوز فج لكل حقائق التاريخ ومسلمات الواقع.
وقال أن المراحل التي مرت بها دولة الوحدة وما شهدته من إخلال باتفاقيتها وتراجع عنها وإساءة لها عبر الممارسات الخاطئة والإقصاء والتهميش والتعدي على الحقوق مثل تدميراً لمشروع الوحدة الاندماجية، لكن ذلك لا يعني- بأي حال من الأحوال- الانسلاخ من الهوية الوطنية ومحاولة نسج هوية، لا تستند لأي إرث من التاريخ، فالهوية شيء والنظام السياسي شيء مختلف، فشعبنا اليمني- في شماله وجنوبه- قد عانى من مساوئ النظام السياسي الذي دمّر كل مقومات الحياة الكريمة ونكث بكل عهد ووعد.
ونوه إلى أن مخرجات الحوار الوطني التي تم التوافق عليها مثلت حلاً معقولاً للكثير من مشاكل الوطن ووضعت القضية الجنوبية في صلب مخرجاته وكانت فرصة رأى فيها كل حريص على الوطن مخرجاً آمناً، لكن- في الوقت الذي كان الوطن يضع أقدامه في طريق النجاة- فجّر تحالف الانقلاب حربه، وأشعل حرائقه في جسد وطن مثخن بالجراح، فأسقط- بدعم من إيران- مؤسسات الدولة وشن حرباً شاملة على كل الوطن بسلاح دفع الشعب ثمنه من دمه وعرقه وكرامته.
وأكد أن حرب الانقلابيين مثلت جرحاً عميقاً في الوطن عموما وفي الجنوب خصوصا، كما مثل المشروع الشعبي المقاوم لمليشيات الحوثي- الذي تكون في العاصمة عدن وبقية المحافظات- مثل حالة فريدة من الاستبسال والصمود والتضحية وكان له- بفضل الله وبدعم الأشقاء في التحالف العربي وبقيادة رئيس الجمهورية- الفضل في تحرير العاصمة عدن وبقية المحافظات من مليشيات الانقلابية التي عادت تجر خيبتها أمام صمود وتضحيات أبطال الجيش والمقاومة.
كما أكد على أن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية مثل سداً منيعاً في إيقاف المشروع الانقلابي وأدى الى تراجعه ودحره، وبفضل الله باتت المحافظات الجنوبية- باستثناء بعض مناطق الأطراف- محررة من غزو المليشيات الانقلابية وهو موقف سيبقى محفوراً في ذاكرة وضمير شعبنا.
ووفقا للبيان، وقف المؤتمر بقلق أمام الأوضاع المأسوية التي تعيشها العاصمة المؤقتة عدن من تدهور مريع للأمن واستهداف ممنهج لرموز المدينة من مقاومين وعلماء ودعاة وخطباء وأئمة وضباط وجنود ومن اعتداء على كرامة الانسان بالاختطاف والإخفاء خارج اطار القانون، ومن اعتداء وبسط على الأراضي، والعبث بالمخطط العمراني، والسيطرة على الممتلكات العامة الخاصة، ومن تعطيل لمؤسسات الدولة وتعدٍ عليها وانهيار مريع في الخدمات، في نهج تدميري يستدف مدينة السلام والصمود.
وأكد المؤتمر على أن العمل خارج مؤسسات الدولة وإنشاء كيانات وتشكيلات مسلحة خارج إطار مؤسسات الدولة ولا تتبع هيكلتها القيادية هو تفخيخ وتلغيم للجنوب، وأنه لابد من وقفة جادة أمام ذلك، كما أن صبغ تلك التشكيلات بطابع قبلي ومناطقي لا يخدم مستقبل الجنوب ولا استقراره.
وأكد الائتلاف الوطني الجنوبي على انفتاحه على كل المكونات والقوى الوطنية الجنوبية، بعيدا عن دعاوى الاحتكار والاستئثار ويرفض كل شعارات التخوين والتطرف ويمد يده لكل الشركاء، ويدعو إلى عمل وطني مشترك حقق الإرادة الشعبية لأبناء الجنوب.
وشدد الائتلاف أن المعركة الوطنية هي معركة إسقاط المشروع الإيراني الذي يستهدف اليمن والأمة العربية، وأنه يستوجب تحشيد كل القوى الوطنية خلف هذا المشروع لاستعادة الوطن ثم الشروع في بنائه وفق توافق وطني ينطلق من المرجعيات الوطنية والدولية.
كما أكد الائتلاف الوطني الجنوبي على أهمية تعزيز قيم الحياة المدنية في الساحة الجنوبية، وتجسيد قيم الديمقراطية واحترام تعدد الآراء والتنوع السياسي وأن تاريخنا الجنوبي يحتفظ بمرارة السلوك الشمولي الذي أنتج مآسي لاتزال آثارها حاضرة،، وإن إعادة إنتاج ذلك الماضي لم يعد مقبولاً في عالم اليوم وهذا يستوجب تفعيل دور الأحزاب السياسية والمكونات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني وحقها في ممارسة أنشطتها بحرية كاملة.
ودعا الائتلاف الى صياغة سياسة إعلامية تحمي الثوابت وتشيع ثقافة التسامح وتحصن المجتمع من ثقافة التطرف والعنصرية المدمرة.
وفي المؤتمر- الذي دعت له شخصيات سياسية وعسكرية ووجاهات اجتماعية وقبلية من أبناء الجنوبية- أكد وزير الداخلية/ أحمد الميسري- في حفل الإشهار- أن المؤتمر الشعبي العام الجنوبي يدعم الائتلاف الجنوبي، ويعول عليه كثيراً لتوحيد صفوف الجنوبيين، والوقوف مع جهود أي قوى سياسية تسعى لخدمة الجنوب.
ودعا الميسري، المجلس الانتقالي الجنوبي- الذي يرأسه عيدروس الزبيدي- إلى توحيد الصفوف لخدمة القضية الجنوبية معتبراً أن شعب الجنوب هو وحده من سيقرر مصيره، إما أن يكون ضمن الدولة الاتحادية، أو أن يصنع دولته المستقلة، بعيداً عن أية وصاية حسب تعبيره.
وحذر الميسري الجنوبيين، من حالة التشظي قائلاً “سنجد أنفسنا مرةً أخرى في (باب اليمن) حد وصفه، في إشارة إلى تقدم مليشيا الحوثي الأخير والسيطرة على مناطق مهمة في مديرية الضالع كانت قد سيطرت عليها قوات الجيش والمقاومة الجنوبية سابقا.
وسبق عقد المؤتمر حملة رفض جنوبية لعقده في عدن؛ كون القوى الانفصالية ترى فيه استهدافاً لمصالحها، وهو ما دفع نائب مدير أمن عدن، العقيد / علي ناصر بوزيد ( ابومشعل الكازمي) إلى الاستقالة من منصبه، عقب إقامة مؤتمر الائتلاف.
وعبر العقيد الكازمي في نص الاستقالة التي رفعها لوزير الداخلية عن رفضه لانعقاد الائتلاف.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد