فيما كوشنر بورشة المنامة يصف "صفقة القرن" بـ "فرصة القرن"

الإضراب الشامل يعم قطاع غزة ومسيرات غضب شعبي في الضفة رفضا لـ «ورشة المنامة»

2019-06-26 04:46:55 أخبار اليوم/وكالات


انطلقت أمس الثلاثاء في العاصمة البحرينية المنامة ورشة عمل برعاية الولايات المتحدة بشأن التنمية الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية، ضمن مبادرة أميركية أوسع لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، في ظل غياب الجانب الفلسطيني.
ويهدف المؤتمر -الذي ينعقد تحت عنوان "السلام من أجل الازدهار" لمدة يومين- إلى جمع استثمارات بخمسين مليار دولار على مدى عشرة أعوام.
وفي عرضه الافتتاحي للورشة، قال جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن رؤية الازدهار من أجل السلام تعتبر جزءا من الرؤية لتحقيق السلام، وتابع "تحقيق النمو للشعب الفلسطيني مستحيل من دون حل سياسي وعادل ومنصف".
وأضاف "تخيلوا مركزا نابضا بالاقتصاد في الضفة يحقق الازدهار لشعوب المنطقة"، موضحا أن الهدف من خطة السلام تشمل تقديم مناخ يجذب المستثمرين لمنطقة الشرق الأوسط.
وقال كوشنر "كلنا نريد السلام والاستقرار للفلسطينيين والإسرائيليين"، وخاطب الفلسطينيين بالقول إن ورشة المنامة هي لكم والرئيس ترامب لم يتخل عنكم.
وفي الموضوع ذاته، قال كوشنر إن ما يجري ليس صفقة القرن بل هي فرصة القرن من أجل خلق فرص للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن الكثير من رجال الأعمال الفلسطينيين أرادوا المشاركة لكن السلطة الفلسطينية منعتهم.
خطوط عريضة
وعرض صهر ترامب ومستشاره الخطوط العريضة لخطة الدعم الاقتصادي التي ستشمل دولا مجاورة مثل لبنان وفلسطين والأردن، لتحقيق التكامل الاقتصادي في المنطقة.
وبحسب البيت الأبيض، فإن المال المزمع جمعه في المؤتمر سيوفر مليون فرصة عمل، وسيمول إنشاء ممر نقل بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويعد المؤتمر الشق الاقتصادي للخطة الأميركية لسلام الشرق الأوسط، بقيادة كوشنر والمبعوث الخاص جيسون غرينبلات.
وترعى الولايات المتحدة المؤتمر الذي يشهد مشاركة متباينة المستويات لدول عربية، أبرزها السعودية والأردن ومصر والإمارات والمغرب، فضلًا عن البحرين المضيفة، إضافة إلى رجال أعمال إسرائيليين، وسط مقاطعة فلسطينية كاملة ورفض مشاركة عدد من الدول المعنية.
ويتردد أن “الصفقة” تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل في ملفات القدس واللاجئين وحدود عام 1967، مقابل تعويضات واستثمارات ومشاريع تنموية.
ويقاطع الفلسطينيون الورشة، قائلين إنه لا يمكن الحديث عن الجانب الاقتصادي قبل التطرق إلى الحلول السياسية الممكنة لجوهر النزاع.
وأكد رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتيه أن عدم مشاركة الفلسطينيين في ورشة البحرين الاقتصادية أسقط الشرعية عنها، واصفا محتواها بالهزيل ومخرجاتها بالعقيمة.
اعتذار للشعب الفلسطيني
من جانبها عبرت المعارضة البحرينية أمس الثلاثاء عن رفضها لما يجري على أرض البحرين من مؤامرات لتصفية القضية الفلسطينية، مقدمين اعتذارهم للشعب الفلسطيني، وواصفين ما يجري بالعار ونقطة سواء على جبين البحرين والعرب كافة.
وشددت المعارضة خلال تصريحات لإذاعة القدس تابعتها «وكالة فلسطين اليوم الإخبارية» التابع لحركة الجهاد الاسلامي، على أن مؤتمر البحرين هو من النظام الحاكم المأجور لأمريكا ولقوى الشر الذي لا يعبر عن رأي الشارع كون أن شعب البحرين يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في نضاله بمعركته ضد الاحتلال الإسرائيلي لاسترداد أرضه من البحر الى النهر .
وقدم عضو جمعية الوفاق البحرينية المعارضة إبراهيم المدهون أمس الثلاثاء، اعتذاره للشعب الفلسطيني، حول ورشة البحرين الاقتصادية وصفقة القرن وما يقوم به النظام الفاسد من تدنيس أرض البحرين بصفقة لتصفية القضية الفلسطينية .
إضراب ومسيرات غضب
وعلى صعيد أخر عمّ الإضراب الشامل أمس قطاع غزة، في الوقت الذي تواصلت فيه حالة الغضب الشعبي والمسيرات قرب نقاط التماس في الضفة الغربية، رفضا لـ «ورشة البحرين». وأعلن مسؤولون فلسطينيون رفض المخطط الأمريكي الهادف لـ «تصفية القضية الفلسطينية»، ودعوا لإنجاز الوحدة الفلسطينية للتصدي لهذه المشاريع.
وأغلقت المحال التجارية أبوابها في قطاع غزة، كما تعطلت العملية التعليمية بإغلاق الجامعات أبوابها في سياق تلبية الدعوة الفصائلية للمشاركة في فعاليات الإضراب وفي المسيرات الشعبية الغاضبة تنديدا بـ «ورشة البحرين».
والتزم العديد من النقابات بقرار الإضراب، وعلقت نقابة الصيادين عملها يوم أمس الأول، التزاما بقرار القوى الوطنية والإسلامية.
ودعت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار الفلسطينيين في الداخل والخارج وكل الساحات، إلى المشاركة الواسعة في جميع الفعاليات والأنشطة التي تنظم رفضاً لـ «صفقة القرن ومؤتمر البحرين» الذي وصفته بـ «المشبوه»، لتشكيل أكبر حالة رفض شعبي وجماهيري. وأدانت كذلك موقف الدول العربية التي قررت المشاركة بهذا المؤتمر» سيىء الصيت»، ودعتهم لاحترام القرار الفلسطيني الموحد برفض عقد هذا المؤتمر لما يترتب عليه من التفاف على حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني.
وفي الضفة الغربية تواصلت حالة الغضب الشعبي، ونزل المواطنون إلى العديد من نقاط التماس، في إطار تلبية دعوات قيادة القوى الفلسطينية، لتصعيد «أيام الغضب الشعبي» يومي الثلاثاء والأربعاء، رفضا لـ «ورشة البحرين».
واندلعت مواجهات شعبية عند عدة مناطق، منها مواجهات عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، وأخرى في مدينة بيت لحم، ومواجهات أخرى في مدينة الخليل، نجم عنها إصابة عدد من المواطنين، بينهم عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد اللحام، جراء استهدافهم من قبل الاحتلال بالرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، في إطار مشاركتهم في مسيرات الغضب الرافضة لـ «ورشة البحرين».
كما نظمت مسيرات شعبية حاشدة في عدة مدن، حيث انطلقت إحدى المسيرات في مدينة نابلس شمال الضفة، وأخرى في مدينة بيت لحم جنوبا، كما نظمت مسيرة حاشدة في مدينة الخليل وأخرى في مدينة أريحا، بمشاركة قادة الفصائل ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وقطاعات شعبية واسعة، رفعت خلالها الأعلام الفلسطينية، ورايات سوداء، ولافتات كتب عليها «فلسطين مش للبيع»، كما جرى إحراق دمى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد