ماذا وراء الانسحاب الأحادي لمليشيات الحوثي من موانئ الحديدة؟

2019-05-14 07:27:20 أخبار اليوم/ متابعات

 

 

بدأت مليشيات الحوثي الانقلابية، السبت الماضي بإعادة الانتشار في مينائي الصليف ورأس عيسى في الحديدة، بعد تعثر تنفيذ اتفاق الحديدة منذ عدة أشهر.

وجاء الرد الحكومي على تلك الخطوة الأحادية مشككاً بها، فقد اعتبرها رئيس اللجنة الحكومية في لجنة تنسيق إعادة الانتشار اللواء/ صغير بن عزيز، بأنها أحادية ولا تتيح الرقابة والتحقق المشترك من تنفيذ بنود "اتفاق ستوكهولم" ومراوغة وتحايل ولا يمكن القبول به.

وفي تقرير موسع نشره الموقع بوست قال رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار التابعة للأمم المتحدة في اليمن/ مايكل لولسجارد، إن اليوم الأول للانسحاب من ثلاثة موانئ على البحر الأحمر في اليمن سار "وفق الخطط الموضوعة".

في الوقت ذاته بعثت الأمم المتحدة ما يشبه التطمينات، فقد قالت- في بيان صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي- إنها ستعمل على تطوير موانئ الحديدة، بعد اكتمال إعادة انتشار القوات .

لعبة ودلالات مختلفة

في هذا الصعيد يصف الصحفي/ كمال السلامي، خطوة انسحاب الحوثيين بـ"اللعبة" و"المسرحية"، والتي لا تختلف عما قاموا به في فبراير الماضي حين انسحبوا من جانب واحد دون التنسيق مع الشرعية، فضلاً عن سحب مقاتليهم المدنيين ونشرهم آخرين يرتدون زي خفر السواحل وهو الأمر الذي قوبل برفض حكومي.

ووفقا للسلامي الذي تحدث لـ"الموقع بوست" فإن الشيء المختلف اليوم، أن لعبة الانسحاب الأحادي من موانئ الحديدة تمت بالشراكة مع الأمم المتحدة، التي رحبت بإعلان الحوثيين.

أما دلالة الانسحاب فربطه السلامي بتوقيت انعقاد جلسة الأمن لمناقشة ما تم التوصل إليه بخصوص تنفيذ الاتفاق المبرم بين الأطراف اليمنية في ستوكهولم في ديسمبر الماضي، وهذا دفع المبعوث الأممي إلى البحث عن أي إنجاز ولو شكلي، لتسويقه، بهدف التغطية على فشلة في مجلس الأمن.

إضافة إلى أنها تأتي في ظل تصاعد التوتر بين أميركا وإيران. ولم يستبعد أن تستخدم طهران مليشيات الحوثي كورقة لتخفيف حدة النقمة الأميركية ضدها، وأن تكون هي من أمرتهم بالتراجع خطوة إلى الوراء، لإثبات حسن النية تجاه أمريكا وحلفائها، على حد قوله.

وأفاد بأن الحوثيين يمرون بضائقة مالية كبيرة، وهو ما دفعهم للبحث عن مخارج للخروج منها، وبالتالي فإنهم قد يكونوا حصلوا على وعود من المبعوث الأممي بإلزام الحكومة بصرف الرواتب وغيرها من الاستحقاقات، مقابل ذلك الانسحاب الشكلي.

وخلص إلى أنه- وبرغم كل ذلك- إلا أن مليشيات الحوثي ستسعى للالتفاف على أي اتفاق، أو التزام، وهذا ما سيحدث هذه المرة أيضا.

نوايا بريطانيا

كان لافتا كذلك انتقادات السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون، لليمنيين الرافضين لانسحاب الحوثيين من ميناء الصليف بالحديدة.

واعتبر "آرون" الذين يصفون الأمم المتحدة بالسذاجة يقولون إن الحل الوحيد هو الحرب الدائمة في اليمن، وأضاف "لدي ثقة أكبر في اليمنيين وأعتقد أنهم يستطيعون العيش معاً في سلام وأمن".

وعلق على ذلك الموقف في صفحته على الفيسبوك المحلل السياسي/ محمد الغابري بالقول: "السفير لم يحتمل تهكم اليمنيين على إعلان انسحاب الحوثيين من موانئ الحديدة، فأخرج ما كان مكتوما متخفيا الغيرة على الحوثيين والانزعاج من وعي اليمنيين بدور بلاده والأمم المتحدة في الحالة اليمنية وطن اليمن وشعبها".

أما الصحفي/ رياض الأحمدي، فرأى- في منشور بصفحته على الفيسبوك- أن ما تفعله الآن بريطانيا هو تفخيخ لمستقبل اليمنيين، معتبرا ما أسماه بالسلام المنقوص بأنه مجرد فاصل لالتقاط الأنفاس تمهيدا لحرب أخرى.

فيما اعتبر الكاتب الصحفي باسم الحكيمي- في صفحته على الفيسبوك- الغموض في البيان الأممي بأنه يضع علامات استفهام كبيرة حول دور المبعوث الأممي مارتن غريفيث ورئيس لجنة المراقبة مايكل لولسجارد، وإصرارهم على توفير غطاء لتنصل الحوثيين من تنفيذ اتفاق استوكهولم والإضرار بمصالح الدولة اليمنية.

وتنصل الحوثيون من مختلف الاتفاقات التي كان يتم التوصل لها برعاية أممية أو إقليمية ومحلية، واستفادوا من عامل الوقت في تقوية جماعتهم وحصد مزيد من المكاسب السياسية.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد