دمّرته الميليشيات لتجني فتات التهريب عبر صعدة.. واستمرار إغلاقه لا يخدم الشعب

منفذ حرض الحدودي... شريان حياة، متى يعاد فتحه؟

2019-05-09 02:32:21 أخبار اليوم/ تقرير خاص


إلى الشمال من محافظة حجة وعلى الحدود مع المملكة العربية السعودية يقع منفذ حرض الطوال البري والحيوي، الذي لازال شاهداً على بربرية وهمجية وإرهاب ميليشيات الحوثي الانقلابية التي حولته إلى ركام منذ بداية انقلابها المشؤوم.
منفذ حرض الذي كان شريان حياة لليمنيين على مدى عقود من الزمن، حولته الميليشيات لساحة حرب منذ أول وهلة لحربها ضد الشعب اليمني وشرعيته، تسببت في إغلاق أهم منافذ البلاد البرية، وبذلك سدت نافذة مهمة لحركة المسافرين والتجارة.
"أخبار اليوم".. تناولت- في هذا التقرير- أهمية المنفذ وضرورة إعادة تأهيلية وتشغيله، لإعادة الحياة إليه ومنه لكافة اليمنيين، ولماذا لم يتم تأهيله حتى اليوم، مع عدد من القضايا المتصلة بالمنفذ.. إلى التفاصيل:
الموقع والأهمية 
يعتبر منفذ حرض أو "الطوال" البري الواقع شمال بمحافظة حجة، أهم المنافذ البرية التي تربط اليمن بالمملكة العربية السعودية، وأكثرها نشاطاً سواء للمسافرين أو لنقل البضائع التجارية، وكان يشكّل مصدر دخل مهم ورافداً للخزينة العامة يدر عليها مئات المليارات سنويا.
كما أن المنفذ شكًل- طيلة العقود الماضية إلى حين انقلاب ميليشيات الحوثي- شريان حياة للشعب اليمني، والذي كان يعيش حركة تجارية على مدار الساعة ما بين صادرات وواردات، ومع هذه الجريمة التجارية الكبيرة نشأت حركة استثمارية كبيرة داخل مدينة حرض التي ازدهرت بشكل كبير، خاصة في الآونة الأخيرة، في مختلف المجالات الخدمية من فنادق ومطاعم وأسواق وغيرها كانت تشكل سوق عمل واسعة لعشرات الآلاف من الأيادي العاملة والاستثمارات المحلية.
الميليشيات تدمّر المنفذ


ولذا فقد كان من أهم وأول أهداف ميليشيات الحوثي، القضاء على هذا المنفذ وتدميره، ليتسنى لها استغلال منافذ غير رسمية تحت سيطرتها في إطار جغرافية محافظة صعدة والتي تعود عليها بإيرادات ضخمة عبر الإتاوات التي تفرضها على عمليات التهريب ومنافذها التي جعلتها تحت تصرفها.
ورغم كل المحاولات مع قيادة الميليشيات- عقب انقلابها- بتجنيب منفذ ومدينة حرض أي مظاهر مسلحة وعدم تحويلها لساحة حرب، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل، حيث أصرت الميليشيات على تدمير حياة المنفذ الذي انعكس سلباً على حياة اليمنيين كافة، ولم يظهر اي مبرر منطقي لتحويل هذه المنطقة الحيوية إلى دمار سوى الانتقام الذي حول مئات الآلاف من المدنيين إلى مشردين وفقراء وعاطلين ينتظرون ما تجود به المنظمات الدولية عليهم من فتات العيش بعد أن كانوا أغنياء ويمتلكون فرص عمل للعيش بكرامة.
من المستفيد ؟
تعتبر ميليشيات الحوثي الانقلابية أبرز المستفيدين من استمرار إغلاق المنفذ، إن لم تكن الوحيدة، خاصة وأنها جعلت من صعدة- عبر منافذها غير الرسمية- مكاناً للتهريب الذي يدر عليها الملايين من العملة السعودية.. وبحسب شهود عيان زاروا صعدة، فإن العملة اليمنية غير مقبولة التداول ولا يتعاملون إلا بالعملة السعودية.
يقول أحد الناشطين بالمحافظة "قدمت مقترحا لفتح المنفذ قبل أربع سنوات وكانت الحرب لاتزال في حرض، وشعرت حينها أن جميع الأطراف لا تريد من حرض لعب هذا الدور، رغم وجود منافذ أخرى".
ويقول آخر بأنه " لو فتح منفذ حرض يعني أن الحرب ستنتهي، والسبب أن رجوع النازحين ينهي مصلحة تجار الحرب وتصبح الحرب لا معنى لها".
غموض محور حرض 


ورغم تقدم قوات الشرعية في محور حرض، منذ فترة كبيرة و سيطرتها على ما يزيد عن ٨٠ ٪ من أراضي المديرية إلا أن غموضاً كبيراً يدور حول العراقيل التي تقف أمام استكمال تحريرها وتطهيرها من الميليشيات التي لاتزال عناصر محدودة منها وسط مدينة حرض وأجزاء من حولها، بينما الجيش الوطني يطوق بها من مختلف الاتجاهات، ولا ندري لماذا جاءت التوجيهات بالإبقاء على تلك العناصر من الميليشيات فيها؟.
وفي لقائه مع "أخبار اليوم" في أغسطس الماضي أكد قائد محور حرض السابق العميد الركن/ محمد الحجوري بأن " مدينة ومديرية حرض أصبحت في حكم المحررة، ولم يعد فيها سوى بعض جيوب بالمدينة التي لا تزال الميليشيات تتسلل إليها من جهة الشرق عبر مديرية مستبأ"، وأنهم بصدد تنفيذ المرحل الثانية المتمثلة في تطهير ما تبقى من مدينة حرض من الميليشيات، ولذا لم يتم الإعلان عنها بأنها محررة، حتى يتم تطهيرها بالكامل من الميليشيات التي أصبحت محاصرة فيها.
وعن المنفذ البري قال الحجوري "بأنهم سيطروا عليه بالكامل مطلع العام المنصرم بمساندة الأشقاء في التحالف العربي، ويجري حاليا دراسة خطة إعادة تأهيله لاستعادة نشاطه الخدمي والاقتصادي في القريب العاجل، بعد أن تم تطهيره من الميليشيات الحوثية" إلا أن ما أعلنه الحجوري لم يترجم منه شيء على أرض الواقع.
مبادرات ناشطين
قدم أحد الناشطين مقترحاً لطرفي الحرب قائلاً "بعد تدمير منفذ حرض ونتيجة للمعارك المستمرة هناك يفترض أن تقوم السعودية- مؤقتا- بفتح المنفذ من جانبها ويكون في منطقة الموسم، ويتم فتح منفذ مقابل في المناطق اليمنية في ميدي والتي تسيطر عليها قوات الشرعية ويكون تحت إشراف حكومتها، وبالمقابل تقوم سلطات الميليشيات بفتح منفذ من جانبها في المناطق التي تسيطر عليها وليكن مثلاً في أطراف مديرية عبس. وتقوم جميع الأطراف بتأمين الطريق من جانبها للمسافرين أو لنقل البضائع مثل ما يحدث في منفذ الوديعة".
ويضيف بأنه ستكون هناك إيرادات كبيرة للطرفين وأيضاُ تسهيل لآلاف المغتربين والتجار لقضاء احتياجاتهم، وتوفير خدماتهم، هذا في حال كان الشعب هو الهم الذي يشغل الطرفين ما لم فسيظل الحال كما هو عليه.
توجيهات سابقة
وسبق أن كلف نائب رئيس الجمهورية الفريق/ علي محسن صالح، السلطة المحلية بمحافظة حجة القيام بإعادة تأهيل منفذ الطوال البري وتشغيله، منذ أكثر من عام، تحديدا عقب تطهيره من ميليشيات الحوثي وسيطرة قوات الشرعية عليه، إلا أن تلك التوجيهات لم يتم تنفيذها على أرض الواقع لعدة أسباب لم نتمكن من معرفتها.
في انتظار إعادة الأمل
ويبقى إعادة تأهيل وفتح منذ حرض البري، محط آمال اليمنيين خاصة في المناطق التابعة تحت سيطرة الميليشيات الذين يعانون مرارة الحصار المفروض عليهم من الحوثيين والتساهل في فتح نافذة أمل من قبل الشرعية.
كما أن عاصفة الأمل- التي أعلن عنها التحالف العربي منذ سنوات- لم ير منها اليمنيون سوى الهيلمة الإعلامية، بينما أهدافها المعلنة لاتزال مقيدة عن التنفيذ.. فهل ستشهد حرض حركة تعيد لها الأمل في الحياة من جديد؟.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد