عاشت مدينة تعز أسبوعا دامياً بلون الدم راقت فيه الدماء بكثافة في الشوارع والأماكن وعادت نغمة الخوف لتدخل قلوب الناس بعد عودة مسلسل العبوات الناسفة المتفجرة في الأماكن العامة ليذهب ضحيتها الأبرياء في صورة مؤلمة وقاسية..!!
الأسبوع الماضي كانت تعز على موعد مع أكثر العناوين ألماً وسوادا، خوفا ورعبا، ضحايا وخراباً، ودماراً ودماء سالت في أكثر من مكان لتشهد عديد صور من التقاطعات الغريبة التي تؤدي حتماً إلى طرح أكثر من سؤال عن ما يحصل ويحدث في تعز ومن يقف وراءه ويدعمه ويسعى من ذلك إلى جعل هذه المدينة ساحة حمراء.. مشتعلة.. مولعة.. ودماء أبنائها تسيل في الشوارع بدون حسيب أو رقيب..!!؟
ومن الغريب أن يحدث كل هذا في أسبوع واحد داخل تعز.. انفجار ثلاث عبوات ناسفة والعثور على عبوتين ناسفتين قبل انفجارهما بجوار مستشفى المظفر وأيضا اغتيال جنديين من اللواء 22 ميكا وهما عائدان من جبهة المواجهة مع مليشيات الحوثي وقتل جندي في حارة المناخ..
هذه الحوادث ضحيتها مواطنون أبرياء كل ذلك بفعل أهواء وشهوات القتلة والمجرمين الذين يقفون وراء هذه الحوادث ويستهدفون عبرها أمن وأمان المدينة الحالمة وسكون وصمود أبناء تعز بدون وازع من ضمير أو ذرة إنسانية أو انتماء لهذه المدينة ولتراب هذا الوطن الغالي..
من يقفون خلف هذه الأعمال الإجرامية الوحشية عصابات إجرامية قاتلة لا تعرف الله ولا رسوله ولا قيماً ولا أخلاقاً وهم يقومون بهذا الفعل الشائن بقتل الأبرياء بأساليب الجبناء..؟!
العبوات الناسفة

فجأة يكسر الانفجار هدوء المدينة.. عبوة ناسفة تنفجر وسط شارع جمال، أمام مقر المحافظة ومقر حزب الإصلاح، وضعت وسط أكوام القمامة عبر إرهابيين قتلة ليذهب- بسبب انفجارها- ضحايا من المدنيين كانوا يستقلون سيارة صالون، لتموت امرأة وشاب وليصب أكثر من ستة أشخاص مدنيين..
وفي ذات الليلة انفجرت عبوة ناسفة أخرى في منطقة بير باشا، كانت تستهدف طقماً عسكرياً يتبع قوات الأمن، أصيب مدنيان ولم تسجل حالة وفاة بلطف من الله سبحانه وتعالى..
وفي نفس الليلة- أيضا- عثر على عبوة ناسفة ثالثة تم إبطالها قبل انفجارها..
مرت تلك الليلة الناسفة بعبواتها، ثقيلة على أبناء المدينة وهم يتابعون، بقلق وخوف، هذا المسلسل المخيف والمرعب الذي ظهر بهذه القوة المرعبة والكبيرة وتواصل مسلسل الرعب للعبوات الناسفة.. إذ تم اكتشاف عبوتين ناسفتين في اليوم التالي كانت مزروعة بجوار مستشفى المظفر بالمدينة القديمة وتم العثور عليهما وإبلاغ الجهات الأمنية،التي حضرت للمكان وتعاملت معهما، ورغم ذلك إلا أن الخوف توسع والقلق بدأ يكبر وأبناء المدينة يتابعون هذه الأحداث وأياديهم على قلوبهم من المجهول الذي ينتظرهم ومعهم مدينتهم..!!
اغتيال

