يؤدي التحالف الإماراتي السعودي دوراً إضافياً في معاناة اليمنيين وتراكم الأزمة الإنسانية في البلاد، فبين فترة وأخرى يرفض إعطاء التصاريح لرحلات طيران اليمنية، ويمنع الرحلات من وإلى مطار عدن، دون معرفة الأسباب، وهو ما يراكم الضغط على الرحلات وتسبب ببقاء الركاب عالقين في مطارات أخرى.
· إلغاء رحلة وتأجيل أخرى..
في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، أعلنت شركة طيران الخطوط الجوية اليمنية عن تأجيل إحدى رحلاتها وإلغاء أخرى بسبب عدم حصولها على ترخيص من قيادة التحالف بمحافظة عدن.
وقالت اليمنية، وهي الناقل الوطني الرئيسي في اليمن، إنها ألغت رحلة رقم IY506 المتجهة من عدن إلى مدينة جدة السعودية الخميس، وقالت إنها أجبرت على اتخاذ هذا الإجراء بسبب "عدم تمكنها من الحصول على التصريح للرحلة، مضيفة: يؤسفنا إبلاغكم أنه تم تأجيل موعد الرحلة ليوم الجمعة 14يونيو 2019". حسبما ورد في إعلان للخطوط اليمنية على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وفي ذات الإعلان أبلغت اليمنية عملاءها أنها ألغت رحلة القاهرة عدن رقم IY601 ليوم الخميس أيضاً دون أن تحدد موعد الرحلة البديلة وقالت إنه "سيتم التواصل مع الركاب عبر الحجز الآلي لإعادة ترتيب حجوزات سفرهم".
· عالقون بالمطارات..
وتكررت مؤخراً خطوات إلغاء شركات النقل الجوي رحلات من وإلى مطار عدن بسبب عدم حصولها على تراخيص من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، ويقول المعنيون في شركات الطيران إنهم يتلقون من التحالف إشعاراً بعدم حصولهم على تراخيص في كل مرة دون إبداء الأسباب.
ورغم زيادة أعداد المسافرين في موسم العيد، إلا أن التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات تسبب في إلغاء عدة رحلات لطيران اليمنية وبلقيس، دون إبداء الأسباب، ما يؤثر سلباً على آلاف المسافرين الذين يظلون عالقين في مطارات متعددة، بعضهم يعاني من أمراض لا تتحمل الانتظار.
· لا حل لدى الحكومة..
وفي 26 مايو الماضي ألغى التحالف رحلة من مطار عدن إلى العاصمة الأردنية عمّان، عندما رفض منح تصريح الإقلاع دون إبداء السبب.
واستغرب مصدر في الخطوط اليمنية إلغاء الرحلة رغم "علم التحالف بوجود حالات إنسانية ومرضية ومغتربين، وطلاب من أميركا وأوروبا مضطرين للسفر بشكل عاجل".
وذكر المصدر نفسه أن قيادة الشركة طلبت من التحالف تغيير رحلتها من مطار عدن إلى مطار سيئون "حتى لا تقع في مواقف محرجة مع المسافرين"، ورغم ذلك رُفض الطلب.
وأكد المصدر حينها أن الخطوط اليمنية ستضطر للتشغيل من مطار سيئون جنوبي اليمن على متن طائرتها الموجودة في المطار إلى العاصمة الأردنية فارغة من الركاب، وذلك للمجيء بالمسافرين من عمان إلى سيئون، وهو ما يكلفها خسائر مالية.
وطلبت الخطوط اليمنية من التحالف منحها تصاريح رحلات إضافية تعويضاً عن الرحلات الملغية؛ تقديراً لظروف المسافرين.
رحلات محدودة..
وكشفت وثيقة سابقة عن مطالبة “اليمنية”، في أغسطس الماضي، التحالف السعودي الإماراتي بالسماح لطائراتها بالمبيت في مطار عدن؛ لكونها تتحمل أعباء مالية كبيرة تصل إلى 20 ألف دولار يومياً؛ لإجبارها على مبيت طائراتها في الخارج، بالإضافة إلى طلبها الموافقة على عمل الصيانة الدورية في مطار عدن.
ويطالب اليمنيون بفتح المجال أمام شركات دولية، خصوصاً أن شركتي بلقيس والسعيدة المحليتين، تقدمان خدمات محدودة جداً وبكفاءة لا تختلف عن اليمنية.
وأكد وزير النقل، صالح الجبواني، في تغريدات له على صفحته بموقع التدوين المصغر تويتر أن وزارته لا تمتلك الخيارات لحل هذه المشكلة، قائلاً “إن “اليمن منطقة حرب، والتحالف لم يسمح إلا ببعض الرحلات تذهب معظمها لطائرات المنظمات الدولية الصغيرة”.
وأوضح الوزير أن وقت إقلاع وهبوط الطيران محدد أيضاً من قبل التحالف وجميعها خلال فترة النهار فقط، ثم تغلق الأجواء من قَبل المغرب إلى صباح اليوم التالي.
وآخر مايو الماضي أكد الجبواني أن التحالف أوقف رحلات تجارية لصالح طائرات منظمات دولية وهي نفس المشكلة القديمة- حد تعبيره ولم يقدم تفاصيل كافية.
وكانت الخطوط الجوية قد قالت إن التحالف العربي ألغى بعض رحلاتها.
وكان الجبواني قد شكا من رفض التحالف رفع حصة الحكومة اليمنية من الرحلات لإعادة اليمنيين العالقين في الخارج.
ومنذ 26 مارس 2015 أعلن التحالف السعودي الإماراتي سيطرته على الأجواء اليمنية، وهو ما خلف حينها آلاف العالقين اليمنيين في مطارات العالم، قبل أن يسمح برحلات محدودة تمر للتفتيش في مطار بيشة السعودي.
كما لم يسمح التحالف إلا باستخدام مطاري عدن وسيئون، جنوب البلاد.