معلومون وأساتذة جامعة وآباء ومختصون يتحدثون لـ"أخبار اليوم":

مليشيات الحوثي تدمّر التعليم الأساسي والثانوي والجامعي وتفخخ مستقبل اليمن بعناصرها الطائفيين

2019-05-11 03:51:59 أخبار اليوم/ تقرير خاص


كانت ولا تزال مشكلة التعليم في اليمن, واحدة من الإشكاليات المؤرقة للمجتمع ككل على مدى سنوات طويلة، وازدادت حدتها في السنوات الأربع الماضية, منذ انقلاب الحوثيين على الشرعية.
إذ يعد التعليم واحدة من الركائز الأساسية, التي اعتمدت عليها المليشيات في نهجها ومسيرتها الانقلابية، فسعت لتدمير التعليم والعبث بالهوية التعليمية, وإدخال المذهبية والعنصرية, في المناطق التي تخضع لسيطرتها.
عصابة الحوثي في الحقيقة تخوض معركتين في ساحتين مختلفتين, إحداهما في جبهات القتال ضد الشرعية والأخرى معركتها ضد التعليم, من أجل زرع أفكارها ومعتقداتها, وإعادة البلد إلى عهد التخلف والجهل والمرض.
ما يعزز ذلك, هو الاقتراح الذي طرحه في وقت سابق, المُدّعي زيفاً بالاستنارة ودعم الشباب (حسن زيد), إغلاق المدارس, وتوجيه كوادرها وطلابها لساحة الحرب, بغرض حسم المعركة لصالح عصابة الانقلاب, ولو على حساب مستقبل الوطن, في حين يُرسل أبناءه لإكمال دراستهم في الخارج, حيث كتب على صفحته في موقع الفيسبوك (ماذا لو توقفت الدراسة لعام, وتوجه الشباب كلهم ومعهم أساتذتهم للتجنيد؟ ألن نتمكن من رفد الجبهات بمئات الآلاف, ونحسم المعركة؟).
أدلجت الجماهير وتعبئتها:


في هذا السياق تتحدث الدكتورة في جامعة صنعاء (ع. ش) عن أدلجة الجماهير, وتعبئتها من قبل الحوثيين قائلة:
تغيير مناهج التعليم واحدة من أقدس مهام الحوثي للعبث بعقول اليمنيين وهويتهم الأصيلة على المدى البعيد، ونظراً لكراهية هذه السلالة لرفعة اليمني وعزته واعتزازه بنفسه وتاريخه وثقافته، فقد سعت لتجهيله على مدى ألف عام من حكم الأئمة.
وأضافت إنه لما بدأت مسيرة العودة في 2014 كان هدفها واضحاً وهو هدم كل ماله علاقة بالعلم والثقافة والدين، وبدأتها بالتدريج بقضية تهجير السلفيين من دماج لاختلافهم المذهبي معهم، وتطورت المسألة لتفضح عقيدتهم تجاه أهل السنة، فلم يسلم مسجد ولا مركز للتحفيظ من التفجير، ولم تسلم مدرسة من أن تكون ثكنة لمقاتليهم.
وأكدت الدكتورة( ع. ش) أن الحوثي يسعى- بكل الطرق, وبشكل متسارع- لفرض منهجه ومذهبه، لذا وبعد أن استقر له الأمر في المناطق الشمالية اتجه نحو أدلجة الجماهير، عبر التعبئة الجماهيرية في الإذاعة والتلفزيون والمساجد والشوارع، ثم لاحقا عبر المحاضرات والدورات الثقافية بشكل إجباري, لمختلف الشرائح والمؤسسات الخدمية، الآن يتجه الحوثي نحو المناهج التعليمية لتغييرها وفقاً للمذهب الشيعي الاثني عشري، أي تغيير للمفاهيم واللعب بعقول الطلاب، وهو التغيير الذي يطمح إليه الحوثي للوصول إلى بغيته في تحشيد الطلاب للقتال للجبهات, واعتناقهم لأفكاره ومعتقداته على المدى البعيد.
المليشيات تسعى لتجهيل هذا الجيل:


ويشكو الكثير من الآباء في العاصمة صنعاء من تدهور النظام التعليمي منذ أربع سنوات مضت, كما يبدو قلقهم على مستقبل أبنائهم في ظل استمرار هذا التدهور في صنعاء في كل مناحي الحياة, سواء كانت إنسانية, أو اقتصادية, أو حقوقية، خاصة التعليمية.
يحدثنا (عبدالله) وهو أحد الآباء قائلاً:
مع بداية الاختبارات النهائية لأولادي, بدأت بتخصيص وقت معهم للمراجعة, ومساعدتهم على تجاوز الاختبارات, فكانت صدمتي كبيرة حين اكتشفت بأن أولادي لم يتعلموا خلال السنة الدراسية سوى اليسير من المنهج, والذي لا يكاد يصل إلى 20% من المقرر.
اعترف بأنني مقصر في متابعتهم بحكم عملي الذي يتطلب سفري باستمرار, لكنني لم أتوقع هذا التدهور المخيف في التعليم, والمرعب في الأمر أن هناك الكثير من الدروس الدينية,, والحضارية, والتاريخية, والمجتمعية حذفت من المنهج, وحل مكانها دورس تكرّس الكراهية والتحريض, الذي يخدم أجندة هذه الميليشيات.
وأضاف: من خلال قراءتي للمنهج استطيع القول بأن كتب التربية الإسلامية, أصبحت تتناسب مع المذهب الشيعي الذي يعتنقه الحوثيون، إذ استبدلت أسماء الصحابة, بأسماء تتناسب مع ثقافتهم المستوردة, زد على ذلك أنهم أضافوا إلى المناهج الدراسية مواداً تتعلق بسيرة مؤسس جماعتهم/ حسين بدر الدين الحوثي، مقابل حذف بعض النصوص المتعلقة بالخلفاء الراشدين, أو العشرة المبشرين بالجنة أو تخفيفها.
وأكمل حديثه قائلاً: تقدم أولادي للاختبار ولا أخفي الأمر, فقد توقعت رسوبهم, أما أولادي فليسوا مهتمين كثيراً بظهور النتيجة, إنهم موقنون بأن النتيجة ستحسم لصالحهم, هذا الإيمان عززته تلك الوعود التي حصلوا عليها من مدير المدرسة, عندما ألزمهم بحضور تلك المحاضرات المذهبية خارج المدرسة, وأثناء أوقات الدوام المدرسي, مقابل نجاحهم نهاية العام الدراسي.
واختتم حديثة متسائلاً: لا أدري أي مستقبل ينتظر هذا الجيل, الأمر أخطر مما قد يتصور البعض, هذه المليشيات تسعى لتجهيل هذا الجيل, وجعله تابعاً لها ومؤمناً بمعتقداتها.
العمل بدون مرتب, أو الفصل والاستبدال:


يبدو أن ميليشيا الحوثي لم تكتف بقطع مرتبات التربويين, بل خططت لما هو أبعد وأخطر من ذلك, إذ أرسلت إشارات صريحة إلى التربويين في مناطق نفوذها, تنطلي على تهديدات بالفصل من الوظيفة العامة، حال عدم التسليم بالأمر الواقع, والعمل في الميدان ببطون خاوية.
وفعلاً نفذت تهديدها مع عدد من المعلمين والتربويين في مناطق عدة, بعد أن حصرت خيارات العاملين في قطاع التعليم بين أمرين فقط, العمل بدون مرتب, أو الفصل والاستبدال.
إسماعيل- أحد المدرسين الذين تم الاستغناء عنهم- يقول لـ"أخبار اليوم" نحن المدرسين من أكثر فئات الشعب معاناة في المعيشة الاقتصادية, خصوصاً في ظل انقطاع المرتبات, لقد جعلتنا المليشيات ننام على هم, ونصحو على هموم.
وأضاف: كنت أحضر للتدريس من مسافة 9 كيلو مترات ذهاباً وإياباً، مشياً على الأقدام كل صباح، وكنت أتوقع أن تبادلنا المليشيات الوفاء, وتعمل على حل مشكلة رواتبنا، بما يفي بحفظ كرامتنا، لكن الذي اتضح لي ولغيري من المدرسين, أن هذه الجماعة تمعن في تجويعنا كي نضطر لترك التدريس.
وتابع: تراكمت عليّ الإيجارات وكثرت الديون, وعندما عجزت عن الدفع بحثت لي عن عمل, أستطيع- من خلاله- تسديد ديوني التي وصلت إلى 400 ألف ريال, فقامت إدارة المدرسة بإعفائي من التدريس, ومصادرة كل حقوقي رغم أنه لم يمر على تركي للتدريس سوى أسبوعين فقط.
لقد كانت هذه إحدى طرقهم لتطفيش الكادر التدريسي من المدرسة, فلم أكن الوحيد من تم الاستغناء عنه, بل هناك ستة من المدرسين تم إعفاؤهم من ممارسة عملهم, وإحلال محسوبين على الجماعة, يهدف غرس الثقافة المنحرفة في عقول النشء.
فرض رسوم دراسية
تحت مسمى (المساهمة المجتمعية - وبدل مواصلات للمعلمين)، فرضت المليشيات على أولياء أمور الطلاب في عدد من مدارس العاصمة صنعاء، دفع مبالغ مالية شهرية من أجل استمرار العملية التعليمية, والذي لا يدفع تلك الرسوم تقوم بطرده من المدرسة.
تشير المعلومات إلى أن تلك الرسوم التي تدفع من قبل أولياء الأمو هي على النحو الآتي: الابتدائي (500) ريال، المتوسط- إعدادي- (1000) ريال، الثانوي (1500) ريال ..
الجدير بالذكر أن من بين المدارس التي فرضت على الأهالي دفع تلك الرسوم هي مدارس: (حفصة، والميثاق، وبلقيس) وهي عبارة عن نماذج فقط.
استهداف الأساتذة الجامعيين
اعتمد الحوثيون- من أجل إحكام السيطرة- على منظومة ومؤسسات التعليم الجامعي العديد من الوسائل, لعل أبرزها إغلاق 13 جامعة خاصة, وأربع كليات, وتعطيل أكثر من 50 برنامجاً دراسياً, وتعيين رؤساء جامعات وعمداء كليات من الموالين لهم، وفصل 61 أستاذا جامعيا من جامعة صنعاء وحدها، إضافة إلى تخصيص 20 بالمئة من المقاعد الدراسية, في كليات الجامعة لعناصر الميليشيات, الذين يقاتلون في الجبهات.
يتحدث الدكتور/ عبدالحميد الحسامي, عن أبرز مظاهر تحويل الجامعات إلى فضاء للميليشيات قائلا : هناك مظهران بارزان للتدمير, أحدهما يتم بشكل غير مباشر من خلال تدمير الدولة نفسها, وتحويلها إلى مجرد واجهة للميليشيات, عبر إفراغها من مؤسساتها، الأمر الذي ينعكس سلبا على جميع مؤسسات التعليم العالي,, التي يفترض أن تظل مؤسسات رائدة في صنع أجيال المستقبل ولا يجب أن تسير وفق توجيهات ميليشيا لا تعرف معنى الدولة, ولا التعليم, ولا القيمة العلمية.
وأضاف لـ"أخبار اليوم" إن من بين أهم مظاهر استهداف المؤسسة التعليمية, الاستيلاء على المناصب القيادية في مؤسسات التعليم العالي, بتعيينات تخضع لمعايير أيديولوجية, وذلك عبر تثبيت مؤيديهم في هذه المناصب وإبعاد خصومهم, وإنشاء لجان ثورية في المؤسسات التعليمية خصوصا الجامعات, بغرض الزج بها في المعترك السياسي الذي لا يؤمن بالآخر، إلى جانب جعل طلبة الجامعات وقودا للحرب, ودفعهم لجبهات القتال من خلال الخطاب الطائفي, عوض تأهيلهم علميا.
التلاعب بنتائج الاختبارات, ومستقبل الأجيال
لأول مرة تصبح نسب النجاح دليل فشل العملية التعليمية.. هكذا عقّب أكاديميون على ما آل إليه حال التعليم ، جاء ذلك تعقيبًا على ارتفاع نسب نجاح الثانوية العامة , لدرجة أنها لا تتماشى البتة مع الوضع التعليمي السيء.
ليس هذا فحسب، بل وصل الوضع إلى توجيه صريح من قبل عبدالملك الحوثي, باعتماد نتائج لقرابة 5000 ألف طالب في المرحلة الموزاية لامتحانات صف تاسع الأساسي وثالث ثانوي, فضلاً عن حصول طلاب لمعدلات عالية لا تقل عن نسبة 95%، وهم لم يخوضوا الامتحانات.
لم يخف(عادل) شعوره باللهفة والفرحة, وهو يعلن تخرجه من الثانوية العامة، وحصوله على معدل بنسبة عالية, لم يكن ليتوقعها, وليست من مستوى وحجم اجتهاده المحدود.
يخبرني( عادل) إنه تطلع من خلال اجتهاده, إلى أن يحصل على نسبة متفاوتة ومقبولة, بالنسبة لمحدود اجتهاده الذي مارسه، إذ لم يكن يتوقع أن يحصل على معدل 90%, خصوصًا بعد ممارسته للغش الذي طغى على معظم المراكز الامتحانية, في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
توظيف التعليم لنشر فكرها الطائفي
شغل التعليم دورًا محوريًا في حرب جماعة الحوثي منذ البداية، فضلًا عن اهتمامها منذ النشأة الأولى، ونظرتها السلبية والضيقة نحو التعليم, واعادة توجيهه وتنظيمه وفق رؤيتها وبرنامجها المنحصر في إطار عقائدي.
في هذا السياق يحدثني ( س.ص) أحد المعلمين في مدرسة أساسية بصنعاء، عن أن جماعة الحوثي استغلت الأطفال والمدارس والمراكز الدينية والتعليمية, للتعبئة العقائدية والتدريب العسكري.
إذ يقول: المليشيات خلقت جيلًا مفخخًا بالطائفية والبندقية للوصول إلى أهدافها, وهو ما كانت تسعى إليه منذ بداية نشأتها، وتمكنت من تفعيله في المؤسسات التعليمية كهدف استحقاقي, وانتصار فكري ومستقبلي بالنسبة لرؤية وفكر الجماعة, فعملت على إرسال وتوزيع مرشدين وخطباء دينيين إلى المدارس, والمراكز التعليمية في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم، بهدف التعبئة الطائفية والجهادية، فضلًا عن استغلال المناسبات الدينية, وإلزام المدارس بإحيائها وفق رؤية الجماعة وأهدافها, المنطوية تحت ردف الطائفية والعقائدية.
ويضيف قائلا: لقد شرعت مليشيات الحوثي في مدرستنا, وبعض المدارس في العاصمة صنعاء, باستبدال النشيد الوطني بشعاراتهم، وإلزام الطلبة على ترديدها, وتشغيل الأناشيد والزوامل التابعة لها, أثناء الدوام المدرسي.
في هذا السياق يؤكد التربوي (أحمد البحيري) على ان المليشيات عملت بمختلف الوسائل وكافة المستويات, لتوظيف التعليم العام لتكريس فكرها الطائفي، وتعزيز وجودها السياسي وخدمة عملها العسكري, متجاهلة كل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية, التي تجرم المساس بالتعليم ومؤسساته .
وأوضح(البحيري) أن المليشيات الحوثية ترى عدم استمرار التعليم بعيدًا عن سيطرتها, يمثل عائقًا أمام توسعها الفكري الطائفي، واستمرار بقائها السياسي المفروض بقوة السلام، بيد أنه لم يعرف أحد عنها في مختلف مراحلها, أنها أسهمت في خدمة التعليم النظامي, أو عملت على الاستثمار فيه.
وأضاف لـ"أخبار اليوم" إن المليشيات عملت- منذ انقلابها- وبكل الوسائل, للسيطرة على مؤسسات التعليم وفق تكتيكات مختلفة, تتناسب مع كل مرحلة من مراحلها، بيد أن الهدف منها لا يمكن أن يخرج في أي حال من الأحوال عن هدفها, في استغلال تلك المؤسسات لخدمة عملها العسكري, وتكريس فكرها الطائفي.
تقارير
تسببت الحرب في حرمان أكثر من 2,5 مليون طفل يمني من التعليم، بل وصل عدد الذين لم يلتحقوا بالمدارس منذ انقلاب الحوثيين, إلى 2.9 مليون طفل, حسب تقرير للأمم المتحدة:
وتبين الأرقام أن 1.8 مليون طفل تسربوا من المدارس في وقت سابق, لأسباب اقتصادية واجتماعية مختلفة:
ويضيف التقرير: إن هناك نحو 2.9 مليون طفل آخرين مهددين بالتسرب في حال لم يحصلوا على المساعدات، ما يعني أن 78 في المائة من الأطفال في عمر الدراسة لن يكونوا قادرين على الالتحاق بالمدارس هذا العام.
تقرير آخر، أعده مركز الدراسات والإعلام التربوي غير الحكومي, يشير إلى أن نسبة 30% من إجمالي الطلبة المقيدين بالتعليم العام, في وضعية البقاء على قيد المدرسة، ولم يتلقوا أي تعليم يذكر رغم حصولهم على نتائج النجاح، في حين 40% من المعلمين وموظفي التعليم فقط, هم من تمكنوا من أداء عملهم إما بشكل كلي أو متقطع، وأن الساعات الدراسية التي تلقاها الطلبة أقل من المتوسط العام على المستوى الوطني.
حلول الآباء
أمام هذه المعطيات, لم يقف بعض أولياء الأمور مكتوفي الأيدي، بل حاولوا إيجاد طريقة لتعليم أبنائهم في المنازل، كما حدث مع الصحفي سمير النمري, الذي لم يستسلم للظروف القاهرة.
النمري أكد في صفحته على موقع فيسبوك, أن معاناة الأطفال في اليمن جعلته ينقل التجربة بصفحته، لعلها تكون حافزاً للكثير لمساعدتهم في تدريس أطفالهم, الذين حرموا من الذهاب إلى المدرسة لأسباب مختلفة.
تتلخص المدرسة المنزلية التي يقوم بها سمير، في تنزيل المناهج الدراسية من الإنترنت وطباعتها، أو الحصول على كتب قديمة إن وجدت، وإنشاء جدول حصص أسبوعياً وأنشطة مرافقة لها وتنويع الأنشطة, بحيث لا تقتصر على مكان معين في المنزل, لكي لا يشعر الأطفال بالملل.
ونصح النمري بتدعيم المعلومات بفيديوهات وصور من الإنترنت إن أمكن ذلك، بالإضافة إلى تصميم نماذج اختبارات أسبوعية وشهرية, للتحقق من مستويات الأطفال.
وحذر من ترك الأطفال من دون تعليم(فلا بد أن يتعلموا كل يوم شيئاً جديداً حتى في مثل هذه الظروف التي نعيشها).
خطابات تحريضية
لقد أصدرت المليشيات الانقلابية تعاميم للمدارس في صنعاء, والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرتها, تلزمها بإقامة إذاعات مدرسية موجهة, بما يتوافق مع أفكار الجماعة، وإلقاء الخطابات التحريضية المعممة من قبلها ..
ومن ضمن هذه التعميمات، تعميم خاص يجبرها بإقامة سلسلة فعاليات إحياءً لذكرى مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي ..
كما أصدرت مليشيا الحوثي عدد من التوجيهات, تقضي بإدخال حصص دراسية تحث على الجهاد, وإقامة دورات طائفية إجبارية لجميع الطلاب، يتم فيها تدريس الفكر الحوثي , ناهيك عن فرضها مدرسين موالين لها لتدريس المواد الدينية، واستخدامها المدارس لإقامة الدورات الطائفية الإجبارية.
ولتمرير سياساتها التعليمية، وفرض أجندتها الطائفية، قامت مليشيا الحوثي بإقصاء كل من تشك بولائه لها, ومن لا يتجاوب معها من المسئولين والقيادات التربوية .
وبعد أن استكملت المليشيات الانقلابية تغيير مدراء مكاتب التربية والمناطق التعليمية بالأمانة، ومختلف المحافظات الخاضعة لسيطرتها، انتقلت إلى خطوتها التالية, بتغيير مدراء المدارس الحكومية بأمانة العاصمة، بهدف تحويل المدارس إلى أماكن لتنفيذ أنشطتها الطائفية, عبر المدراء والمعلمين المواليين لها.
وبشكل عام وبفعل هذه الحماقات والانتهاكات التي تمارسها مليشيا الحوثي, يشهد المجال التعليمي حالة من الفوضى والعبث, خصوصا في ظل تحكم اتباع هذه الجماعة بكل صغيرة وكبيرة في هذه المؤسسات, الأمر الذي ينذر بأخطار كبيرة تتهدد الأجيال, ومستقبل اليمن بشكل عام.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد