كشفت شرطة محافظة تعز، أن عدد القتلى والجرحى الذين سقطوا خلال المواجهة التي شهدتها المدينة القديمة، مع العناصر الخارجة عن القانون، بلغ 115 بين قتيل وجريح، نصفهم مدنيون.
وبحسب إحصائية الشرطة، بلغ عدد العسكريين الذين سقطوا- خلال المواجهات- 6 قتلى، وأصيب 58 أخرين، فيما سقط 6 مواطنين، وأصيب 45 آخرين، بينهم نساء وأطفال.
وقال مدير أمن المحافظة العميد/ منصور الأكحلي- خلال مؤتمر صحفي عقده في مبنى ادارة الأمن- إن الاتفاق الأخير- الذي نتج عنه خروج المسلحين من أفراد الكتيبة الخامسة للواء 35 مدرع (كتيبة أبو العباس)- من الأحياء السكنية في المدينة القديمة وانتقالها إلى مسرح عملياتها في منطقة الكدحة غرب المحافظة، جاء نتيجة للتوجيهات السابقة التى أصدرها محافظ المحافظة رئيس اللجنة الأمنية/ نبيل شمسان، وسبق أن تم الاتفاق عليها.
وكشف الأكحلي، أنه لم يتم تسليم المطلوبين أمنياَ الذين حددتهم إدارة الشرطة، وطالبت بتسليمهم، مشددا- في ذات الوقت- بأن الأجهزة الأمنية ماتزال تطالب بتسليمهم، لإحالتهم للجهات القضائية.
وأوضح أن معظم الأسلحة الخفيفة خرجت من المدينة القديمة مع العناصر التي غادرت، في الوقت الذي لم يخرج من الأسلحة الثقيلة سوى جزء بسيط، مؤكداً أن المؤسسة الأمنية مستمرة في أداء مهامها وتحمّل مسؤولياتها في تأمين جميع المناطق السكنية في المحافظة، وهي على أهبة الاستعداد لمواجهة كل من يخل بالأمن في المحافظة ويحاول زعزعة استقرارها.
وشدد الأكحلي على أن التضحيات والنجاح الذي تم تحقيقه لن يذهب سدى، وأن الوضع تحت المراقبة المستمرة، ولن نسمح أن تتكرر الأخطاء التي حصلت خلال الحملات السابقة.
وعن وضع الأفراد المنتمين لكتائب "ابو العباس" غير المطلوبين للأمن، والذين لايزالون بالمدينة القديمة، أكد مدير الأمن أنه أصدر توجيهات صارمة بعدم التعرض لهم، ومالم يصدر من هؤلاء الأفراد أي خطر، فلهم كل الحماية، لأنهم بالنهاية مواطنون، والمواطن حقوقه مكفولة، وكرامته من كرامة الوطن وتعز.
ورداً على سؤال "أخبار اليوم" حول اشتراط كتائب "ابو العباس" على عدم مداهمة أي منزل بالمدينة القديمة مقابل الخروج.. وما أن كان ذلك يعد تعطيلاً لعمل الأمن وتدخلاً في اختصاصاته..؟ قال الأكحلي بأن ذلك الشرط هو تحصيل حاصل، وهو ناتج عن تخوف من أي انتهاكات قد تحصل، وبكل تأكيد أي منزل يشتبه فيه هناك إجراءات قانونية للتعامل مع ذلك.
وحول احتمالية خروج عناصر مطلوبة مع القوات التي غادرت، قال الاكحلي إن هناك عناصر مطلوبة خرجت، ونحن سنحرر مذكرات لتسليمهم للأمن، مشيراً إلى أن الشرطة لديها ملف ومذكرات بعثتها إلى الكتائب بالمطلوبين أمنياً، وأحد هؤلاء المطلوبين كان ولايزال مرافقاً شخصياً مع عادل عبده فارع (أبو العباس).
وأوضح أن أحد المتهمين باغتيال موظف الصليب الأحمر/ حنا لحود، لا يزال مع اللواء 35 مدرع وهو جندي باللواء.
وكشف عن تمكّن الشرطة من القبض على شخص يحمل الجنسية الجزائرية، وليس لديه جواز سفر، ولا إقامة، واعترف أنه كان يعمل على إلقاء محاضرات لهؤلاء الأفراد، ولا يزال التحقيق جارياَ لمعرفة كامل التفاصيل.
وأكد أن الحملة الأمنية ليست انتقائية، وشملت كل مناطق تعز، وصحيح لم تحدث في بقية المناطق ضجة كما حدث في المدينة القديمة، والسبب- بحسب الأكحلي- أن المطلوبين هناك لم يقاوموا الدولة كما حدث في المدينة القديمة، وتم القبض على مطلوبين منهم وتسليم منازل مواطنين تم الاستيلاء عليها.
وعن حملات التحريض والتشويه التي تشن ضد الأمن وحملاته، أوضح الأكحلي أن الكثير من الصحفيين والناشطين استغلوا أجواء الحرية بالمناطق المحررة بطريقة خاطئة، وفي الوقت- الذي نشجع فيه نحن حرية الراي والتعبير- نؤكد أننا لن نسمح باستغلال هذه الحرية بشكل خاطئ وسنستخدم الطرق القانونية لمحاسبة كل من يستهدف ويحرّض على المؤسسات الأمنية والعسكرية.
وخلال المؤتمر الصحفي أكد العميد الأكحلي أنه لا يمتلك أي صفحة في مواقع التواصل الاجتماعي وأن أي صفحة أو موقع يحمل اسمه لا يمت له بصلة، داعيا جميع الإعلاميين والمهتمين بالوضع الأمني الالتزام باستقاء الأخبار والمعلومات من المصادر الرسمية.
ووجه رسالة للمواطنين وخاصة أبناء وسكان المدينة القديمة، أن الأجهزة الأمنية ستبذل قصارى جهدها وكل طاقتها من أجل حماية المواطنين وممتلكاتهم فيها وفي بقية المناطق، ولن تسمح بحدوث أي انتهاكات أو مداهمات.
في ذات السياق، سلمت شرطة تعز- أمس الأحد- مجمع هائل سعيد التعليمي، والذي يقع وسط المدينة القديمة إلى مكتب التربية والتعليم بالمحافظة، بعد أن تم تحويله من قبل كتائب "ابو العباس" إلى مقر عسكري.
وتسبب تحويله إلى مقر عسكري طيلة سنوات إلى إجبار الطلاب على الذهاب إلى مدارس أخرى، خارج المدينة القديمة.
وبعد قيام مدير الأمن العميد/ منصور الأكحلي، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في محور تعز العميد، عبده البحيري، بجولة على مبنى المجمع، تم التوقيع على محضر التسليم، الذي تم بين مدير الأمن ونائب مدير عام مكتب التربية بالمحافظة/ فؤاد عبدالملك الشرعبي.
وعقب التسليم أكد مدير الأمن، أن الأجهزة الأمنية ستعمل على تطبيع الأوضاع بالمدينة القديمة، وستوليها جل اهتمامها، في سبيل تثبيت الأمن والاستقرار.
ووجه رسالة إلى المواطنين بأن الأمن في خدمتهم، وعليهم مزاولة أعمالهم وأنشطتهم بكل حرية وأمان، ودعا الطلاب الى العودة لمدرستهم.
من جهته قال نائب مدير عام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة/ فؤاد عبدالملك الشرعبي" إن مكتب التربية تسلم مجمع هائل التربوي من إدارة الأمن، وتوجه بالشكر للأجهزة الأمنية على جهودهم التي بذلوها لإعادة الحياة الى المدينة القديمة".
وأضاف- في تصريح لـ"أخبار اليوم"- إن شعبة المشاريع في مكتب التربية ستبدأ العمل على ترميم المدرسة وإعادة تأهيلها، ومن خلال صحيفتكم الموقرة، نوجه دعوة الى مجموعة هائل سعيد، لكي يتعاونوا معنا لإعادة الحياة للمدرسة".
وأوضح أن مكتب التربية سيبذل قصارى جهده لتجهيز المدرسة وجعلها مركزاً امتحانياً لطلاب المرحلة الثانوية بعد شهر رمضان".
بدوره قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بمحور تعز، إنه- وبعد جهود الأمن في جعل مدينة تعز مربعا أمنيا واحدا- ستتم إعادة وتطبيع الحياة، ونحن اليوم نقوم بتسليم هذا المحفل العلمي الى مكتب التربية والتعليم".
وأضاف- في تصريح لـ"أخبار اليوم"- بأن الأمور تحت السيطرة وطيبة أمنياً، لكن ومن باب الاحتياط، سنكلف فرقاً هندسية لفحص المبنى من الألغام وغيره، لكن بشكل عام الأوضاع طيبة، ونحن نطمئن المواطنين بأن كل شيء على ما يرام، ونؤكد لهم أن الدولة أصبحت موجودة بينهم، ممثلة بالأمن والجيش والكل يعمل كفريق واحد لإيجاد الأمن والاستقرار.
وخاطب أبناء المدينة القديمة قائلاً "أنتم إخواننا، وينطبق عليكم ما ينطق على كافة أبناء المدينة، ومدينة تعز أصبحت الآن مربعاً أمنياً واحداً، ولا يوجد أي خوف أو قلق".
عقب ذلك قام مدير الأمن، بالتجول داخل المدينة القديمة وزار عدداً من المحلات التحارية، وأكد للمواطنين أن الأمن في خدمتهم، مطالباً منهم الإبلاغ عن أي مضايقات قد يتعرضون لها.
الى ذلك، دعت أسر ضحايا الاغتيالات والمخفيين في تعز، إلى سرعة تسليم المطلوبين أمنياً والخارجين عن القانون المتهمين بقتل أبنائها وإلزام كتاب "أبو العباس" بذلك كونها من أخرجتهم، حسب ما جاء في بيان الأسر.
وطالبت أسر ضحايا الاغتيالات في بيان لها - حصلت "أخبار اليوم" على نسخة منه- بمحاسبة كل من دافع عن المطلوبين أمنياً وساعد على خروجهم وإفلاتهم، داعية لاتخاذ الإجراءات اللازمة للقبض على الخارجين عن القانون والمتهمين في جرائم القتل و الاغتيال.
وحملت أسر الضحايا، اللجنة الأمنية برئاسة محافظ المحافظة والأجهزة الأمنية، مسؤولية ضياع دماء أبنائنا كما ناشدت رئيس الجمهورية التدخل لتحقيق مطالبها العادلة، وكذا المنظمات المحلية والدولية التضامن معها.
وفي تعز أيضاً.. ارتكبت مليشيات الحوثي الانقلابية- أمس الأحد- مجزعة مروعة، راح ضحيتها أسرة كاملة، في مديرية جبل حبشي غرب المحافظة.
وبحسب مصادر محلية بالمنطقة، فإن مليشيات الحوثي المتمركزة في أطراف منطقة الكدحة، قصفت بصواريخ الكاتيوشا مسكن المواطن عبدالغني مراد، في وادي بن خولان بأطراف جبل حبشي، مما أسفر عن مقتل أم وثلاثة من أبنائها، وحفيدتها، وطفلة أخرى، وإصابة الأب واثنين من أولاده وحفيدته.
وحصلت " أخبار اليوم" على أسماء الضحايا وهم كالتالي 1- تعليم أحمد الصبري "30 سنة" (الأم) وابنتيها هنادي عبدالله 19 سنة، وأفراح عبدالله 17 سنة، وحفيدتها أنهار صدام عبدالله 3 سنوات، وطفلة رابعة تدعى بيان عيسى غالب مراد 7 سنوات، فيما أصيب الأب عبدالله عبدالغني مراد 45 سنة، وابنه علي عبدالله 25 سنة وابنته حاتمة عبدالله 13 سنة، وحفيدته مريم صدام عبدالله 3 سنوات.