هجوم حكومي حاد على عبث الإمارات وممارساتها المريبة وأجنداتها الخفية في اليمن:

عودة التوتر بين الحكومة الشرعية ودولة الإمارات..

2019-05-13 06:23:12 أخبار اليوم/ تقرير خاص


عادت الأزمة الإماراتية اليمنية للظهور من جديد على سطح الأحداث السياسية في المشهد اليمني خلال الفترة الماضية بعد فترة هدوء حذر وصمت مطبق بين الطرفين رافق ذلك عدم تصعيد إعلامي أو مهاترات ورسائل مباشرة وغير مباشرة عاودت الأزمة بشكل أكبر قوة وهجوماً بصورة مباشرة وخارجة عن النص، ذلك أن الفصل الهجومي جاء من الحكومة اليمنية عبر وزير الداخلية/ أحمد الميسري ووزير النقل/ صالح الجبواني، إذ خرج الاثنان عن الصمت والهدوء الحذر ليحدثا ضجيجاً كبيراً ويثيران موجة كبيرة وساخنة في الأوساط السياسية اليمنية والخليجية وذلك بهجوم يمني مباشر على دولة الإمارات العربية المتحدة الدولة الثانية المشاركة في التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن..
الهجوم اليمني الحكومي مثل إشارة واضحة ومهمة على أن الأزمة اليمنية الإماراتية عادت للظهور من جديد ويؤكد أن الإمارات لا زالت تعمل ضد الحكومة الشرعية وخلافاً للأهداف المعلنة لتحالف دعم الشرعية في اليمن ويبرهن أن الهدنة بين الحكومة والإمارات خلال الشهور الماضية كانت أشبه بالهدوء الذي يسبق العاصفة وها هي عاصفة الميسري والجبواني تفتح الأبواب على مصراعيها على ما تعمله الإمارات في اليمن من أزمات وتحدثه من اختراقات وعمليات سيطرة وتكويش على المدن وفرض أجنداتها الخفية وعسكرة المدن بأحزمتها الأمنية وشراء ولاءات المشايخ والمسؤولين ليتبعوها ضدا للحكومة الشرعية عاصفة حكومية ولو جاءت متأخرة، بيد أنها تكشف أن عبث الإمارات فاق الحدود وتجاوز المعقول حتى نفذ الصبر، فجاءت كلمات وعبارات الميسري أشبه بالرصاص وأقوى من قذائف الدبابات وإصابات الهدف مباشرة وبدقة عالية..
هجوم وزير الداخلية


فجأة وبدون سابق إنذار كان نائب رئيس وزير الداخلية/ أحمد الميسري، يوجّه سهامه الحادة والقاتلة إلى صدور من يعبث ويعيث في بلادنا فساداً وتدميراً إذ وجّه الوزير الميسري دعوة صريحة إلى دول التحالف العربي بضرورة تصحيح العلاقة بين الحكومة اليمنية والتحالف العربي، بما يكون لصالح اليمن.
ويقول الوزير- في معرض كلامه الواضح والصريح- أن الشراكة مع دول التحالف العربي ليست شراكة في إدارة المحافظات اليمنية المحررة وأن الاتفاق مع التحالف على محاربة الحوثيين في الشمال وليس الزحف نحو الشرق اليمني.. ويضيف الوزير: اليمن قد تكون دولة ضعيفة، لكنها ما زالت دولة تمرض، لكنها لا تموت وبإمكان الحكومة اليمنية إدارة المحافظات والمناطق المحررة.. وقال الوزير الميسري أن هناك قوى إقليمية ودولية تكالبت على مدينة عدن وذلك بسبب موقعها الجغرافي، كما أن هناك بعض القوى المحلية مرتهنة للخارج وتدخل في صراعات ونزاعات تعود بالضرر على المدينة ومينائها وتهدد السلام وتطبيع الحياة فيها.. ويواصل وزير الداخلية حديثه: يجب أن تعلم دول التحالف أن هناك من رجال الدولة في اليمن من لديه الجرأة ليقول لهم أن السير معوج ولا بد أن يستقيم الحال ونحن شعب يمرض، لكن لا يموت والشعب اليمني يستند إلى حضارة عمرها أكثر من سبعة آلاف سنة.. نمرض.. نسقط.. لكنا ننهض من جديد.. ولن ينسى أبناء اليمن جيلاً بعد جيل ما تصنعونه الآن باليمن وأبناء اليمن، لقد جعلتم من دمائهم لعبة سياسي..!!
موقف حكومي
بات من الواضح أن الكلام القولي الذي تحدث به نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، يمثل الحكومة الشرعية ويشير بوضوح إلى أن الصبر الحكومي على ما تمارسه الإمارات في الأراضي اليمنية والمحافظات الجنوبية بالذات بات يتحاوز المعقول ولا بد من موقف حكومي واضح يجعل الإماراتيين يوقفون عبثهم الواضح والفاضح وممارساتهم التي يقومون بها، تحولوا بها إلى أن يكونوا الحكام الفعليين في المحافظات الجنوبية ويتنازعون الحكومة اليمنية الشرعية صلاحياتها ومهامها كما يعد هذا الموقف الحكومي القوي والواضح رسالة هامة إلى المملكة العربية السعودية وقيادتها بأنه حان الوقت لتدخلهم وإيقاف العبث الإماراتي في اليمن وإعلان موقف صريح من ما يقوم به الإماراتيون في المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية بالذات..!!
تعزيز إماراتي في سقطرى
في ذات السياق تواصل الإمارات بسط نفوذها وسيطرتها على المحافظات اليمنية وتنفيذ أجنداتها الخفية وذلك بتعزيز وجودها الكبير في جزيرة سقطرى بإرسال 300 جندي يحملون شعارات انفصالية تم نقلهم إلى الجزيرة عبر سفينة إماراتية من معسكر تدريبي بعدن تابع للإمارات.. هؤلاء الجنود التابعون للإمارات سيكونون حزام امني في الجزيرة يتبع الإمارات بشكل خاص بعيدا عن الحكومة الشرعية ومؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية سيكون عليهم تنفيذ أوامر الإمارات خاصة وإنهم سيتكفلون برواتب الجنود ومصاريفهم وكل شيء كل هذا يحدث فيما يشبه التحدي للحكومة الشرعية وتجاوزا لدور الإمارات وأهداف تحالف دعم الشرعية في اليمن..!!
وزير النقل يتهم الإمارات