وبينما أحاديث الناس عن مسلسل العبوات الناسفة، يأتي خبر اغتيال جنديين من جنود اللواء 22 ميكا وهما عائدان من الجبهة ومواجهة مليشيات الحوثي..
الجنديان الأخوان هما "محمد علي صالح ناصر" و"أحمد علي صالح ناصر"، لم يقتلا في جبهة الشرف ومواجهة الحوثيين، وأثناء عودتيهما من الجبهة- وفي جولة الكهرباء بمنطقة عصيفرة- تغتالهم رصاصات الغدر والخيانة من قبل قاتل مأجور وإرهابي مختفٍ خلف قناع.. وبسبب هذه الحادثة عم الحزن والألم أجواء المدينة وسكانها وتنوعت مشاعر الناس بين غضب وحزن كبير، لكنه الحزن المكتوم الذي يتكرر كثيراً ويذهب ضحيته الأبناء الأوفياء لتعز ورجالها الشرفاء الذين يدافعون عن مدينتهم ويتساقطون قتلى بفعل عصابات إرهابية وقتلة يعيشون وسط المدينة..!!
من المسؤول..؟!
كان الأسبوع الدامي في تعز يدمي القلوب ويحزن الجميع، بيد أن المهم والأهم الآن أن يكون للأجهزة الأمنية بالمحافظة دور أساسي في حماية المدينة وسكانها من هذا الموت الذي يحيق بالجميع ويستهدف الكل، فالقاتل المتجول وسط شوارع وحارات المدينة يهدد حياة جميع الناس ولا يفرّق بين المدنيين أو العسكرين.. ذلك القاتل لا يهمه سوى إراقة الدماء وإشباع رغبته في ذلك..
باتت تعز الآن في مواجهة قوية مع هؤلاء القتلة والإرهابيين الذين لا يريدون لتعز الهدوء والاطمئنان والتفرغ لمواجهة مليشيا الحوثي، التي تحاصر المدينة وتقصفها باستمرار.. على الأجهزة الأمنية المسئولية الأصعب في كشف خيوط هذه اللعبة الخبيثة التي يقوم بها القتلة والمجرمون وملاحقتهم ومنع هذا العبث الذي يحدث في المدينة..!!
نظافة المدينة

بعد أن أصبحت مشكلة القمامة في المدينة تمثّل أزمة كبيرة، حيث توسعت وكادت تؤدي إلى كارثة صحية وبيئية، خاصة بعد أن أضحت أكوام القمامة كالجبال في الشوارع والحارات.. بعد ذلك ظهر شوقي هايل- المحافظ السابق لتعز والداعم المعروف- ليكون هو المنقذ للمدينة وسكانها من القمامة وأمراضها، فأعلنت منظمة "شراكة للتنمية الاجتماعية" عن تكفل شوقي هايل بدعم حملة واسعة وشاملة لنظافة المدينة ورفع القمامة وأنه سيتحمل كل التكاليف المالية ورواتب العمال وقيمة الديزل، مضيفة أن الحملة ستستمر حتى أيام عيد الفطر المبارك.
وأوضحت الأخت/ جميلة مهيوب- رئيس مؤسسة شراكة للتنمية الاجتماعية- أن حملة النظافة الشاملة والواسعة في المدينة، ورفع أكوام القمامة المتراكمة، بدأت منذ أيام وستستمر في كل الأحياء والحارات حتى يتم تنظيف كافه المناطق من مخلفات القمامة.
مؤكدة أن الحملة برعاية محافظ تعز نبيل شمسان وبدعم كامل من الداعم شوقي هايل، وأن المؤسسة وقعت عقد اتفاق كامل مع صندوق النظافة بتعز يشمل كل تفاصيل هذه الحملة وأن العقد معمّد من قبل المحافظ.
مشيرة إلى أن نظافة مدينة تعز مسئوليتنا جميعاً ومن واجبنا أن نشعر بأهمية المشاركة الفاعلة في نظافة المدينة وإبعاد شبح الأمراض والأوبئة عن ساكنيها.