"زراعة الألغام" جريمة ارتبطت بميليشيات الحوثي الانقلابية التي لم يسبق لجماعة ارهابية في العالم ان ارتكبتها مثلها في تأريخ البشرية ، فقد شكلت عمليات زراعتها في مختلف مناطق اليمن التي دخل اليها الحوثيون ، شكلت شاهدا عمليا على إرهاب هذه الجماعة المتمردة ، وتجاوز خطرها الى تهديد الحاضر والمستقبل على المدنيين ، كما انها باتت تهدد الامن الدولي بالالغام البحرية على خط الملاحة .
دون وازع من ضمير او ذرة إنسانية تقوم ميليشيات الحوثي بزراعة الالغام بكميات مهولة وارقام مفزعة ، قبل انسحابها من اي منطقة يحررها الجيش الوطني ، مستهدفة القرى والمحلات والمدن السكنية والطرقات والمزارع والمرافق العامة وصولا الى المراعي وكل ما يمكن ان يستفيد منه المدنيين ، لتلحق بهم الضرر وتزرع لهم الموت بدافع حقد دفين لم يشهد التأريخ مثيله ..
"أخبار اليوم" تابعت عبر هذا التقرير جانبا من آثار تلك الجريمة "زراعة الالغام" في المناطق المحررة بمحافظة حجة ، لتنقل صورة مصغرة لهذه الجريمة التي تمارسها الميليشيات مع سبق الاصرار والترصد بمختلف المحافظات وصولا الى تهديدها العالم ... الى التفاصيل :

أرقام مفزعة 
أتلفت الفرق الهندسية ب
ذكرت المنطقة العسكرية الخامسة بأنها أتلفت السبت المنصرم بالتعاون مع خبراء ألغام في التحالف العربي سبعة آلاف لغم وعبوة ناسفة مختلفة الصنع والاحجام ، كانت زرعتها مليشيا الحوثي الانقلابية في مناطق متفرقة من مديرية حيران وعزلة بني حسن التابعة لمديرية عبس بمحافظة حجة بعد ان تم الكشف عنها خلال الاسابيع الماضية .
وقال ردمان في تصريح نشره المركز الاعلامي للمنطقة " ان اجمالي ما تم انتزاعه من قبل الفرق الهندسية بلغ 32 الف لغم في كل من مديريات ميدي وحيران وعبس مؤكدا استمرارهم في تطهير المناطق المحررة من حقول الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي قبل دحرهم منها ، لتأمين حياة المواطنين العائدين لقراهم .ومدنهم.

خط الملاحة الدولي في خطر

المياه الاقليمية هي الاخرى لم تسلم من تلك الالغام ، حيث سبق وان تم انتزاع المئآت من الالغام البحرية ايرانية الصنع ، كانت زرعتها الميليشيات بالقرب من خط الملاحة الدولي .
وتشير قيادات عسكرية متخصصة بأن بقاء مساحات كبيرة من الساحل الغربي تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية سيزيد من تهديدهم للأمن والسلم العالمي .

جهود كبيرة لانتزاعها
وفي تصريح صحفي يؤكد قائد فصيل المهندسين في القوات ٨٠٠ بالمملكة العربية السعودية مواصلتهم مع شعبة الهندسة في المنطقة العسكرية الخامسة جهود ازالة الالغام التي زرعتها المليشيا في مساكن ومزارع المواطنين في المناطق المحررة بمحافظة حجة و السواحل الاقليمية ، مؤكدا ان زراعة الالغام تعد بالغة الخطورة تجاه المواطنين ، خاصة وانها زرعت بطريقة عشوائية .
وسبق أن تم تنفيذ ست عمليات لانتزاع الالاف من الالغام واتلافها طيلة السنوات الماضية ، بينما تعد هذه الاولى خلال العام الجاري .

مخاطر سابقة 
مخاطر تلك الالغام بدأت خلال الفترات الماضية ، حيث كشفت مصادر ميدانية عن استشهاد واصابة عشرات المواطنين في كل من ميدي وحيران من المزارعين والصيادين والاطفال والنساء ، فيما تسببت تلك الالغام في نفوق مئآت المواشي التابعة لهم .
ورغم الجهود المبذولة لإزالتها الا ان هناك مناطق واسعة لاتزال مليئة بحقول الالغام التي تهدد المدنيين في قادم الايام اذا لم تتواصل جهود الكشف عنها لتأمين مختلف المناطق تجاه السكان .

إمعان في الإرهاب

إمعان الميليشيات الحوثية على ارتكاب هذه الجريمة مع سبق الاصرار والترصد ، يؤكد بما لا يدع للشك منهجيتها الارهابية ، ورغبتها الكاملة في زراعة الارهاب ونشر الموت تنفيذا لشعارها القاتل الحاضر والمستقبل ، وبالمقابل فإن محاولات جر هذه العناصر الى السلام غير مجدية ، ونوعا من العبث واطالة معاناة اليمنيين .

حقد دفين على الشعب
كما تشير جريمة زراعة الالغام من قبل الحوثيين الى مدى حقدها الدفين على الشعب اليمني ، الذي تسعى بكل برامجها وانشطتها لقتله ، مستخدمة وسائل عدة لتنفيذ تلك الجرائم ، من خلال الدفع بعناصرها الى محارق الموت المحقق دون اي خطط او تكتيك عسكري بهدف زيادة عدد قتلاها ليس الا معظمهم من الاطفال ، الى جانب سياساتها الافقارية ليموت الشعب جوعا او بالاوبئة والامراض المنتشرة ، وبالقتل المباشر وتفجير المنازل وخطف وتعذيب المعارضين لها ، لتتوج كل ذلك بزراعة الالغام المهولة التي تهدد الحاضر والمستقبل بالفناء .

تساؤلات مشروعة 
وأمام هذه الجريمة "زراعة مئآت الالغام" يبقى السؤال ، ما الذي تبقى للمجتمع الدولي من أعذار تجاه اعلان هذه الميليشيات جماعة ارهابية والانطلاق نحو الحسم العسكري معها ؟ والى متى سيظل الشعب اليمني يدفع فاتورة تأخر إنهاء الانقلاب ؟ فكلما طال أمد ذلك تضاعفت الفاتورة على اليمنيين ، الا ان تلك المخاطر لن تتوقف عندهم فقط ، بل سيضطر العالم لدفع ثمن ذلك على اعتبار ان هذه الميليشيات باتت تهدد خط الملاحة الدولية كما اعلنت وتعلن دائما عبر مسؤوليها ..