على نفس المنوال كان وزير النقل/ صالح الجبواني، أكثر صراحة وهو يحدد الإمارات بأنها أصبحت عائقاً أمام عودة آلاف اليمنيين إلى بلادهم من الدول الأخرى..
وقال الوزير الجبواني: نطالب التحالف العربي- منذ أسابيع- بالتصريح لطائراتنا برحلات إضافية لنقل مواطنينا من الهند إلى اليمن طالبناهم ونكرر، امنحونا التصاريح لنعيد الآلاف من اليمنيين إلى بلادهم لدينا خمس رحلات يوميا تذهب للمنظمات الدولية..
ويختتم وزير النقل في الحكومة الشرعية/ صالح الجبواني- تغريدته- بالقول/ ماذا بقى لدينا يا تحالف الأشقاء وإلى متى..!! يظهر بوضوح وبلا مواربة أن وزير النقل لم يلجأ إلى هذا الحديث إلا بعد أن طفح به الكيل من عنجهية وغطرسة الإماراتيين في العاصمة المؤقتة عدن.. ذلك أن الوزير يقول إنه تم المطالبة- أكثر من مرة- ولأسابيع بتصاريح لرحلات طيران اليمنية.. وبما أن الإماراتيين هم المسيطرون وأصحاب النفوذ في عدن فإنهم تعاملوا مع طلبات وزير النقل اليمني بهامشية وعدم اهتمام أو تفاعل، ما أدى إلى تضرر آلاف اليمنيين وبقائهم في خارج البلاد في حالة عصبية.. هذا التعامل اللا أخلاقي من قبل الإماراتيين في إلحاق الأذى والضرر بآلاف اليمنيين وعدم التعامل بجدية وحرص مع مطالب وزير النقل في الحكومة الشرعية يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الإماراتيين اصبحوا فعلاً حملاً ثقيلاً وعبئاً كبيراً على التحالف العربي وأضرارها امتدت لتصيب اليمنيين في مقتل وتعبث بحياتهم وتقف حجر عثرة أمام الحكومة اليمنية..!! لكن السؤال المهم وسيظل بلا إجابة لماذا يرفض الإماراتيون عودة اليمنيين إلى بلادهم ومنح تصاريح إضافية لرحلات اليمنية..
نفوذ إماراتي


يواصل الإماراتيون زعزعة استقرار الحكومة اليمنية الشرعية على أرض الواقع وعبر مواقف تناقض تصريحاتهم الرسمية تدل أفعال الإمارات على نهجها المختلف والمريب وغير المتوافق مع أهداف تحالف دعم الشرعية وذلك عبر نفوذها وسيطرتها التامة على مقاليد الأمور وإدارة الحكم والاستفراد بالسلطة المطلقة في المحافظات الجنوبية وامتداد ذلك إلى إنشاء ورعاية مليشيات مسلحة تحت عناوين أحزمة أمنية وقوات نخبة في كل المحافظات تأتمر بأمر الضابط الإماراتي بعدن وطوال السنوات الماضية عملت الإمارات على ذلك حتى أصبحت اليوم هي الدولة الموازية للحكومة الشرعية فباتت الإمارات هي الحاكم العسكري والفعلي لليمن الجنوبي لتحقق هدفها الخفي بالسيطرة التامة على المناطق الجنوبية وإسقاط الحكومة الشرعية وانتزاع صلاحياتها ومهامها في ضربة قاصمة للحكومة الشرعية وهو ما يعد بمثابة انقلاب شامل وكامل على أهداف تحالف دعم الشرعية في اليمن..
السعودية والانتصار للشرعية
بعودة الأزمة الإماراتية مع الشرعية للسطح يتعين على السعودية أن يكون لها موقفاً حاسماً وحازماً تجاه ما يحدث من تجاوزات إماراتية والانتصار للشرعية والحكومة اليمنية ولملايين اليمنيين الذين لا زالوا يرون في السعودية الملجأ الأخير في الانتصار لهم والوقوف إلى جانبهم وأيضاً فإن السعودية مطالبة بوضع حدود لأطماع الإمارات التي توسعت وامتدت- بشكل مريب- لأن ذلك سيؤدي إلى فقدان التحالف لأهدافه الحقيقية وسيره باتجاهات أخرى خطيرة ولها توابعها الأخطر.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد